أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
يديعوت أحرونوت: الحديث يدور عن صفقة شاملة لإعادة جميع الأسرى صرف 20 دينارا لأبناء مكرمة الجيش في الجامعات تحذيرات دولية متصاعدة من اجتياح الاحتلال لرفح مع بدء التهجير "حكيم" توقع 4 مذكرات تفاهم مع جامعات أردنية لتنمية المعلوماتية الصحية "الخدمات العامة" بالأعيان تزور شركة البريد الأردني إصابة شرطي بعملية طعن في القدس طرح عطاءات طاقة متجددة لعدد من البلديات والمواقع في المملكة ارتفاع الاسترليني مقابل الدولار واليوردو إصابات بمواجهات في طوباس والاحتلال يعتقل 16 فلسطينيا بالضفة موغان بعد قصف الاحتلال لخيم النازحين: أمر لا يمكن الدفاع عنه افتتاح الورشة العلمية الأردنية 13 لمستخدمي ضوء السنكروترون بوريل يطالب إسرائيل بالامتثال لقرار "العدل الدولية" الرفاعي: لا توجد معارضة في الأردن والحياة الحزبية ضرورية لاستقرار المجتمع الأردن: تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين والدول المضيفة خطير للغاية الدويري: الاحتلال فقد 45 بالمائة من معداته القتالية إعلام عبري: جنود مصريون أطلقوا النار على إسرائيليين في معبر رفح بنك القاهرة عمان يفتتح فرعه الجديد Signature في دابوق الأردن .. قتلت وليدها بطريقة بشعة جدا والقضاء يقول كلمته "الشباب" تبدأ حوارا لوضع استراتيجيتها أكثر من 36 ألف شهيد فلسطيني في غزة منذ السابع من تشرين الأول
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة حزب جبهة العمل الإسلامي! .. فتاوى طائشة!! .....

حزب جبهة العمل الإسلامي! .. فتاوى طائشة!! .. واتهامات باطلة!!!

18-04-2011 11:20 PM

زاد الاردن الاخباري -

كتب : الشيخ عمربن عبدالحميد البطوش - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله الهاشميّ الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين وبعد:
فقد اطَّلعت- قبل مدة وجيزة- على فتوى! صادرةٍ عن (حزب جبهة العمل الإسلاميّ)!!- حول حكم مشاركة وانتشار قوَّات من جيشنا العربيّ الهاشميّ في مناطق متعددة من العالم الإسلاميّ،حيث صدمني ما فيها من مغالطات علميّة،وسقطات منهجيّة، وافتراءات فاحشة،وتُرَّهات فاسدة،تُنبئُ عن محاولة فاشلة يائسة لإثارة الفتن والقلاقل في بلدنا الإسلاميّ الهاشميّ الأردن الحبيب.
فقد احتوت تلك الفتوى الجائرة! على صور وألوان من التجني على قوّاتنا المسلّحة العريقة، وأجهزتنا الأمنيّة الأمينة بحيث تشيب له مفارق الولدان.
فالكلُّ يعلم بأنَّ الدَّور الذي تقوم به قوّاتنا المسلّحة الباسلة، وأجهزتنا الأمنيّة الأمينة-خارج حدود الوطن- إنّما هو دور إنسانيٌّ بحت لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالاحتلال والظلم الواقع على تلك الشعوب الإسلاميّة، فدورها إنّما هوإرساء السّلام، وتحقيق الأمن والأمان لتلك الشعوب الإسلاميّة المستضعفة، وتقديم العون والمساعدة للمحتاجين والمظلومين، والوقوف إلى جانب الإخوة والأشقّاء، ومحاولة تخفيف آثار الظلم والجور الواقع عليهم.
هذا هو دور النّشامى الأحرار من أفراد قوّاتنا المسلحة الباسلة,وأجهزتنا الأمنيّة الساهرة على أمن الوطن والمواطن،وذلك امتثالا لتوجيهات جلالة الملك الهاشميّ عبدالله الثانيّ ابن الحسين حفظه الله تعالى، وأطال في عمره على طاعته وهداه.
