زاد الاردن الاخباري -
لن نقبل بدولة فلسطينية بدون كامل القدس، ولا يحق لمخلوق على الأرض، من كان يكن، أن يتنازل عن حقوقنا كعرب ومسلمين عن المدينة العربية المقدسة، وعلى كل عربي حرّ أن يصرخ ويقول رأيه بكل وضوح، وليسجل للتاريخ وللأجيال القادمة، أننا لم نقبل المساومة على شبر واحد من كامل القدس (الغربية والشرقية والقديمة "العتيقة" والموحدة والكبرى) في حدودها كاملة، التي هي أصلا جزء أساسي ورئيسي من فلسطين المحتلة، أما بالنسبة لمزاعم المحتل "الوقح" عن تاريخه "الوهمي" وهيكله "الإفتراضي" وقصصه "التافهة" فهي لا تعني لنا شيئا، وإلى "القمامة"، أجلّكم الله، .. وإلى حيث ألقت.
لست ضد إعلان الدولة، ولكنني لست مع إعلانها ناقصة ومشوهة، فإذا كنا عاجزين اليوم عن التفاوض كما الرجال، وفرض شروطنا الكثيرة التي لا تشفي جروحنا، وإذا كنّا عاجزين اليوم عن تحريرها "بالقوة" كاملة، من البحر إلى النهر، بسبب ضعفنا وضعف نفوسنا، فسيأتي جيل، ليحرق "إسرائيل" عن بكرة أبيها، وهذا ليس بعيدا كما يظنون، وأي توقيع اليوم على أي شيء فهو "توقيع شخصي" ويمثل صاحب التوقيع فقط، ولا يمثل العروبة والإسلام ولا يمثل جميع الفلسطينيين البالغ تعدادهم حول العالم 10 مليون إنسان، ولهم حقوق بيّنة كالشمس في السماء، وكذلك فهو لا يمثل - بالنسبة لفلسطين عموما وللقدس تحديدا- رأي سكان هذه الأرض المباركة منذ 6 الآف عام، نعم، العرب هم أصحاب هذه البلاد، شاء من شاء وأبى من أبى، ولا يعني إن كانت أمريكا اليوم هي القوة المسيطرة في العالم التي تدعم الصهيونية ومشاريعها وأحلامها، فقد ينقلب العالم في ثانية وقد تغرق أمريكا وتختفي في ساعة، وتجد طفلتها المدللة "إسرائيل" وحدها في مواجهة العرب جميعا والبالغ تعدادهم 400 مليون نسمة وفي مواجهة المسلمين جميعا والبالغ تعدادهم مليار 700 مليون نسمة، بوعي يفوق وعي عشرينات القرن الماضي، وثقافة وفهم وحب أكبر لفلسطين والقدس، حبّ لا يضاهيه حب، وما هي إلا طلقة واحدة تبدأ وتنطلق لتجعل من "إسرائيل" مجرد حادث آخر "طارىء" في التاريخ.
الصهاينة لم يحتلوا القدس قبل مليون سنة يا أصدقاء، فلنستيقظ، ولننظر حولنا إلى الذين شهدوا حرب عام 1948 وحرب عام 1967 بأنهم ما زال معظمهم أحياء، ويحكون لنا قصص التهجير والقتل والتشريد، كأنها حدثت بالأمس فقط، مما يعني – حقيقة - أن الدماء الفلسطينية والأردنية التي سالت هناك ما زالت غضة طرية لم تجف بعد، والذي يظن أن المطالبة بالقدس كاملة هو مطلب "غير عقلاني" فما عليه إلا أن يعلن "خزيه" و "عاره" هذا على الملأ أو يرتحل مع ركب "المتصهينين" و"المتأمركين"، فهذه أرض أجدادنا جميعا، وهي عاصمتنا الروحية والدينية والإنسانية والتاريخية التي لا نرضى عنها بديلا، ولو أعطيت لنا في المقابل، جنان الأرض كلها، فهي أرض أجدادنا اليبوسيين العرب الذين كانوا أول من سكنها في الألف الرابع قبل الميلاد، وأرض الكنعانيين العرب والفلسطينيين العرب، وهي أرض كل المسلمين، أولى قبلتيهم المباركة وفيها حرمها الشريف المقدس الغالي العزيز، وهي قلبنا النابض وقرة عيوننا التي لا نبيعها بمال ولا نبدلها بالعيال ونفديها بالنفوس التواقة للصلاة على ترابها الطاهر، أحياء أو يصلون علينا فيها امواتا وشهداء.
لن نقبل بدولة ستأتي لتحل مشاكل المحتل "الوقح" الكثيرة، وتمنحه شرعية ليصبح مالكا للقدس الغربية أو الموحدة او الكبرى وتحل له مشاكله التي عجز عن حلها 63 عاما فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينة المسلوبة، حق العودة والتعويض وأملاك جميع الغائبين، وحق عودة كل مُهجر إلى المكان الذي خرج منه، وإذا أراد "زبانية" إسرائيل الإستهزاء بمطالبنا هذه، وقالوا أن الإسلام والعروبة قد بلغت مداها لدينا، أو يكيلون واحدة من التهم الجاهزة لديهم، التي يتم تحضيرها وطبخها في الغرف المعتمة كقلوبهم، فمن الأفضل لـ "هزازين الذنب" و"المتصهينين" أن يعلموا أنهم وأسيادهم المحتلين، قد تجاوزوا المدى، لأن قلبي والله، يتقطر حزناً وألماً وخوفاً وقلقاً، ولن أغفر لنفسي ما حييت، أنني كنت شاهدا على هذه الأيام التي تباع فيها القدس، علنا، جهارا نهارا، بأبخس الأثمان.
تريدون دولة؟ نريد القدس وكل الحقوق المسلوبة. نقطة على السطر.