من هو البديل عن البخيت !!

زاد الاردن الاخباري -

كتب : خالد عياصرة - قبل اشهر خلت عمت المظاهرات محافظات المملكة، للمطالبة بإسقاط الرفاعي، ذهب الرفاعي، والتي معروف البخيت، لكن النتيجة بقيت واحدة، وهي بقاء النهج، بحيث لم ينتج عن هذا التغيير أي شي يذكر .

بعد كل المصائب التي حطت فوق رؤوسنا، يقود البعض حملة ضد البخيت للمطالبة باستبداله، لكن لا احد يقول لنا من هؤلاء، من هو البديل عن البخيت، أنا مسؤول عما أقوله، ولست مسؤولا عما يفهمه الآخرون، هنا !!

بمعنى، لو جاء رئيس وزراء يحمل عين الأجندة التي يحملها البخيت، وعين تلك التي " عتلها " سمير الرفاعي، هل يعني التغيير شيئا هنا. ماذا سيختلف الرئيس القادم عن الحالي، أليس التغيير هنا يكُ في الأماكن وفق محاور الزحزحة، لا في السياسة وفق استراتجيات التحرير .

لذا ان البخيت اليوم سيقود الى إسقاط المطالب بالغد، وبالتالي لن يضيف الى صورتنا التي نرسم ملامحها شيئا اللهم خلا الخسارة والندم، هذه الصورة ستعيدنا الى المربع الأول . ليعود البعض يطالب بإسقاط الرئيس، وتعطيل خطى سير الدولة من جديد ، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت . عجبي كل العجب !!

لذا من الأهمية بمكان، إعطاء البخيت الفرصة، لا من اجل سواد عيونه، بل من اجل أثبات مقدرته على إدارة دفة الرئاسة، الى حين الاتفاق في مطبخ القرار السياسي على وسيلة تقود دفة المرحلة القادمة، وتلبي مطالب الشعب وترفع من قيمتها.

لكن، يفضل البعض السير في دروب المعارك الخاسرة لغايات في نفس يعقوب ويهوذا وشمعون مثلا ؟ لماذا لا نغلب لغة المنطق على لغة ردات الفعل ؟ خصوصا وان غالبية المطبلين بتطيير البخيت هم في الحقيقة يتمنون الجلوس مكانه . امان ربي امان !!

لا ننكر أننا بكل ما نملك، وبكل ما لا نملك، ندعم أقاله حكومة رئيس الوزراء البخيت، أن كان القادم سيعمل على الانتقال الى مرحلة تجنبنا الفوضى والاضطراب بكافة أنواعه، انطلاقا من انتخاب رئيس وفق الأسس الحزبية، خارجة من رحم مجلس النواب، أما غير ذلك، فهو في الحقيقة ضربا من الجنون . مصيبتنا،عابرة للسنون، كما هي عابرة للحكومات،وللأعمار أيضا، ليست مع شخص رئيس الوزراء، - أي كان رئيس - بقدر ما هي مشكل عملة وسياسته وطرائق التأثير عليها، أكان هذا التأثير صادرا من أجهزة الدولة الأمنية، أو ضاربا على راسها من مراكز القوى، او من قبل مؤسسة الفساد .

الحكومة اليوم تفتقد الى الحس الشعبي، القائم على التعايش السلمي، جراء بعدها عن الأصول، بمقابل توجهها صوب الفروع، لا ذكاء منها بقدر ما هو تغطية على العجز الذي وقعت في مستنقعاته، أليس الغريق يتشبث بقشه كما يقال .

لا نفشي سرا لو قلنا أننا نريد رئيس محبوب شعبيا، يعمل على رفع مستوي المعيشي للمواطن، نريد رئيس وزراء معروف أصلا، وفصلا، وعملا، وفكرا، ومنهجا، ونظافة " فالذي نعرفه خيرا من الذي لا نعرفه" و "جحا أولى بلحم ثورة " والى ان يأتي ذلك الحلم، ليبقى البخيت .

نخاف على الأردن نعم، لكننا لا نريد اعتبار الأردن دولة كما دول جمهوريات موز، تسيطر فيها فئة فاسدة واحدة على الدولة، باعتبارها صاحبة الشأن، وصاحبة القول الفصل، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، فلا تحاسب ولا تعاقب إن غيرت الاتجاه أو حادت عن الدرب .

نحن مع التغيير القائم على ابتعاث الأفضل، لكن لابد أن يكون لهذا التغيير طعماً ولوناً ورائحة، وحتى نكهة، تغيير يصب في عصب الاهتمام الشعبي، الذي يطالب أن يخضع الرئيس للرقابة، كما يخضع للعقاب، نريد أن ننتهي من هذه المرحلة، للانتقال إلى مرحلة أخرى، ذات صلة بتقوية الداخل الأردني، وتحصين الخارج .

التغيير،وإن جاء بإقالة رئيس الوزراء الحالي،فإنه سيكون بلا طائل، إن اعتمد على عين الأسلوب المتبع، منذ تأسيس المملكة .

ليبقي البخيت، ولندعمه، ولنلتفت الى الملفات الأهم، ولنفتح العين قليلا على تحركات عباس ودحلان وإسرائيل من وراء الأردن،،قبل ان نقع تحت الأمر الواقع فنندم جميعا .


الله يرحمنا برحمته... وسلام على الأردن ورحمته من لله.

خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com