زاد الاردن الاخباري -
خطت جمعية "أصدقاء الكرة الأرضية في الشرق الأوسط" أمس "خطوة تطبيعية متقدمة" مع الاحتلال الإسرائيلي، بحضورها جلسة البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" تحت العنوان البيئي.
وفيما أفاد أعضاء عرب في الكنيست أن "ممثلين عن الأردن والسلطة الفلسطينية شاركوا أمس في جلسة لجنة الداخلية وشؤون البيئة في الكنيست لبحث المشاكل البيئية في المنطقة"، لقيت هذه المشاركة استنكارا من قبل اعضاء كنيست عرب، ومن قبل نشطاء اردنيين في مقاومة التطبيع مع اسرائيل.
وأوضح اعضاء كنيست عرب أن "المشاركين الأردنيين والفلسطينيين ينتمون لجمعية "أصدقاء الكرة الأرضية في الشرق الأوسط"، التي تعنى بالمشاكل البيئية، وتسعى لصنع "السلام البيئي" في المنطقة، مؤكدين خلال اجتماعهم على الضرورة الملحة لإيجاد حل جذري للمشاكل البيئية في الشرق الأوسط، خاصة تلك المتعلقة بالمياه والصرف الصحي".
ورفض رئيس حزب القائمة العربية الموحدة في "الكنيست" النائب عن الحركة الاسلامية الشيخ إبراهيم عبدالله تلك المشاركة، داعياً "الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الأردنية والفلسطينية بخاصة، والعربية عموماً، إلى مقاطعة الكيان الإسرائيلي".
وأكد لـ "الغد" من فلسطين المحتلة 1948 ضرورة "مقاطعة تلك الجهات للحكومة والبرلمان الإسرائيلي ووقف الاتصالات معهما فوراً".
وبين أن "المشاركة تحت عنوان البحث في القضايا البيئية تشكل مدخلاً لتحقيق أهداف السلطات الإسرائيلية السياسية، في ظل حكومة وكنيست تمارسان العنصرية وتكريس الاحتلال ورفض السلام".
وطالب "بعدم التبرع بعلاقات مهما كانت مضامينها، لأنها تستهدف تقوية سلطات الاحتلال وتعزيز وضعها في المجتمع الدولي"، لافتاً إلى أن "تلك الجمعيات والمنظمات لن تستفيد شيئاً من خوض العلاقة مع الجانب الإسرائيلي".
وتابع عبد الله "يجب أن تكون هناك قطيعة كاملة مع الحكومة والبرلمان الإسرائيلي، وقيام تلك الجمعيات بوقف الاتصالات فوراً معهما، لأنها تضفي الشرعية على أعمالهما العنصرية، وتجمّل صورة الاحتلال الذي يستغل ذلك على مستوى العلاقات الخارجية".
وزاد قائلاً إن "تلك الاتصالات تقوي الجانب الإسرائيلي لجهة تخفيف حدّة الضغوط التي قد تمارس عليه فيما يتعلق بالذهاب الفلسطيني إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية عام 1967 في الأمم المتحدة".
وأشار عبد الله إلى "تعاظم المدّ اليميني المتطرف داخل "الكنيست" وفق استطلاعات رأي حديثة، بينما تضيق المسافات بين الأحزاب عندما يتعلق الأمر بالحقوق الوطنية الفلسطينية".
وعلى الصعيد المحلي، دان كل من أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور ورئيس لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية بادي الرفايعة "الزيارة التطبيعية" لنشطاء الجمعية الاردنية للكنيست، والتي وصفها منصور بـ "المدانة بكل المقاييس" ، واعتبر ان فيها "استخفافا بمقدساتنا ودماء شعبنا".
واشار منصور لـ "الغد" ان زيارة وفد الجمعية الى الكنيست "ستكون موضع بحث في اجتماع اللجنة الوطنية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع المقبل".
كذلك، استنكر الرفايعة موقف هذه الجمعية، التي اتهمها بأنها "استمرأت التطبيع مع العدو الصهيوني"، وقال ان هذا الخبر يؤكد "ما ذهبنا اليه في عدة مرات سابقة، من ان هذه الجمعية ومن خلال رئيسها وكادرها الاداري تمارس التطبيع وتروج له".
واعتبر الرفايعة ايضا ان الجمعية "تقوم بأعمال مشبوهة سياسيا تحت غطاء خدمة المجتمع، وقضايا المياه والبيئة، بينما هي في الحقيقة تخدم اهدافا سياسية، تصب في جهة التطبيع مع العدو الصهيوني".
كما اعتبر الرفايعة ان حضور اعضاء الجمعية لجلسة الكنيست "امر مرفوض ومخجل"، داعيا الشعب الأردني الى "مقاطعة هذه الجمعية، وعدم التعامل معها"، ولم يستبعد ان يكون الأمر "تكريما من جانب الاسرائيليين وتقديرا لأدوار الجمعية التطبيعية المخجلة" على حد قوله.