أعيدوا لنا الأردن !!!

زاد الاردن الاخباري -

كتب : العميد المتقاعد فتحي الحمود  - فسروا مقالتي هذه كما تريدون فلم يعد يهمني !!!
نعم ...فالأردنيون باتوا يشعرون بغبن وظلم شديدين بسبب قلة الحيلة من جميع النواحي الإقتصادية , السياسية , والإجتماعية ...وأصبح الوضع العام للبلد غير محتمل ...ولا يجوز السكوت عليه أو تجاهله بعد اليوم !!!
فأبناؤنا الخريجون بلا وظائف , والرواتب تآكلت لا بل تلاشت فلم تعد كافية لتغطية الفواتير الشهرية وحدها ...ومسؤولونا في واد ونحن في واد آخر لا نسمع بعضنا بعضا !!!
البنوك ...شركات التأمين ...المولات الكبرى ...المصانع ...الوكالات التجارية ...وغيرها كثير في القطاع الخاص ابوابها مغلقة في وجه الشباب الأردني المتعلم والحاصل على جميع الشهادات المطلوبة ...فأخذ أبناؤنا بالتفكير الجاد بالهجرة للخارج , والبحث عن وظيفة في دول الخليج العربي على الرغم من ظروفهم الصعبة ...ويقبلون برواتب قليلة مثلهم مثل الهنود والباكستانيين والعمالة الآسيوية بشكل عام !!!
الغلاء الذي لا يحتمل ولا يطاق في كل شيء ...الطعام , الشراب , اللباس , الصحة , والتعليم في جميع مراحله . هذا الأمر دفع الأردنيين إلى بيع ما تبقى لهم من أرض لأي عابر سبيل ...المهم أنه قادر على الدفع ...وما أكثرهم وبأثمان رخيصة وزهيدة ...بكلمات اخرى باع الاردنيون ما ورثه الاجداد والآباء لنا نحن ابناء هذا الجيل " جيل النكبة " ولم نستطع ترك متر ارض وراءنا لأي من ابنائنا واحفادنا !!!
لا الوم احدا قام بذلك ...لأنه أمام خيارين صعبين ...فإما البيع من أجل تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم ...أو الموت جوعا وعطشا وبردا ...أو الوقوف أمام أبواب الجوامع وبسط عباءات أجداننا لترمى فوقها بضعة قروش من غني او مقتدر من حديثي النعمة والمواطنة في وطني انا الأردني منذ 500 عام أو يزيد !!!
نعم ...فأنا العميد المتقاعد فتحي الحمود الخصاونة أقص شعري عند حلاق الحي بمبلغ بسيط ...بينما يدخل الأخ العربي الضيف ويرمي على نفس الحلاق 5 اضعاف ما ادفعه انا ...فأخجل من نفسي قبل أن يرمقني الحلاق بنظرة فيها إبتسامة شفقة على حالي وحاله معا ... لأن ما يحصل معي يحصل مع والده وهو " إبن دورتي " !!!!!
هذا الاخ العربي الذي سرق ملايين بلده وجاء بها الى الاردن ليغسلها من خلال شراء قصر في مناطق عمان الغربية , ومزرعة على طريق المطار , و5 سيارات فارهة , وفتح شركة استيراد وتصدير وهمية , وانتسب لأغلى فنادق عمان للتخلص من " كرشه " الكبير , ويشرب زجاجتي ويسكي كل يوم , يتغدى ويتعشى في اغلى مطاعم عمان ويسهر مع شلته في احدى نواديها الليلية ,ويذهب الى منزله عفوا قصره مترنحا كل ليلة مع أذان الفجر ...وبينما الفلاح الأردني يستعد لصلاة الفجر , ويوقظ اطفاله لتلاوة القرآن الكريم , والاستعداد للذهاب الى مدارسهم سيرا على الاقدام ما لا يقل عن 5 كم ...أو العسكر إلى معسكراتهم وأماكن حراستهم واللحاق بأول حافلة لحراسة أخينا " السكران " في شوارع عمان !!!!
تشبيه دقيق لما يحدث يوميا في قرى الاردن وفي شوارع عاصمته عمان التي كانت عمااااااااااااااان ...فلم يبق منها الا الاسم فقط لا غير ...واصبحت عاصمة للفساد والافساد من كل لون ونوع وشكل ينهبونها ويسرقون فيها اموال الشعب الاردني الضحية لنكبة فلسطين ونكبات العرب تحت مسمى كنت أؤمن به عندما كنت ساذجا معوق التفكير وضحل التحليل بعد أن بهرتني شعارات رنانة كاذبة وهي ان الأردن كان ولا يزال موئل أحرار العرب !!!!
فعن أي " أحرار " نتحدث ...أحرار غسيل الأموال بالتعاون مع مسؤولين أردنيين فاسدين ...أم أحرار معارضة أنظمتهم في بلدانهم ...أم ماذا ؟؟؟
أحرار أوسلو , وحفر الباطن , وعملاء الأمن الوقائي الفلسطيني ...
حتى الآن لا أفهم هذا المصطلح الذي حول الأردنيين إلى مواطنين من الدرجة العاشرة أو هنود حمر ...بلا حمد ولا شكورا ...تماما مثل خبز الشعير " مأكول مذموم " !!!!
سبحان الله ...