وإن كان هنالك في بعض الظروف والأحوال مشاركة عسكرية أو أمنيّة لبعض أفراد قوّاتنا الأمنيّة والعسكريّة الأردنيّة في بعض البلاد والأمصار فإنّما ذلك من باب الدفاع عن بلدنا المحروس الأردن الحبيب من شرور وأخطار الإرهاب البشع المتمثّل بتكفير المسلمين وحكّامهم، والخروج عليهم بالكلمة والسيف، واستحلال أرواحهم ودمائهم، وإحداث الفتن والقلاقل في بلدنا وسائر بلاد المسلمين من قِبَلِ أولئك التكفيريين الإرهابيين الذين لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولاذمَّة، وما أحداث تفجيرات عمان عنا ببعيدة أيّها الأردنيون الأحرار.
وهاهي الأحداث الإجرامية الإرهابية التي وقعت في مدينة الزرقاء الأردنية-قبل أيام قليلة- على أيدي هؤلاء التكفيريين الأغمار-: تدلُّ دلالة واضحة على صحة ما قلت,وتؤكد عليه,وتبين لنا في الوقت نفسه حجم المسؤوليّة الملقاة على أجهزتنا الأمنيَّة الشجاعة الأمينة في ردع هؤلاء الأغمار المفسدين في الأرض,واستئصال شأفتهم.
وإذ الأمر كذلك فإنَّ هذا الدور الإستثنائيَّ الذي تقوم به قوّاتنا العسكريّة،وأجهزتنا الأمنيّة في تلك البلاد والأمصار إنّما هو واجب شرعيٌّ عليها لا يجوز لها التهاون أو التقصير فيه؛ذلك أنّه دفاع عن الدين والوطن والمال والأنفس والمقدّرات،فيجب أنْ تُشْكَرَ عليه،لا أنْ تذمَّ وتلعن،بل وتكفر كما فعل أصحاب تلك الفتوى!!! الطائشة الجائرة.
وهذا ما دلّت عليه النصوص الشرعيّة المتواترة عن النّبيّ-عليه الصلاة والسلام-،وهو ماقرّره أهل العلم والمعرفة من الأئمّة الأعيان في سائر العصور والأزمان،فهؤلاء التكفيريّون الإرهابيّون-الذين تُلاحقهم قوّاتنا وأجهزتنا الأمنيّة- داخل بلدنا وخارجه- هم خوارج هذا العصر والزمان الذين حذّر منهم النّبيّ-عليه الصلاة والسلام-،وأمرنا بقتالهم واستئصال شأفتهم حماية للإسلام والمسلمين من شرورهم وعدوانهم وفتنهم وضلالاتهم.
حيث يقوم هؤلاء المنتسبون للإسلام –زوراً وبهتاناً-بأعمال قبيحة، وتصرفات غير مسؤولة ولا حكيمة، يُشَوِّهُون بها صورة الإسلام السمحة النقية.
ومن هذه الأعمال القبيحة قتل المسلمين، والخروج عليهم بالسيف، والاعتداء على الأبرياء المسالمين، والآمنين والمعاهدين من غير المسلمين، ونقض العهود والمواثيق مع الآخرين، والإفساد في الأرض بتدمير وتفجير المباني والمؤسسات ونهب الأموال، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة في بلاد المسلمين، وغير المسلمين.
كل هذا الفساد العريض يقع باسم الإسلام، والجهاد في سبيل الله –تعالى-،حيث يصوِّر هؤلاء المتطرفون أنفسهم للهمج والرّعاع على أنَّهم حماة الإسلام والأوطان، المدافعون عن الفضيلة والعدل. مستندين في ذلك على تحريف النصوص الشرعية، وبتر كلام العلماء الربانيين، والكذب على الله –تعالى- وعلى رسوله –صلى الله عليه وسلم- مستغلين العواطف المنفلتة من الضوابط الشرعيّة المرعيّة،مستثمرين-في الوقت نفسه-ما تمرُّ به الأمة الإسلاميّة من فتن مدلهمّة وأزمات عصيبة،وضعف وخور،وجهل كثير من أبنائها بحقيقة الإسلام وسماحته، فضلا عن الآخرين الذين لا يعرفون عن الإسلام شيئا سوى ما يرونه أو يسمعونه في محطات التلفزة والإعلام.
