زاد الاردن الاخباري -
لا شك حينما يظهر مرء في الساحة الفلسطينية يتمتع بشخصية قوية وعقلية متحررة قد تكون رمزاً للفلسطينيين في يوماً من الايام, أن يتعرض الى التشويه والحجب في كثير من الاحيان بأعتبار أن الاسرائيليين يستنزفون كل ما هو قدوة للفلسطينيين والعرب من على الساحة سواء داخلياً ام خارجياً, ومن ألامثلة البسيطة خليل الوزير أبو جهاد وسعيد صيام ومروان البرغوثي ورائد صلاح !
لا يهُم حقاً أن تكون مع هنيه أم دحلان, بل ولا يهُم أن تكون مع الظواهري أم صدام, لكن المُهم ان توازن الصورة بوضعها الطبيعي بما يُحقق مطالب الشعب الفلسطيني أولاً ثم مطالب الامتين العربية والاسلامية ثانياً ثم مطالب الامة الغربية ثالثاً, ولاسيما أن الساحة العربية تتعرض الى التشوية يوماً بعد يوم وتزداد عليها التحديات والضغوط أضعاف أضعاف ما مرت فيها منذ عقود مضت, وما لا يعلمه الكثيرين اليوم ان جُل هذه العربدة الاسرائيلية والامريكية والايرانية ناجمة أثر تسلق الافكار البرجوازية اليمينية لرأس الهرم في أوربا, فالساسة البرجوازيين وبينهم الليبراليين مُهتاجين للحرب على العرب تحت شتى المُسميات بينها أعادة رسم خارطة الشرق الاوسط الجديد التي يظهر فيها جلياً تعاون أمريكا وأيران لاحتلال المنطقة العربية وتقاسم منابع النفط والطاقة, وهذا ما لم يحصل منذُ الحروب الافرنجية حسبما تؤكده الصحف الاوربية اليسارية ذاتها !
من الناحية النفسية الشعبية, هنالك أمتعاض أوربي لحُكم الاخوان المُسلمين للبلدان العربية, فهم يرون بذلك طريقين أولهما أن الاخوان تسلقوا للحُكم عن طريق أمريكا وسيطرة أعلامها على البلدان العربية وبالتالي لن يكون لأوربا نصيب في الشرق الاوسط, وثانيهما أن بين الاخوان المُسلمين والحركات السلفية خطوة واحدة وبالتالي سيكون مصدر الخطر داخل اراضيهم !
في واقع الامر, المُعضلة ليست بتسلق بالاخوان المسلمين او السلفية او الوطنية او القومية الى اخره من الحركات والتوجهات الاخرى, بل المُعضلة تتمثل بمحور الصراع وهو القُدس الشريف وهذا ما يجهله جُل العرب والمسلمين, وأكادُ أجزم من خلال دراسات تحليلية أن بين الحضارتين الاوربية والعربية فارق زمني يصل الى أكثر من قرن برمته, وهذا يدركه جُل العرب المتواجدين في أوربا الذين يحاولون دوماً بأشتياط دماءهم نصرة اهلهم العرب والمسلمين في البلدان العربية قبل فوات الاوان !
وقد يتسائل الكثيرين عن الفارق بين عنوان الموضوع ومحتوى المقال, لأجيب اهلي العرب عامة والفلسطينيين خاصةً بكُل بساطة, اننا بحالة ضعف عربية واضحة للبيان حتى أن الكلمات التي تصل اليكم من على بعد أكثر من 33 الف كيلو متر مربع تخضع للتفتيش قبل أن تصل لكم عبر قانون " FRA " الامريكي في أوربا, فعمضلة العرب والعالم هي مُعضلة أمريكية في الاساس بل أكادُ أجزم انه لا توجد أسرائيل في فلسطين بل أمريكا, لهذا تحتاج فلسطين شخصية قوية بغض النظر عن توجهاتها, والا فان الدولة الفلسطينية المُزمع الاعتراف فيها لن تكون سوى بالخارطة المُشابة لخارطة فلسطين المُحتلة وهي خارطة قطاع غزة فقط..فاسمعوني وتسائلوا مع ذاتكم من المسؤول عن دبلجة صورة محمد دحلان هذه؟! وما هو هدفهم بذلك أتشويه لشخص دحلان ام تشويه لشخص كل فلسطيني؟! ولا أُنزه الرجل من شيء لكن الحق يجب ان يُقال !
هذه الصورة قبل الدبلجة
هذه الصورة بعد الدبلجة