زاد الاردن الاخباري -
قد يخطر ببال البخيت وحكومته، أو يوسوس لهم مستشاروهم أننا معجبون بأداء الحكومة أو أننا راضون عما تفعله، ويقولون لهم أن الدليل على ذلك هو صمت الإعلام عن التأخير في إنجاز ملفات الإصلاح وصمتهم على تلميحات رفع الأسعار، وسكوتهم على اللجان التي ملأت البلد، وتراوح مكانها، وتغاضيهم عن إيجاد حلول جذرية لمشكلة الطاقة وإحتمالات إنقطاعها ورفع أسعارها، والصمت المطبق حول كثير من القضايا وعلى رأسها مشاكل الفقر والبطالة والفساد والواسطة والمحسوبيات، ولكن كل هذه "الوسوسات" هذا غير صحيحة على الإطلاق.
ما يجري فعلا، وعلى أرض الواقع، هو نتيجة لأحداث الزرقاء الأخيرة، التي ظهر فيها الجميع، بما فيهم كل رجالات المعارضة، صفا واحدا، ضد أن يمس الوطن سوءا، ظهرت الألفة بين المواطنين جميعا في رفضهم أن تتحول البلد إلى ساحة حرب، ولكن هذا لا يعني أن الحكومة تسير في الإتجاه الصحيح، أو أنها قادرة على الإنتقال إلى المستوى الثاني من الإصلاح، وتحويل الكلام والنظريات إلى فعل، في قانوني الإنتخاب والأحزاب، وفي مكافحة الفساد بشكل حقيقي، أو حتى على مستوى إيجاد مصادر دخل بديلة بدل المنح والمعونات والمساعدات التي تسبب الحديث عنها بخلل عجيب في دفع المسيرة بأكملها إلى الأمام، والحكومة في ذات الوقت غير قادرة حتى على ضبط نفوذ المتنفعين الذين يحاولون التطاول على مكتسبات الوطن، فراحوا يبثون سمومهم في كل مكان، يحاربون هيئة مكافحة الفساد ويتدخلون في حيثيات أساسية لقانون الإنتخاب، ويماطلون في قضايا فساد أساسية، يعرفها كل الناس.
هل نبدأ المطالبة برحيل حكومتك يا دولة البخيت؟ إذا بدأنا فعلا، فلن نسكت حتى تذهبون، وتستقرون في بيوتكم، أما عن العهد الذي بيننا وبينكم فقد إنقضت التسعون يوماً وأنتم واقفون مكانكم بلا حراك، والتسويف بتشكيل اللجان تلو اللجان، ما هو إلا إشارة منكم إلى أن العهد الذي بيننا وبينكم إنتهى.
المهلة الأخيرة التي سأتبناها شخصيا ليست تمديدا في العهد، بل فرصة أخيرة لحسم قانون إنتخاب يشتمل على التمثيل النسبي والقوائم الإنتخابية، وإنشاء محكمة دستورية، وإنشاء هيئة عليا للإشراف على الإنتخابات ليست الحكومة من يختارها بل بالتوافق والترشيح الحزبي، على أن لا تفهموا هذه الرسالة خطأ، وتظنون أن هذا يعفيكم من مسؤوليات كثيرة أنتم تعرفونها وعلى رأسها الإبتعاد عن قوت المواطن، ولنتفق منذ الآن، وبشكل نهائي، أن قوت الناس هو المنطقة المحرمة بيننا وبينكم.