الفلاحات: الحراك سيبقى سلميا لكن ربما تتسع نبرته اذا لم تقدم التعديلات الدستورية

حراك مكثف للاسلاميين في المحافظات مصحوب بتصعيد في الخطاب

زاد الاردن الاخباري -

تشهد الساحة السياسية هذه الايام حراكا مكثفا للحركة الاسلامية في الشارع وفي مختلف محافظات المملكة للمطالبة بالاسراع في تحقيق الاصلاح الشامل مصحوبا بتصعيد ملحوظ في لغة وخطاب قيادات الحركة.

وفي الوقت الذي تجمع فيه قيادات الحركة الاسلامية بان هناك مماطلة وتسويفا في مسار الاصلاح وعدم استجابة حقيقية لمطالب الشعب للاصلاح الا انها اكدت بان خط الحركة بشأن المطالبة بالاصلاح واضح حيث انه يتركز على اصلاح النظام لا تغييره.

ومن المنتظر ان يعقد مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين جلسة طارئة منتصف هذا الشهر لبحث ملف الاصلاح والمماطلة في تنفيذه الى جانب الحراك الشعبي وتعديلات النظام الداخلي لجماعة الاخوان.

وقالت مصادر داخل الحركة بان جماعة الاخوان لجنة عليا من قيادات الجماعة وحزب جبهة العمل الاسلامي لمتابعة الفعاليات في مختلف المحافظات الداعية لدفع مسار الاصلاح. 

ولم تستبعد المصادر ارتفاع وتيرة الحراك الشعبي الذي تقوم به الحركة الاسلامية بشكل كبير في حال عدم تحقيق تعديلات دستورية فعلية تلبي مطلب الشعب.

يشار انه سبق ارتفاع وتيرة الحراك الشعبي للاسلاميين ازمة جديدة بين بعض القوى الحزبية المنضوية تحت مظلة لجنة التنسيق العليا لاحزاب المعارضة والحركة الاسلامية على فعاليات ضمن الحراك الشعبي وحدث تباين واضح فيما بينها حول مكان الفعالية وحتى الشعارات التي ترفع رغم نفيها من قبل القيادات الحزبية مما اثار تساؤلات ومخاوف من استمرارية اللجنة كمظلة لاحزاب المعارضة.

وتجددت هذه المخاوف بعد ولادة الجبهة الوطنية للاصلاح التي ضمت جميع احزاب المعارضة برئاسة رئيس الوزراء السابق احمد عبيدات.

اساليب المماطلة والتسويف في الاصلاح لم تعد مجدية

اكد رئيس مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين الدكتور عبد اللطيف عربيات في تصريح ل¯ العرب اليوم ان خط الحركة الاسلامية بشأن المطالبة بالاصلاح واضح حيث انه يتركز على اصلاح النظام لا تغييره.

وقال عربيات: لكن الامر الذي اصبح يلاحظه الناس انه لا يوجد استجابة حقيقية للاصلاح بل بات واضحا ان الاستجابة معدومة وان هناك مماطلة واضحة وتسويفا باتجاه الاصلاح.

وزاد ولهذا فان المطلوب ضرورة الاسراع في تلبية مطالب الشعب من خلال ايجاد اصلاح حقيقي مؤكدا على ان الاساليب القديمة التي كانت تتبع لممارسة عمليات المماطلة والتسويف لم تعد مجدية الان.

واشار عربيات ان مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين سيعقد جلسة طارئة منتصف الشهر الحالي لمناقشة ملف الاصلاح والحراك الشعبي والتعديلات على النظام الداخلي للجماعة.

واكد بدوره الناطق باسم جماعة الاخوان المسلمين جميل ابو بكر ان الحراك الشعبي مستمر وصولا الى ايجاد اصلاح حقيقي يلبي مطالب الشعب.

ونوه ابو بكر ان شورى الاخوان سيناقش موضوع الاصلاح والحراك الشعبية الى جانب التعديلات الاساسية على النظام الداخلي للجماعة في جلسة طارئة يعقدها هذا الشهر.

واكد بدوره المراقب العام الاسبق لجماعة الاخوان المسلمين سالم الفلاحات في تصريح ل¯ العرب اليوم على ان الاصلاح لا يتم الا من خلال الشعب ومن مختلف قواه ولم تعد المطالبة به ترفا سياسيا.

وفيما قال الفلاحات بانه لا يوجد تصعيد وانما سيبقى الحراك سلميا الا انه لم يستبعد ان تتسع نبرة هذا الحراك لا سيما في حال لم تقدم التعديلات الدستورية.

