زاد الاردن الاخباري -
أكد عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة بالسودان الثلاثاء أنه عقد اجتماعا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا يوم الاثنين.
وقال البرهان في بيان صدر بعد اجتماع مشترك بين مجلسي السيادة والوزراء بالقصر الرئاسي بالخرطوم ان "بحث وتطوير العلاقة بين السودان وإسرائيل مسؤولية المؤسسات المعنية بالأمر وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية" في إشارة لمجلس الوزراء فيما يبدو.
لكنه قال إنه لا يوجد تغيير في موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية وأضاف "أؤكد أن موقف السودان المبدئي من القضية الفلسطينية وحق شعبه في إنشاء دولته المستقلة ظل ومازال وسيستمر ثابتا".
وقال البرهان إن لقاءه بنتنياهو، جاء لتحقيق مصالح الشعب السوداني العليا.
وأوضح “قمت بهذه الخطوة من واقع مسؤوليتي بأهمية العمل الدؤوب لحفظ وصيانة الأمن الوطني السوداني”.
وبعد انتظار أكثر من 4 ساعات، تحاشى أعضاء مجلسي السيادة والوزراء التصريح لوسائل الإعلام.
وقال مصدر إن 3 اجتماعات عقدت، الثلاثاء، لبحث لقاء نتنياهو والبرهان، أولها اجتماع مجلس الوزراء، وثانيها اجتماع مجلس الأمن والدفاع، والثالث اجتماع مجلسي السيادة والوزراء.
وفي الاثناء، أعلن نتنياهو إن إسرائيل حصلت على إذن للتحليق في الأجواء السودانية، وذلك بعد يوم واحد من اجتماعه بالبرهان في أوغندا.
وأوضح نتنياهو، في تصريحات خلال مؤتمر انتخابي في مدينة بيتاح تيكفا، أوردتها هيئة البث الإسرائيلية (كان)، أنه يجب الانتهاء "من بعض الأمور التقنية لإغلاق هذه المسألة"، والبدء باستخدام الأجواء السودانية، دون مزيد من التفاصيل.
ونقلت القناة الرسمية عن مصدر قالت إنه "مسؤول في الحكومة السودانية"، تقديره أن تمتنع الحكومة التي اجتمعت خلال الساعات الماضية مع البرهان، لمساءلته عن اجتماعه بنتنياهو دون علمها، عن اتخاذ خطوات ضد البرهان، بما في ذلك دعوته للاستقالة.
والإثنين، كشف مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية، في بيان عبر “تويتر”، عن لقاء جمع نتنياهو والبرهان، في أوغندا، مشيرا إلى أنهما اتفقا على بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين.
وبينما قالت الحكومة السودانية إنه لم يتم إخطارها أو التشاور معها بشأن اللقاء، أعلنت أحزاب سودانية رفضها اللقاء، معتبرة إياه “طعنة” للشعب الفلسطيني، و”سقطة وطنية وأخلاقية”.
وفي بيان لها حول الاجتماع، قالت قوى الحرية والتغيير، الثلاثاء، إنه “أمر مخل” ويلقي بظلال سلبية على الوضع السياسي بالبلاد. وأضافت أن “الوثيقة الدستورية نصت على أن العلاقات الخارجية هي اختصاص السلطة التنفيذية وعليه فإن ما تم يشكل تجاوزاً كبيراً نرفضه بكل حزم ووضوح”.
وأضاف البيان أن “إحداث تغييرات جذرية في قضية سياسية بحجم قضية العلاقة مع إسرائيل يقرر فيها الشعب السوداني عبر مؤسساته التي تعبر عن إرادته.. نؤكد في قوى الحرية والتغيير أننا مع حق الشعب الفلسطيني في العودة ودولته المستقلة ونقف ضد أي انتقاص من حقوقه العادلة”.
وشددت قوى التغيير على أن “الشعب السوداني هو الحارس الأمين لثورته واننا سنعمل بكل ما أوتينا من عزم لإكمال مهامها مهما اعترض ذلك الطريق من عقبات وأزمات”.
وكشفت تقارير صحافية أن الإمارات نسقت لقاء البرهان ونتنياهو، وأن الاجتماع يستهدف رفع السودان من لائحة الإرهاب الأميركية. كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول عسكري سوداني، قوله إن "لقاء البرهان مع نتنياهو بأوغندا رتبت له الإمارات بعلم السعودية ومصر".
بدوره، شكر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، البرهان على "مبادرته لتطبيع العلاقات مع إسرائيل"، بعد لقاءه نتنياهو، ووجه له دعوه إلى زيارة واشنطن، وذلك في اتصال هاتفي أجراه بومبيو مع البرهان، الإثنين، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الخارجية الأميركية.
ووفق البيان "أكد بومبيو والبرهان على رغبتهما المشتركة في تحسين مشاركة السودان الفعالة في المنطقة والمجتمع الدولي والتزامهما بالعمل من أجل إقامة علاقة ثنائية أميركية سودانية أقوى وأكثر صحة".
وأضاف البيان: "شكر الوزير بومبيو، البرهان على مبادرته لتطبيع العلاقات مع إسرائيل متمثلة في الاجتماع الأخير له مع نتنياهو في أوغندا (الإثنين) بدعوة من الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني". وأشار إلى أن "بومبيو دعا البرهان إلى زيارة واشنطن للقاءه في وقت لاحق من العام الجاري".
وكان نتنياهو وصل إلى أوغندا، أمس الإثنين، واستبق زيارته بالقول إن إسرائيل عادت إلى أفريقيا، وإن أفريقيا عادت إلى حضن إسرائيل. حيث أكد الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني أن بلاده تدرس إمكانية فتح سفارة لها في القدس.