ممّا جعل كثيرا من الناس في أنحاء المعمورة يعتقد بأنّ الإسلام دين الإرهاب والإجرام، ونقض العهود والمواثيق، وأنّه لم ينتشر إلا بالسيف، والاعتداء على الآخرين، وإكراه الناس على الدخول فيه دون إقناع، أو حجةٍ عقلية أو شرعيّة.
فأفسد هؤلاء القوم –الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا- إفساداً عظيماً، وشوّهوا صورة الإسلام الصافية، وصدّوا الناس عن الدخول فيه، والعمل بأحكامه ومبادئه السمحة المباركة.
فكان هؤلاء القوم المارقون المفسدون في الأرض –سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان- أشدَّ ضرراً على الإسلام وأهله من الأعداء الظاهرين حيث جلبوا على الإسلام وأهله فتناً خطيرة، ومفاسد عظيمة، وأوجدوا -بحمقهم وجهلهم- الذرائع لأعداء الأمة في محاربة الإسلام، وتشويه صورته،والاعتداء على مقدّراته ومقدّساته.
ومن أجل ذلك انطلقت رسالة عمان المباركة من الأردن المحروس- بتوجيه سديد ورعاية كريمة من وليّ أمرنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين- محذّرةً أبناء الأمة الإسلامية من خطر هؤلاء القوم الأغمار المتطرفين،ومبيّنة سماحة الإسلام واعتداله في هذا المنعطف الصعب من مسيرة الأمة الإسلامية، ومؤكدةً على أنّ هؤلاء التكفيريين الأغمار –المنتسبين للإسلام زورا وبهتانا- لم يفهموا الإسلام على حقيقته السمحة، ولم يستوعبوا رحمة الإسلام ورحابة تعاليمه، فضلّوا وأضلّوا، وفسدوا وأفسدوا، فكانوا بذلك نقمةً على الإسلام وأهله، بل وعلى الإنسانية كلها.
جاءت رسالة عمان المباركة لتبيّن للبشرية كلّها بأنّ هؤلاء القوم المارقين لا يُمثِّلون الإسلام وأهله المتمسكين به الفاهمين لأحكامه ومبادئه السمحة المعتدلة.
بل هم نماذج شاذة لا يمثلون إلا أنفسهم المصابة بداء الجهل والسفه، وانعدام الرحمة والإنسانية.
ولذلك حذّر النبيّ الهاشميّ الأمين –صلى الله عليه وسلّم- من هذه النماذج الشاذة المارقة، وبيّن أنّهم شرُّ الخلق والخليقة، وأمر بقتالهم واستئصال شأفتهم، والقضاء على شرِّهم.
وقد اتفقت كلمة علماء الإسلام وعامة الأمة –قديماً وحديثاً- على تضليل هذه النماذج الشاذة، ووجوب الحذرمنهم والتحذيرعنهم.
والأحاديث النبوية الكريمة في ذمّ هؤلاء المارقين، وبيان ضلالهم كثيرةٌ مستفيضة، بل هي متواترة عند أهل العلم بالحديث النبويّ الشريف.
وهذه النماذج الشاذة تُعرف عند أهل العلم بـ -الخوارج- المارقين الذين كفّروا المسلمين، واستباحوا دماءهم، وخرجوا عليهم بالسيف، وشقّوا عصا المؤمنين، ونقضوا العهود والمواثيق.
قال الإمام الآجريّ –رحمه الله تعالى- في كتابه الماتع (الشريعة) ص(29) ما نصّه:
((لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوءٍ عُصاةٌ لله عزّ وجلّ ولرسوله، وإن صاموا واجتهدوا في العبادة فليس ذلك بنافع لهم، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس ذلك بنافع لهم، لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون، ويموّهون على المسلمين وقد حذّرنا الله عزّ وجلّ منهم، وحذّرنا النبي، وحذّرنا منهم الخلفاء الراشدون بعده، وحذّرنا منهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان رحمة الله تعالى عليهم.
