بقلم : م. سائد العظم
أحب وطنه حبا لا تحصيه عبارات العشق والمديح ، عشق معان وأخلص لها فكان فارسا كريما وأسدا من أسودها لا يرد سائلا ولا ذي حاجة أيا كان ، بكاه الصغير قبل الكبير ، والغني والفقير كيف لا وهو الذي لم يتكسب من مركزه ومكانته على رأس عشيرته ، ولم يساوم على الثوابت الإسلامية والوطنية فهو تلميذ المرحوم يوسف العظم الذي عشقه وحفظ شعره معلنا في أول خطاب له كنائب في البرلمان السابق أنه سيكون على نهج وخطى شيخ البرلمانيين شاعر الأقصى الأستاذ يوسف العظم جمعهما الله في مستقر رحمته .
يرحل الشيخ عادل الخوالدة آل خطاب عن معان والذي وهب نفسه للدفاع عنها ، مقاوما للظلم والتجاهل الذي تتعرض له من قبل الأجهزة الرسمية ، وتقصيرها المقصود نحوها وكأنها تُعاقب على رجولتها ومواقفها المشرفة ليس فقط لأنها مطلقة شرارة هبة نيسان وثورة الخبز اللتين انتشرتا في أغلب المدن الأردنية بل لوقوف أهلها ضد كل الفاسدين الذين باعونا وأفقرونا وسمسروا علينا وما زال بعضهم يراوح في منصبه متشدقا علينا بالإخلاص والوطنية والنزاهة ومحاربته للفساد !!!
عادل الخوالدة الذي لم يكن يوما منتظما في جماعة الإخوان المسلمين أو في حزب جبهة العمل الإسلامي إلا أن إيمانه القوي وأردنيته الصادقة وفطرته البدوية السليمة التي لم يفسدها بأعطيات وهبات ومكارم لشراء مواقفه قد أرضعته حب الحركة الإسلامية ورموزها ، كيف لا ولغة خطابهم ورؤيتهم للإصلاح الحقيقي توافق فطرة الإنسان المخلص لوطنه وأمته ، فكان أن بادر بإقامة مهرجان حاشد قبل شهر تقريبا تكريما للحركة الإسلامية ورموزها ولمواقفهم الوطنية المشرفة ، وقد جاء هذا التكريم العفوي في الوقت الذي تكالب فيه المرتزقة والمنتفعون ومن ساندهم من ( البلطجية الجدد ) على كل إرادة حرة تطالب بالخير والإصلاح ومحاربة الفساد سرعان ما انتشرت هذه المهرجانات التكريمية من قبل المخلصين من أبناء العشائر الأردنية في كل المدن والمحافظات تكريما ووفاء للحركة الإسلامية ومواقفها المشرفة المخلصة .
اليوم أجد معان حزينة على وفاة أبي إبراهيم ، لكنّ عزائنا أنها عروس ودود ولود ، فالذي أنجب الأستاذ يوسف العظم والشيخ عادل الخوالدة والأستاذ محمد خليل خطاب والأستاذ علي أبو هلالة والشيخ فهمي مرعي كريشان والشيخ وحيد صلاح رحمهم الله لا بد أن ينجب رجال مخلصون يكملون المسيرة أمثال الدكتور يوسف أبو هلالة والأستاذ عادل المحاميد والمهندس ماجد الرواد وغيرهم المئات مما لا يتسع المجال لذكرهم محتسبا الخير والصلاح في كل أهلها ...
رحمك الله يا أبا إبراهيم وأبدلك أهلا خيرا من أهلك ودارا خيرا من دارك والتي أنهيت بنائها وأثاثها قبل يومين ، فكان يوم افتتاحها هو اليوم الأول لاستقبال عزائك متأكدين من إيمانك وقناعتك وزهدك ولا نزكي على الله أحدا بأن ما عند الله خير وأبقى وأرفع وأ