براءة ابن الحراث وسقوط النائب المقاول

زاد الاردن الاخباري -

خالد عياصرة - قديما وانا صغير، كنا نلعب لعبة مع بنات الحي، اسمها عريس وعروس، حيث يجتمع الصبية ونعقد حفل القران على أهازيج أردنية بحته كنا نحفظها من أمهاتنا وإبائنا في محاكاة لواقع الكبار.

وبعد انتهاء كل حفل، كنت اذهب إلى الحقل، واتي بأزهار الأقحوان البرية، كنا نسميها (جنة نار) اختلي مجالسا نفسي وحيدا، ابحث عن حظي الطفولي العاثر، ماسكا الزهرة بيد وبأخرى أقوم بقطع أوراقها مرددا (بتحبني ما بتحبني ) وهكذا إلى ان اصل إلى الورقة الأخيرة، وكم أصاب بالفرح ان كانت النتيجة أنها تحبني .

هذه اللعبة الطفولية تشبه أسلوب خليل عطية في ادارة أزمة التحقيق في قضية الكازينو "اتهم، لا اتهم" حيث وصل إلى نتيجة تشبه نتيجة بتحبني ما بتحبني، الخاصة بلعبة العريس والعروس الأنفة الذكر .

السؤال المطروح هنا، ان لعبة النائب كانت مكشوفة، تقوم على قواعد تصفية حسابات، لذا صوت النواب ضدها وبأغلبية لصالح البخيت .

خطورة الخطوة، وبغض النظر عن نتيجتها، أنها وضعت المنشار في نعش رحيل المجلس، وأعطت القوة للحكومة بقيادة الجنرال معروف البخيت .

لا نفشي سرا لو قلنا أن الشعب مصاب بصدمة جراء تصرفات لجنة التحقيق في الكازينو، لا جراء تبرئة البخيت من القضية، بل بسب عري اللجنة الكامل الذي جعلها تصاب بحاله من التخبط نتيجة فشلها في إسقاط البخيت .

في عين الوقت لو نظرنا إلى حال كلا الرجلين دولة الرئيس معروف البخيت وسعادة النائب خليل عطية، بشي من الموضوعية والحيادية، لقلنا أن الأول وصل إلى منصبة بعد طول خدمته العسكرية في جيشنا العربي، في حين وصل الثاني بصورة لا نعلم عنها شيئا اللهم خلا الفزعة، كما هو حال غالبية أعضاء مجلس النواب .

مجلس النواب اليوم وبسبب بعض أعضاءه، أضحى يشكل حجر عثرة في طريق الإصلاح والتطوير والتنمية، هكذا أخبرتنا الصورة الأخيرة – التصويت في الكازينو - والقول وبقاء المجلس يعني ضرب عصب البلد، وضرب منجزها، وضرب مستقبلها، بل سيقودنا إلى الانهيار الحقيقي، بعدما قاد كتيبة الانهيار الأخلاقي، إرضاء لنزوات وامتيازات ومصالح تتحكم فيها العطاءات والشركات التي يملكها بعض النواب. قضية الكازينو ليست الا حلقة من مسبحة الفساد، فساد تخطى الخطوط الحمراء .
براءة ابن المزارع معروف البخيت لهي دليل على نظافة يد الرجل فسبحان من حق الحق وارضخ اعناق اصحاب الشركات والعطاءات لمشيئته .

في النهاية سأستعير هذه السطور التي كتبها العزيز كامل العباسي واهديها إلى دولة لرئيس معروف البخيت، وطبعا وأكيد ، لن أوجهها للنواب لأنهم ليسوا في خانة اهتمامي :

أمي قبل ما تموت بيوم وصتني ع الوطن والناس

قالت يا ميمتي لا تخلي تراب الوطن من عدو ينداس

هاي الأرض أرضك وأرضك مثل عرضك

كل عمر الوطن يمه عرجتي وعصابة راس

الله يرحمنا برحمته ..... وسلام على أردننا ورحمة من الله

خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com