والخوارج الشُراة الأنجاس الأرجاس، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج، يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلّون قتل المسلمين)).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في (مجموع الفتاوى) (13/209) في مَعْرِض كلامه عن الخوارج:
((ولكن الخوارج دينهم المعظّم مفارقة جماعة المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم)).
وقال شيخ الإسلام –رحمه الله- في (مجموع الفتاوى) (19/86-87):
((وقد استفاضت الأحاديث الصحيحة في وصفهم وذمّهم والأمر بقتالهم عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال أحمد بن حنبل: صحّ الحديث في الخوارج من عشرة أوجه، وقد روى مسلم في صحيحه حديثهم من عشرة أوجه، كأنها هي التي أشار إليها أحمد بن حنبل، فإن مسلماً أخذ عن أحمد، وقد روى البخاري حديثهم من عدة أوجه)).
وقال الإمام الآجري –رحمه الله- في كتاب (الشريعة) ص(35) –بعدما ساق جملة من الأخبار في ذمّ الخوارج وبيان ضلالهم- ما نصه:
((وقد رُوي عن رسول الله فيما قلته أخبار لا يدفعها كثير من علماء المسلمين، بل لعله لا يختلف في العلم بها جميع أئمة المسلمين)).
ومن الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في (صحيحه) في ذمّ الخوارج ما جاء من طريق عبد الله بن الصامت عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله: ((إن بعدي من أمتي -أو سيكون بعدي من أمتي- قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمِيَّة، ثم لا يعودون فيه، هم شر الخلق والخليقة)).
وفي الباب أيضا ما أخرجه أبو داود في (سننه) بسند صحيح من طريق قتادة بن دعامة عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال:
((سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمِيَّة لا يرجعون حتى يرتد على فوقه، هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم، قالوا: يا رسول الله ما سيماهم: قال: التحليق))
ولذا يقول الإمام أبو بكر الآجري –رحمه الله--كما في كتابه (الشريعة)-مانصه: ((فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام، عادلاً كان الإمام أم جائراً، فخرج وجمع جماعة وسلّ سيفه، واستحل قتال المسلمين، فلا ينبغي له أن يغترّ بقراءته للقرآن، ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج))
وليُعلم في هذا المقام أن القاسم المشترك بين الخوارج في كل زمان ومكان الخصال والأفعال التالية
1. تكفير المسلمين –حكاماً وشعوباً- والتكفير باللوازم والاحتمالات.
2. استباحة دماء وأموال المسلمين والتقرّب إلى الله تعالى بذلك.
3. الخروج على الأمراء والحكام ومنابذتهم السيف.
4. الاندفاع والتهور، والجلافة والفضاضة وضيق الأفق.
5. سوء الأدب مع العلماء الربانيين وتنقصهم والتنفير منهم.
6. الغلوّ والإفراط والتنطّع في كل أبواب الدين، وخصوصاً أبواب ومسائل (الأسماء والأحكام)أي(الكفر والإيمان).
7. تحريف النصوص الشرعية وتحميلها ما لا تحتمل، ومن صور ذلك أنهم أتوا إلى آيات كريمة نزلت في المشركين فجعلوها في المسلمين الموحدين.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى في سورة المائدة: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [الآية44]، حيث نزلت في غير المسلمين، فجعلوها في المسلمين.
8. الفردية في الحكم على الناس -إيماناًً وكفراً- والقيام بأعمال غير مسئولة ولا حكيمة.
والحاصل أنهم طائفة غير موفقة لا في تصور ولا عمل ولا خلق ولا حكم. نسأل الله العافية والسلامة.
وعلى ضوء ما سبق من تأصيل علميًّ وتفصيل منهجيًّ فإنّ ما تقوم به قوّاتنا العسكرية،وأجهزتنا الأمنيّة- من ملاحقة لهؤلاء الخوارج المارقين في تلك البلاد-أمر لا عيب فيه ولا حرج،ولا موالاة فيه لأمريكا ولا لغيرها-كما حاولت أنْ تصوره تلك الفتوى الطائشة الجائرة-،بل هو واجب شرعيٌّ ووطنيٌّ وإنسانيٌّ تَشْرُفُ بالقيام به قواتنا العسكرية والأمنية ذودا ودفاعا عن حياض بلدنا الغالي وإسلامنا الحنيف وأمتنا الماجدة.
