قرار عراقي يمنع دخول القوات الأمريكية محافظة البصرة

زاد الاردن الاخباري -

ذكر مدير إعلام مجلس محافظة البصرة ان المجلس قرر عصر اليوم الأربعاء منع دخول القوات الأميركية إلى محافظة البصرة في مؤشر على رفض تمديد بقاء القوات الأميركية بعد موعد الانسحاب المقرر نهاية العام الحالي.

 

وقال هاشم لعيبي لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) ان "مجلس محافظة البصرة أصدر عصر اليوم (الأربعاء) قرارا يقضي بمنع دخول القوات الأميركية إلى عموم مناطق البصرة".

 

وصوت 26 عضوا في مجلس المحافظة لصالح قرار المنع من أصل 36.

 

وأكد لعيبي على أن "مجلس البصرة طالب اليوم القوات الأميركية بإخلاء مطار البصرة الدولي لسد الثغرات أمام المجاميع المسلحة التي تواصل شن هجماتها على المطار بذريعة تواجد القوات الأميركية".

 

وأضاف "كما طالب المجلس خلال جلسته اليوم القوات الأميركية في المحافظة بتعويض الضحايا والمتضررين جراء عملياتهم العسكرية خلال الفترة الماضية".

 

ولم يشر لعيبي إلى أسباب اتخاذ القرار، لكنه يأتي بعد أن دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في 23 أيار/مايو الماضي في بيان له مجالس المحافظات كافة إلى منع دخول القوات الأميركية إلى مدنها.

 

غير أن مجلس محافظة البصرة صوت الشهر الماضي، ضد طلب تقدمت به كتلة الأحرار لمنع دخول القوات الأمريكية إلى حدود المحافظة، فيما رجحت الكتلة أن الاعتراض على الطلب جاء من  شخصيات منتفعة من وجود هذه القوات في النجف، مؤكدة أن دخول تلك القوات للمحافظة يعرض أرواح وممتلكات المواطنين للخطر.

 

وجاء تصويت أعضاء مجلس محافظة النجف، على رفض طلب كتلة الأحرار، آنذاك، بفارق صوتين، حيث صوت 13 عضوا على رفض الطلب، فيما صوت 11 عضوا تأييدا له.

 

ودعا زعيم التيار الصدري إلى تعميم هذه القرارات في بقية المحافظات كافة مشترطا لذلك "التشاور والتفاهم مع الأطراف الرافضة لذلك، وأن يكون التصويت بالأغلبية لصالح منع الدخول إلى كل أراضينا"، معتبرا ذلك مقدمة "لخروجهم من عراقنا الحبيب حتى آخر جندي وقاعدة وشركة"، بحسب البيان.

 

ويتوقع مسؤولون أميركيون ان يطلب العراق من واشنطن "في مرحلة ما" إبقاء بعض القوات الأميركية في العراق بعد الموعد النهائي المحدد لانسحابها في نهاية 2011، وفق اتفاق موقع بين بغداد وواشنطن.

 

ويواجه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بعض المعارضة لبقاء القوات الأميركية في العراق ولاسيما من التيار الصدري الذي هدد سابقا بإحياء جناحه العسكري المسمى بـ "جيش المهدي" في حال بقاء القوات الأميركية في البلاد بعد موعد انسحابها.

 

ومن المتوقع أن تتخذ الحكومة العراقية موقفها من هذا الأمر بحلول آب/أغسطس المقبل وفق ما قاله المالكي.

 

وقال رئيس كتلة الأحرار بالبصرة مازن المازني لـ (آكانيوز) إن "قرار مجلس المحافظة القاضي بمنع دخول الأميركيين إلى محافظة البصرة جاء على خلفية مطالبات كتلته المستمرة بهذا الخصوص".

 

واوضح المازني ان "كتلة الأحرار في البصرة عقدت في الآونة الأخيرة عددا من اللقاءات والاجتماعات مع رئاسة المجلس وعدد من المكونات السياسية في المحافظة بهدف مطالبتهم بالتصويت على قرار المنع أسوة بباقي المحافظات الأخرى".

 

وأضاف ان "القرار يعتبر صفعة قوية بوجه القوات المحتلة على خلفية الجرائم التي ارتكبتها بحق أهالي المحافظة"، مضيفا أن "القرار يصب في مصلحة امن البلاد".

 

وتعرض الجيش الاميركي خلال الأسبوعين الماضيين إلى هجومين منفصلين عن طريق عبوات ناسفة استهدفت دوريتين عسكريتين، الأول في منطقة الجباسي شمال شرق مدينة البصرة والآخر في منطقة الأندلس وسط البصرة، دون وقوع خسائر بشرية.

 

وكان الجيش الأميركي قد قال في بيان في السادس من الشهر الجاري إن خمسة من جنوده قتلوا في بغداد عندما تعرضت قاعدة عسكرية "لنيران غير مباشرة" وهو التعبير الذي يستخدمه الجيش للإشارة إلى قذائف المورتر أو نيران الصواريخ.

 

ومقتل الأميركيين الخمسة هي الخسارة الأكبر في الأرواح في صفوف القوات الأميركية بالعراق في هجوم واحد منذ عامين.

 

وتبنى الهجوم كتائب "حزب الله" وهي ميليشيا شيعية يتهمها مسؤولون أميركيون بأنها مدعومة من قبل إيران وان طهران تقوم بمهمة تدريب عناصرها وهي اتهامات ترفضها الجمهورية الإسلامية باستمرار.

 

وتبلغ خسائر القوات الأميركية منذ بدء العمليات العسكرية في آذار/مارس من العام 2003 وحتى الآن أكثر من 4 آلاف و370 قتيلا.

 

وأنخفض معدل الهجمات التي كانت تستهدف القوات الأميركية في عموم المحافظة العراقية إلى اقل نسبة لها منذ الاجتياح العسكري عام 2003، بعد أن انسحبت القوات من مراكز المدن في حزيران/يونيو عام 2009.

 

وتنص اتفاقية موقعة بين واشنطن وبغداد في عام 2008 على وجوب أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في نهاية العام الحالي.

 

وكان الجيش الأميركي قد أنهى مهامه القتالية في العراق نهاية آب/أغسطس الماضي، وأبقى على نحو 47 ألف جندي لمهام تدريب وإسناد القوات العراقية.