زاد الاردن الاخباري -
تمادت إسرائيل في سلخ الجلود العربية وتعريتها، وتلذذت في جعل كل عربي يشعر بالخزي والعار طيلة 63 عاماً، خططت خلالها لكل الإجرام الذي مارسته من قتل وتشريد وهدم وتنكيل وتعذيب وسجن وإيذاء وخداع، وتفننت في اللعب على كل الحبال والخيوط التي يمسك بها اللوبي الصهيوني اللعين، في كل أرجاء الأرض، تحارب تارة وتهدد تارة وتبتز وتناور تارة أخرى، والعرب ..آه من العرب..يركعون لها كأنها ربهم الأعلى..
كيف تسنى لهذه القزمة الصغيرة المدعوة بإسرائيل، أن تفعل كل ذلك على مرأى ومسمع وموافقة وخضوع واستسلام كامل من العرب وطيلة 63 عاماً؟ كيف تتجرأ علينا؟ وتسرق منّا وتغتصب، عروستنا القدس، وتحتل فلسطيننا الحبيبة لتحولها من واحة عربية أصيلة خالدة إلى مرتع للأوباش والأنذال والخونة؟ ونحن ننظر ونبكي ونتألم على جبننا وخوفنا..
النكبة ليست فلسطينية، النكبة عربية خالصة في الضمائر الميتة التي تنظر إلى الحقوق الفلسطينية كأنها حقوق شعب له قومية أخرى يعيش خلف المحيطات البعيدة، النكبة في الشوكة التي تقف في حلوق العرب جميعا فتتركهم صامتين يتقبلون إبتلاع السمّ في إغتصاب المقدسات وقتل النساء والأطفال وسرقة الأراضي وهدم البيوت، النكبة وجعٌ يئن في قلوب مهزومة مسحوقة يحيطها اليأس ويعبث بها الإستسلام.
حق العودة مقدس، أكثر من صلواتكم الكاذبة، وموائدكم المترفة، وبناياتكم الشاهقة، وحساباتكم وأرصدتكم واولادكم وتجارة تخشون كسادها، حق عودة كل فلسطيني لأرضه ووطنه وبياراته وقريته ومدينته هو الذي ستسألون عنه اليوم، وتسألون عنه كل يوم يا عرب، وستسألون ماذا فعلتم حين دنّس شارون الخنزير الأرض المباركة وما حولها، وأين كنتم وماذا كنتم تفعلون.
إضرب أيها الجلاد.. فقد إعتدنا الألم وتعودنا عليه..واعتدنا لعب دور الضحية حتى صرنا نعشقه..ولن نتخلى عنه بعد الآن..إضرب إيها الجلاد وأوجع...إضرب.