ولذا فقد جاءت تلك الفتوى!!!! الصادرة عن (حزب جبهة العمل الإسلاميّ!!!) منافية للواقع، ومشوهة للحقيقة الناصعة التي عليها هذا البلد الهاشمي الأبيُّ قيادة وشعبا.
جاءت هذه الفتوى الجائرة لتسيئ لمؤسسة أردنية هاشميّة من أعظم وأكبر منجزات ومؤسسات هذا البلد الهاشميّ المبارك،فجيشنا الأردنيّ العربيّ الهاشميّ هوسياج الوطن،ومصدرأمنه واستقراره،وهو قرّة عين كل أردنيٍّ حرٍّ أبيّ،وإنني أقولها وبكل صراحة ووضوح بأنَّ جيشنا وأجهزتنا الأمنيّة خطٌّ أحمر لا نسمح أبدا بالمساس بها أوتشويه صورتها،وإنَّ التعرض لها بسوء جريمة كبرى،وإساءة لكل أردنيّ،وعنوان فشل وهزيمة وتخاذل وخيانة.
ولذا كان من الواجب الشرعيّ والوطنيّ والإنسانيّ على هذا الحزب!! وغيره: الإشادة بدور قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنيّة، والثناء على أولئك الرجال الأحرار الذين يقومون بواجبهم الإنسانيّ والدينيّ والوطنيّ تجاه إخوانهم لتخفيف معاناتهم وتحقيق الأمن والأمان لهم، والذود عن حياض وطنهم الأردن الحبيب.
وهذا الذي تفعله قوّاتنا من خير ومعونة وعلاج للمسلمين في تلك البلاد والأمصار داخل كله في عموم قول الله جلّ وعلا )وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
ولكن مع الأسف الشديد ما وجدناه في تلك الفتوى الطائشة خلاف ذلك ونقيضه،تهمٌ جاهزة،وافتراءات عاطلة،وقلب للحقائق،وإثارة للفتن والقلاقل في بلدنا الآمن المستقر،وحكم على رجالنا النّشامى الأحرار من جيشنا الباسل بالظلم وموالاة أعداء الإسلام،وخذلانهم لإخوانهم من أهل أفغانستان إلى غير ذلك من صور التجني والظلم لجيشنا الأردنيّ العربيّ الهاشميّ الذي كان وما زال وسوف يبقى بإذن الله تعالى ناصرا لقضايا العرب والمسلمين،وداعما ومؤيدا لكل خير وعدل وسلام، وأمن وأمان على وجه هذه المعمورة.
من أجل ذلك كلّه لم تجد هذه الفتوى الجائرة أيَّ قبول البتة من الأردنيين كافة،فالكل أنكر ما جاء فيها من ترّهات،وأباطيل،والجميع استهجن ما انطوت عليه تلك الفتوى من جرأةٍ وتسرّع،وخلل علميٍّ ومنهجيٍّ من أناس قدّموا أنفسهم للناس على أنّهم علماء ومختصّون في علوم الشريعة الإسلاميّة!!!
وعلى كل حال فإنّ الحديث في هذا المقام يطول ولكنني أريد أنّ أنبه إلى مجموعة من الأخطاء والمغالطات في تلك الفتوى غير ما سبق بيانه؛ من ذلك ما يلي:
أولا:أنّ صدور هذه الفتوى من حيث الأصل خطأ،وفيه افتئات على وليِّ الأمر ومخالفة للشرع والقانون معا -سواء أصاب أصحابها أم أخطأوا-ذلك أنّ الإفتاءَ في الأمور العامة والمسائل الكبرى التي لها مساس بالأمة والسياسة الشرعيّة- وما في معنى ذلك وحكمه- إنّما هو موكول بأمر من وليّ الأمر لجهة علميّة،ومؤسسة عريقة محترمة هي دائرة (الإفتاء العام)،فلا يجوز شرعا وقانونا لغيرها فردا كان أو جهة التصدي للفتوى في الأمور العامة البتة.