ونوه ان ما جرى في مجلس النواب الى جانب كيفية التعديل الحكومي الاخير يعطي دفعة جديدة لمواصلة الحراك الشعبي.

واكد ان الحركة الاسلامية تحرص على ان لا تتحرك لوحدها في المطالبة بالاصلاح الشامل منتقدا وجود تباطؤ من الحكومة في تنفيذ هذا الاصلاح.

فيما تساءل الفلاحات ما اذا كانت الممارسات التي تقوم بها الحكومة وتأتي بردود فعل سلبية فهل ذلك لمصلحة النظام.

وقاللقد قدمنا للحكومة فرصا فلماذا هذا التباطؤ في تنفيذ الاصلاح وهذه هي النتيجة واضحة امام الشعب واعتقد ان الطريق اصبح سالكا لنضوج الحركة الشعبية للمطالبة بالاصلاح ومن الخيانة للوطن ان لا يرفع الشعب صوته عاليا للمطالبة بالاصلاح.

وزاد الفلاحات لا شك ان قوى الشد العكسي ما زالت حتى الآن متماسكة الا انها ستكون ضعيفة امام مطالب الشعب وخير دليل ما جرى حولنا في المنطقة ولهذا فان مشروع الاصلاح مثل الهواء وعاجز ان يعتقد ان احدا سيوقفه.

وقال رئيس اللجنة السياسية في حزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد بان المطالبة بالاصلاح في الاردن عملية ابتدأت ولن تنتهي لحين تحقيق اهدافها باحداث اصلاحات حقيقية تتناول التعديلات الدستورية وتمكن الشعب من ان يكون مصدرا للسلطات وان يكون مشاركا في صناعة قراره وصياغة مستقبلة.

ونوه بني ارشيد ان حراك الحركة الاسلامية في مختلف المحافظات يأتي انسجاما مع رؤية الحركة في ضرورة الاستمرار في العمل الشعبي والجماهيري من اجل الضغط لتحقيق الاصلاح المطلوب.

مطالبات متكررة لتشكيل حكومة انقاذ وطني

ولم تتوقف قيادات الحركة الاسلامية والقوى الاخرى عن تكرار المطالبات بضرورة تشكيل حكومة انقاذ وطني برئاسة شخصية وطنية تحظى بثقة الشعب لتحقيق اصلاح فعلي يبدا باجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون انتخاب عصري.

وطالب حزب جبهة العمل الاسلامي بتشكيل حكومة بقيادة شخصية وطنية تحظى بثقة الشعب ينحصر برنامجها بوقف التدهور الذي يشهده الوطن والشروع بالإصلاح عبر انتخابات نيابية مبكرة استناداً إلى قانون انتخاب يعبر عن إرادة الشعب وليس النموذج الذي وصفه بالمشوه الذي توافقت عليه لجنة الحوار الوطني تنبثق عنه حكومة برلمانية تعبر عن أهداف الأردنيين ومصالحهم.

وكانت قيادات حزب جبهة العمل الاسلامي قد ناشدت الملك بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ البلد من الخطر المحدق به بسبب الفساد داعية الى تشكيل حكومة إنقاذ وطني يرأسها شخصية وطنية وانتخابات مبكرة وفقا لقانون عصري.

فيما دعت الى ضرورة مواصلة الحراك الشعبي الضاغط لإنقاذ البلاد وتحصيل الحقوق وبسط الحرية والعدالة الاجتماعية حفاظا على مستقبل أجيالنا والمضي قدما بالمطالبة بتحقيق الشعارالشعب يريد إصلاح النظام.

واكد امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور في تصريحات سابقه له ضرورة وضع حد للنهج المنحرف في البلاد في تشكيل الحكومات والمجالس النيابية وتهميش دور السلطات وتضخيم دور المؤسسة الامنية على حساب السلطات الدستورية وتغييب العدالة بين المواطنين منوها ان ذلك لا يتحقق دون توفر ارادة حقيقية للاصلاح وفي مقدمتها تعديلات دستورية وقانونية تمكن الشعب من ممارسة حقه في ان يكون مصدر السلطات.

وزاد لقد بدأت مطالب الشعوب المجاورة بالحرية ومكافحة الفساد ومطالب اصلاح محدودة لكن حينما اصم اصحاب القرار اذانهم رأينا ما جرى لقد اصبح الشعب يهتف الشعب يريد اسقاط النظام .. نحن نريد اصلاحا حقيقيا للنظام.

العرب اليوم