زاد الاردن الاخباري -
اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الإيطالي فرانكو فراتيني أن على العقيد الليبي معمر القذافي التخلي عن السلطة والرحيل عن ليبيا. وعلقت كلينتون، خلال مؤتمر صحافي بعد لقائها فراتيني في مقر وزارة الخارجية الأمريكية، على الرسالة التي وجهها القذافي إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يحثه على وقف قصف الناتو للأراضي الليبية فقالت ان "القذافي يعرف ما عليه القيام به، فلا بد من وقف إطلاق النار وأن تنسحب قواته من المدن التي أخذتها بالقوة في ظل عنف كبير وتكلفة بشرية، ولا بد أن يتخذ قرار بشأن مغادرته السلطة ورحيله من ليبيا". وأضافت "لا أظن ان ثمة أي غموض بشأن ما هو متوقع من القذافي في الوقت الراهن، فهذا تقييم دولي وكلما حصل في وقت أكبر انتهت إراقة الدماء أسرع، وكان الوضع أفضل للجميع". وذكرت كلينتون انها ناقشت مع فراتيني مطولاً الوضع في ليبيا، ولفتت إلى ان أمريكا وإيطاليا بصفتهما حليفتان وأعضاء في تحالف دولي يرد على الأزمة بليبيا، فإنهما تتشاركان مهمة ضمان أمن الشعب الليبي. ورداً على سؤال بشأن عدم ترؤس الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ 60 سنة تدخلاً عسكرياً للناتو من البداية حتى النهاية، قالت إن "الولايات المتحدة قالت منذ البداية انها ستقوم بما عليها وبدأنا القيام بالكثير من العمل الذي كنا قادرين وحدنا على القيام به لكن لدينا ثقة مطلقة بما يقوم به الناتو.. ونعتقد انه يتحرك بشكل جيد جداً". وأشارت كلينتون إلى أن البحث مع فراتيني تناول كيفية بذل مزيد من الجهود لمساعدة المعارضة الليبية على تحقيق تقدم أسرع "لكننا نعتقد أن على القذافي أن يرحل، فقد فقد مصداقيته". وشددت على ان إيطاليا قدمت مساهمات حساسة للمهمة في ليبيا وكانت من ابرز الداعمين لقراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973، وتشارك الطائرات الإيطالية في تطبيقهما فيما تقدم القواعد والسفن الإيطالية دعماً لوجستياً كبيراً. وأشارت إلى ان أمورا عدة مطروحة بين الجانبين وأبرزها مسألة توافد اللاجئين إلى إيطاليا وخصوصاً من تونس، ومصر، وأكدت ان إيطاليا تتحمل أكثر من أي طرف آخر في ما يتعلق بمساعدة شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تحقيق تطلعاتهم بمستقبل أكثر ديمقراطية يتمتع بكم أكبر من حقوق الإنسان والفرص الاقتصادية. وعبرت كلينتون أيضاً عن تقدير الولايات المتحدة لما قدمته إيطاليا لمهمة الناتو في أفغانستان. ومن جهته قال فراتيني إن "واشنطن وروما تتشاركان النظرة القائلة إن الشعب الليبي يستحق مستقبلاً أفضل، مستقبل حريات وحقوق مدنية وعلى القذافي أن يرحل، وللأسف لسنا في موقع التنبؤ بموعد حصول ذلك لكن من الضروري أن نعمل معاً بغية ضمان مسار وطني من المصالحة السياسية لا تضم القذافي في مستقبل ليبيا". وسئل عما إذا كان البحث شمل مسألة نفي القذافي أو أية خيارات أخرى مطروحة، فأجاب وزير الخارجية الإيطالي "ناقشنا احتمال مغادرة القذافي إلى بلد آخر.. وما هو واضح هو انني آمل أن يرسل الاتحاد الإفريقي، كما قررنا في أديس أبابا، وفداً يوجه رسالة واضحة جداً مثل باقي المجتمع الدولي بمعنى ان على القذافي أن يرحل، القذافي وعائلته". وأشار فراتيني إلى أن "البحث شمل تونس والدول الشمال إفريقية، واتفقنا على ضرورة العمل معاً لإطلاق خطة شاملة للنمو الاقتصادي وإعادة إطلاق النمو وخلق وظائف جديدة في كل الدول المعنية بالحصيلة الجيدة للثورات السلمية وخصوصاً تونس ومصر". وأضاف "أعتقد ان الاستقرار والديمقراطية لا يتعارضان وإنما العكس هو الصحيح". وأشار إلى أن أمريكا وإيطاليا ستتعاونان عن كثب بشأن أفغانستان، شاكراً لكلينتون اهتمامها بمسألة توافد المهاجرين إلى إيطاليا. ويشار إلى أن البيت الأبيض أعلن الأربعاء إن العقيد معمر القذافي وجه رسالة إلى أوباما يطالب فيها بوقف إطلاق النار في إطار الحملة العسكرية الدولية ضد نظامه، غير أن واشنطن أكدت أن وقف النار مرتبط بوقف العنف ضد المدنيين.