وهذا ما صرَّحت به دائرة (الإفتاء الأردنيّة) بعد صدور تلك الفتوى الطائشة الجائرة حيث بيّنت أنّها الجهة الوحيدة المخولة باصدار الفتاوى في الأمور العامة،وأشارت كذلك إلى أنّه لم يطلب منها تبيان الحكم الشرعيِّ فيما تناولته تلك الفتوى الطائشة بامتياز.
وعليه فإنَّ ما صنعه (حزب جبهة العمل الإسلاميِّ) إنّما هو مخالفة للشرع والقانون معا،وافتئات على وليِّ الأمر؛وهذا صورة من صور الخروج والتمرد الذي بيّنه العلماء وحذّروا من عواقبه الوخيمة ومفاسده الخطيرة على المجتمع المسلم،وعلى أمنه واستقراره.

ثانيا:المدقق في تلك الفتوى يجد فيها دعوى مبطنة للتمرد والخروج على وليِّ الأمر،وعدم السمع والطاعة له،طبعا الفتوى ذكرت أنّه لا تجوز الطاعة في المعصية،ولكن في الوقت نفسه صرّحت بأنّ ما يحصل على أرض الواقع هو ظلم وحرام، ومعصية، وخروج عن دائرة الإسلام،وموالاة لأعداء الإسلام،إذن النتيجة هي دعوى غير مباشرة إلى التمرد والعصيان.
ثالثا:وأخطر ما في هذه الفتوى الطائشة والجائرة بامتياز هو ذاك التكفير الصارخ لألوف من المسلمين لمشاركتهم فيما اعتبرته الفتوى عملا محرما يتضمّن موالاة لأمريكا وأعداء الإسلام،وهذه السقطة العلمية الشنيعة تنبئ كل عاقل لبيب عن طبيعة الظروف والأحوال التي صيغت فيها تلك الفتوى العجيبة الغريبة!!!!!
وأخيرا ينبغي أن يقال:بأنَّ مشاركة قوّاتنا العسكريّة وانتشارها في بلاد إسلامية عديدة ليس جديدا.
فلم تأخرت هذه الفتوى طوال المدة السابقة-إن كانت الفتوى كما قيل جاءت بيانا للحق وإبراء للذمة-؟!!
لم صدرت هذه الفتوى في هذا الوقت؟!!!
أم أنَّ وراء الأكمة ما وراءها-كما يقال-؟!!!!
وفي الحقيقة فإنَّ هذا التكفير الصارخ سابقة خطيرة لهذا الحزب الإسلاميّ!!!تُنذِر بخطر وكارثة قد تُصيب أفراد هذا الحزب قبل غيره؛ذلك أنَّ التكفير للمؤمنين الموحدين داء عضال،وظاهرة خطيرة مدمرة نسأل الله العفو والعافية.
وعلينا أنْ نعلم بأنِّ هذه الفتوى الطائشة الجائرة- وما في معناها- تُغذِّي التطرف والإرهاب،ويطرب لها التكفيريّون الأغمار.
ولذا كان من الواجب شرعا على(حزب جبهة العمل الإسلاميّ!)أنْ يكون مفتاحا للخير والأمن والأمان في هذا البلد الهاشميّ الأبيّ،لا أنْ يكون معولا للهدم،ومصدرا للتكفير والتضليل،وإثارة الفتن والقلاقل في هذا البلد الإسلاميّ المحروس.
وأخيرا فإنني أنصح (حزب جبهة العمل الإسلاميَّ) أنْ يراجع النظر في هذه الفتوى التي أقل ما يقال فيها أنّها غير موفقة لا من حيث الزمن، ولا من حيث الظروف والأحوال التي تحيط ببلدنا الأردن الحبيب،ناهيك عن المغالطات الواقعية،والأخطاء العلميّة التي تُفْقِدُ الفتوى وزنها وقيمتها،والله المستعان.
هذا ما تيسّر تحريره سائلا ربي جلّ وعلا أنْ يعصم الجميع من الفتن ما ظهر منها وما بطن،وأن يحفظ بلدنا الأردن المحروس بحفظه ورعايته،وأنْ يوفق وليَّ أمرنا لكل خير وهدى،وأنْ يطيل في عمره على طاعته وهداه.
والحمد لله ربِّ العالمين.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع