عابرون من سورية الى الاردن يتخوفون من حركة نزوح جماعي عقب تزايد الاوضاع الامنية سوءا

تخوف من حركة نزوح جماعي من سوريا للأردن

زاد الاردن الاخباري -

تواصل الحدود الاردنية السورية عملها حتى ساعات متأخرة يوميا لانجاز معاملات المسافرين السوريين الذين يواظبون العبور وباعداد كبيرة عن السنوات السابقة والهاربين من الاوضاع الامنية السائدة في الاراضي السورية.
وخلال حديث لعدد من شهود العيان الذين وصلوا الحدود الاردنية قادمين من حمص واللاذقية ودرعا وريف دمشق فضلوا عدم ذكر اسمائهم خوفا من الملاحقات الامنية قالوا ان الوضع ينذر بمخاوف من حركة نزوح جماعية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه في سورية نظرا لما تشهده سورية من عمليات للقمع من قبل شبيحة الاسد الذين اغلقوا وحاصروا الشوارع وبيوت المواطنين وروعوهم موضحين ان المناطق السورية شبه خالية من الحركة والعمل لوجود المضايقات الامنية التي منعت العديد من المسافرين من متابعة سيرهم لمناطق اخرى هربا من القتل والتعذيب.
واكد عدد منهم وجود المئات من العائلات السورية التي تنظر الخروج من محافظاتها للتوجه الى الاردن الا ان السلطات السورية تحاول عرقلة خروجهم, موضحا ان السلطات السورية تلجأ الى اغلاق الحدود السورية مع الجانب الاردني بين الحين والاخر لعدم السماح للسوريين من المغادرة.
واضافوا ان محافظة المفرق من اكثر المحافظات التي شكلت نسبة نزوح للسوريين لصلة القرابة بين المواطنين السوريين خصوصا في مناطق البادية الشمالية التي ما زالت تشكل موقعا لمبيت السوريين, مشيرين ان عددا منهم ومن ميسوري الحال قاموا بشراء شقق جاهزة للاقامة فيها بشكل مؤقت ولحين تهدئة الاوضاع الامنية الصعبة التي تشهدها المناطق السورية, في حين يعمل المئات من العائلات السورية الوافدة الى المفرق بالزراعة وتربية الماشية.
ومن جانب آخر اكدت مصادر مطلعة ل¯ العرب اليوم بانه لا قيود على دخول السوريين الى المملكة مراعاة لظروفهم الصعبة التي يواجهونها هذه الايام بحيث يسمح لهم بالدخول الى الحدود الاردنية دون أية عوائق تذكر من خلال تقديم جميع الاجراءات الميسرة لهم وضمن التعليمات المتخذة بهذا الخصوص بهدف تأمين وصولهم الى مقاصدهم.
واشارت المصادر ان هناك اعدادا متزايدة تدخل يوميا عبر الحدود الاردنية واغلبهم من المناطق التي تتعرض للمضايقات الامنية والمحاصرة بسبب الاحداث الجارية في سورية, حيث كانت لتشكل حركة السوريين اعلى نسبة عبور من الدول المجاورة.
واضافت المصادر ان حركة شحن البضائع شبه طبيعية ما بين البلدين من خلال دخول وخروج البضائع سواء الى السوق المحلية او عن طريق الترانزيت بحيث تم تخصيص مسارب خاصة في المركز الحدودي للسماح لها بالعبور.
واشارت المصادر ان اغلب البضائع قادمة من لبنان باتجاه دول الخليج محملة بالخضار والفواكه واعداد قليلة من الشاحنات السورية بسبب الاوضاع في المناطق التي يقطنها بعض السائقين الذين ترك بعضهم الشاحنات في كراجات المبيت المخصصة في منطقة جابر تفاديا للمخاطر الممكن ان يواجهها مستقبلا.
وضمن المتابعات اليومية لاحوال العائلات الوافدة في محافظة المفرق والتي شكلت 70% من النازحين السوريين فان عددا من الجمعيات الخيرية والمحسنين يقومون حاليا بتقديم المساعدات الانسانية لهذه الاسر حيث تسكن اكثر من عائلة في شقة واحدة لعدم وجود مبالغ كافية معهم لدفع اجور السكن التي ارتفعت نسبتها في المدينة في الاونة الاخيرة.
وتجولت »العرب اليوم« في عدد من الشقق السكنية التي تقطنها تلك العائلات وخصوصا في منطقة حي الحسين والتقت عدداً من العائلات السورية الذين قالوا بان اوضاعهم سيئة لعدم تمكن ابنائهم من الالتحاق بالمدارس.
وقالت أم علاء التي هربت امس الاول من درعا بأنها تركت منزلها وأتت فقط هي وزوجها المريض واطفالها هربا من الاوضاع الامنية السائدة موضحة بان لا احد يسلم من حملات التفتيش للبيوت والاعتقالات العشوائية التي طالت الاطفال والكبار والشيوخ.
واشارت أم علاء انها حاليا تعمل بائعة في احد اسواق المفرق من اجل تأمين لقمة العيش لابنائها.
اما ابو ابراهيم الذي هرب من حمص فقد شكر الجهود المبذولة الاردنية على الحدود الاردنية او التي سمحت لهم بالعبور دون معاناة ووصولهم الى المفرق وقيام احدى الجمعيات الخيرية بتأمين منزل لهم وتجهيزه بكل ما يحتاجونه من خدمات.
عدد من تجار المنطقة بالمفرق اكدوا ان العائلات السورية التي نزحت للمحافظة تقيم في احياء وتجمعات سكانية معروفة وفي بعض القرى الشرقية التي تربطهم باهلها صلة قربى, حيث ساهمت هذه العائلات في تحريك النشاط التجاري في المدينة والقرى التي تشهد لاول مرة اقبالا على استئجار الشقق والشراء وباسعار مرتفعة للغاية لدرجة ان البعض لجأ الى الحجز المسبق قبل نزوحه من سورية.
واشاروا ان تجارا يقومون حاليا بتأمين شقق ومنازل لسوريين من سورية لتوفير المسكن المناسب لهم حال مجيئهم نظرا لشدة الاحداث الامنية الجارية في الاراضي السورية, موضحين النزوح الاخير للسوريين في المفرق ساهم برفع اجرة السكن حتى على المواطنين من ابناء المحافظة.