حقيقة انني اشفق على دوله الرئيس البخيت بكل ما تحمل كلمه الاشفاق من معنى او معاني حقيقة انني اتخيل هذا الرجل وما يدور في يدور في خلده الآن آمنيه واحده فقط لو انني لم اتسلم هذه المسؤولية لو انني ما زلت سفيرا في تركيا فنحن نعتقد ان هذا الرجل قد وصل الى قمة المجد بوصوله الى راس السلطة التنفيذية ولكن حقيقة الأمر والواقع ان هذه الوظيفة الآن وفي هذه الايام اصبحت عبأ على صاحبها لا رفاهية ولا مكانه اجتماعيه ولا حرس وسيارة او عيشه هنيه فاذا عدنا الى وقت مضى من السنين كان فيها هذا الرجل نفسه رئيسا وظن انه وصل الى ما لم يكن يتخيل او يتمنى ولكنه في نهاية الحلقة تمنى على نفسه ترك تلك الامنيه فلقد طاردته اثناء تلك الحقبة ساندويشات الشاورما وقصه آلميه ثم قانون دمج البلديات الى مشروع الكازينو الى انتخابات برلمانيه مزوره بصوره علنية ثم صراع بينه وبين رئيس السلطة الامنيه الى ان ترك تلك المسؤولية فلقد سمعته انا شخصيا بعد انتهاء ولايته يقول انني لم اتذوق طعم الاجازه منذ سنتين هي عمر حكومته الاولى تقريبا فغادر البخيت ومضت الايام الى ان جاء القدر مره اخرى وجاءت رغبه سيدنا بتكليف الببخيت مره اخرى والعودة الى موقع المسؤولية فقبل طائعا غير متردد للأمر السامي ومنفذا للأوامر الملكية فعاد البخيت وعادت معه تلك الاحجيه فلقد ورث حمل ثقيل في زمن صعب وظروف استثنائية ثورات إقليميه ومطالبات شعبيه مسيرات واعتصامات بالكمية ولكن الآن ليس هناك شاورما او ميه بل لجان حوار وطنيه وتعديلات دستوريه وبرلمان مطعون في الشرعية وقصص فساد حقيقة او وهميه ثم قانون الاحزاب والانتخاب وقانون فك دمج البلدية ثم جاءت الضربة القاضية خالد شاهين وقصص الحراميه ثم استقالة الوزيرين الادبيه ثم هيكله الرواتب ودمج المؤسسات الحكومية وما تبعها من احتجاجات شعبيه وهل بقي هناك امور مخفيه الله اعلم لكنني اتخيل هذا الرجل الآن يقف في لحظه صمت مع نفسه ويقول الله على ايام الشاورما وآلميه الله على ايام خلت كنت اصول وأجول بين الناس في لقاءات وحوارات ومناسبات اجتماعيه لكنني كنت خالي البال من هم المسؤولية فمن يحسدني على هذه الوظيفة يأتي ويأخذها مني بكل نفس رضيه فمتى يرضى عني سيدي ويعطيني تلك الحرية حقيقة آه لو انني ما زلت سفيرا في تركيا .
زيد عبدالكريم المحارمه \ سحاب