فعلى من الحق وكيف السبيل لإعادة الحق الأردني لأصحابه ؟؟؟
الحق على الطليان فهمناها ...
أما السبيل لإعادة الأردن لأصحابه هو بوضع النقاط على الحروف وعلى الأخص بعد قيام الدولة الفلسيطينية " العتيدة " ... حتى لا يصبح للأردنيين دولتان ...واحدة على حدود ال 67 وواحدة أخرى " بديلة " شرقي النهر !!!
أو لسنا مثل غيرنا من شعوب الأرض لنا الحق في إقامة دولة أردنية على أرضنا الأردنية ؟؟؟
اليهود في جميع أنحاء العالم حققوا حلمهم بإنشاء دولتهم على أرض الميعاد , والفلسيطينيون فعلوا مثلهم ...وجنوب السودان فعل ...ووووو حدث ولاحرج ...إلا الأردنيين محرم عليهم ذلك فيتهموا فورا بالإقليمية والعنصرية و"حراقة الوالدين ولعانة الحرسي "...
هذه الإسطوانة المشروخة يجب أن تنتهي وتتوقف وعلى أي متقول من هذا النوع أن يخرس ويقطع لسانه ...
فهذه القطعة من الأرض وما عليها لكل مواطن أردني حصة فيها وعلى الحكومة أن تعيد ما سرقته وباعته من ثروات طبيعية ...بعد أن سرقت أموال ما عرف ب " الخصخصة " ...وزادت مديونية لا ذنب لنا فيها ولم نستفد منها نحن " الهنود الحمر " تصل إلى 17 مليار دولار ...زادت في أخر 10 سنوات 11 مليارا !!!!
السؤال : ما ذنب أولادنا وأحفادنا ليدفعوا ما سرقه وقبض عليه و " كمشن " زيد وعبيد ...وهم للعلم بالألاف ...وليسوا مئات ...أناس تعرفونهم وأناس لم ولن تسمعوا بهم أبداااااااااااااااااااااااا
أكتب بعصبية وحرقة بعد أن إتصل بي عميد متقاعد من القوات المسلحة وهو إبن شهيد ...أستشهد والده على ثرى فلسطين في العام 1956 ...يوسطني لتوظيف إبنه الخريج ب " تمويل " في الجامعة الأردنية فلقد أعياه مصروف أولاد كبار ...وفوق مصروف المنزل فإنه يعطيهم مصروفهم الشخصي ...والله هذا حرام ...!!!! . لماذا لا يجد عملا شاب يحمل شهادة جامعية في وطنه ؟؟؟
وأين سيعمل بعد أن طرق جميع الأبواب ...ونعرف أن الجهاز الحكومي لا يستطيع إستيعاب 50 الف خريج كل عام ؟؟؟
سيقول متحذلق ومتفلسف من مسؤولينا غير الكرام ومعظمهم يحملون شهادات عليا مزورة : ليعمل في غسيل السيارات , أو عامل نظافة , أو عامل محطة وقود ...ويضيف : هاهم المصريون يعملون بها وهم جامعيون . هذا كلام ورد مردود عليكم !!!!
كفانا طبطبة وضحكا على اللحى وإستهزاء بعقولنا فلم نعد مغفلين وهبلا بعد اليوم ...الصحوة الأردنية في أوجها ...فإما أن تجدوا حلا لنا أو نجد حلا لكم !!!!
بالله عليكم : هل يقبل الشقيق لشقيقه ان يستولي على ثلاثة ارباع بيته ؟؟؟
هل تقبل لإبنك أن ينام في فراشك بعد أن يصل إلى سن معينة ؟؟؟
وهل وهل وهل ؟؟؟
الف سؤال بعيدا عن التنظير ...
نريد أن نعيش في وطننا الأردن نحن الأردنيين بكرامة ...
أعيدوا لنا الأردن الذي سرق منا جهارا نهارا عينك عينك وبتحد وياويلك إذا فتحت فمك مطالبا بشيء !!!
حتى حقوقنا في المحاكم لم نستطع الحصول عليها وطارت الحقوق وهرب المطلوبون بسبب التسويف والتأجيل وقانون اصول المحاكمات الرجعي والمتخلف !!!!!
ذهبت اموال الاردنيين ادراج الرياح فهل هناك من يعيدها لأصحابها ؟؟؟
لا أظن ان الموجودين على الكراسي قادرون على فعل ذلك لانهم غارقون في الفساد حتى آذانهم !!!!
اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم ....
فلقد طفح الكيل و الصبر اكثر من ذلك صار امرا مستحيلا !!!!