زاد الاردن الاخباري -
ما يؤرقني ............هل يؤرقكم ؟؟؟
بقلم :رانية أبو قريق
جلست مع نفسي مليا وكانت تحدثني وتساورني وكأنها أمارة لي بإلحاح الجواب وما كان مني إلا أن اقتحمت العقل الباطن وبدأت أطلق لنفسي العنان.
لما أشعر بالأرق؟
لما أرى في عيون من حولي الغموض ؟
لما أجد جيبي دائما فارغا؟ لما عقلي سارحا؟ لما لا أتوازن مع ثلة مستجدات الحياة؟
لما أكره حضور المؤتمرات؟
طبيعة عملي ترغمني على حضور المؤتمرات والندوات
أحيانا أحضر والبعض الآخر لا يروق لي الحضور
إلا أنني كنت أنام في بعض الندوات وما يحدث في المحاضرات والحفلات.وكان الكثير مثلي
إلا أن هناك وقتا لم أرى فيه أحد ينعس أو يتثاءب أو ينام
أتعرفون متى؟ عندما تكون الأمسية أو الندوة أو الفعالية التي أحضرها تختتم ببوفيه متواضع
في تلك الأثناء هناك المزيد من الصحو وعدم النعاس يتهافت النائمون والناعسون ليتناولوا مما هو موجود
وأنا أعيش لحظات التأمل بمن هم ينيمون عقولهم عند الكلام ويطلقون لأفواههم العنان عند الالتهام
هنا بعض من كل ما يؤرقني .
يؤرقني عداد الكهرباء الذي يأتي الجابي ليقرأه بميزاجيه
يؤرقني معدل ما يستحق دفعه من فاتورة المياه التي لم تقل يوما عن سبعين دينار.
يؤرقني التسوق إن ذهبت لشراء بعض حاجيات منزلي
أسرح أبصاري بمن حولي أطلق أنظاري إلى وجوههم لأرى لغة الجسد عليهم عندما يقرأون الأسعار
يؤرقني مناظر طالبات الجامعة التي لا تسر لها الأنظار في الشوارع وناهيك عن الازدحام.
يؤرقني سائق الباص عندما يوشك الركاب على الغثيان من التحميل والتنزيل ومخالفاتهم بحمولة الحافلات
يؤرقني وتؤرقني بسطات البطيخ التي تكون باليه وتطبخها الشمس لتأتي إلي البطيخة مسلوقة بحيث لو انزلقت لملأ ت المكان. وتناثرت على الجدران
يؤرقني ما تشهده شوارعنا من تحفير وتدمير هذا ومتوقع زيارة أكثر من مليون سائح بالصيف
يؤرقني سماع نشرة الأخبار على عمان
يؤرقني سماع صوت رئيس الوزراء .
يؤرقني رؤية من يتسول على قارعة الطريق
لا أدري ماذا يؤرقني أكثر من هذا.. أبقي شيئا ؟؟إلا أنني سأقول كله أرق على أرق .
حتى مشروع الإصلاح أرق .
400 مليون دولار منحة السعودية للأردن أرقني عدم معرفتي لسؤال أين ذهب هذا المبلغ؟؟؟ بربكم في بطن من هو؟؟؟
يؤرقني 550 مليون دينار مكتسبات الجمارك لمدة أقل من عام أين تذهب .؟
يؤرقني الوعود الكاذبة الصادرة من الحكومة بشأن ما تعانيه الأردن من زيادة في عجز الموازنة؟
وأكثر ما يؤرقني هو أن الوجوه في الحكومة ومجلس النواب هي وجوه مللنا من رؤيتها وعافتها أنفسنا وكدرت خواطرنا والادعاء بالإصلاح مؤرق لانه تضليل
لا أريد مزيدا من الأرق .
أعانك الله أيتها النفس .............. ما يؤرقني هل يؤرقكم ؟؟؟ هل من علاج للأرق ؟؟؟ وما هو؟
raniaabokriek@yahoo.com