أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
1063 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة خلال الأسبوع الحالي. ما تفاصيل عدم الاستقرار الجوي في الأردن الأسبوع القادم؟ إصابة بن غفير بجراح جراء انقلاب مركبته اثناء توجهه الى عملية الطعن في الرملة. نقابة الصحفيين توصي بتحويل منتحلي المهنة للمدعي العام. السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية مطالب بشمول أحياء بشبكات المياه في عجلون استعدادا للسيناريو الأسوأ .. إسرائيل تجهز مشفى تحت الأرض استشهاد (روح) بعد عدة أيام من إخراجها من رحم والدتها حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول لحزب سياسي إسرائيل تساوم بـ"اجتياح رفح" في مفاوضات غزة .. ووفد مصري إلى تل أبيب أوقاف القدس: 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مسؤول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما مسيرة في وسط البلد دعمًا لـ غزة 34.356 شهيدا و77368 إصابة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة الأمن يحذر من حوادث الغرق نتيجة السباحة بالأماكن غير المخصصة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة عبد الرحمن وهدان يكتب : ثبات جلالة الملك...

عبد الرحمن وهدان يكتب : ثبات جلالة الملك وشجاعته تهتكان الدماغ السياسي لإسرائيل

عبد الرحمن وهدان يكتب : ثبات جلالة الملك وشجاعته تهتكان الدماغ السياسي لإسرائيل

04-01-2020 01:18 PM

زاد الاردن الاخباري -

من الغرائب التي حدثت معي وسردتها على مسامع مدير اذاعتنا عطوفة مهند الصفدي وما زلت استذكر ردة فعله بين الحين والاخر لانني اعايش الان ما توقعه بالتفصيل، حينما قال لي :
" حفظ الله مليكنا المفدى عبدالله الثاني " فانه شوكة في حلق المخطط الصهيوني وان هذا لمؤشر خطير يكشف عن نوايا مبيته ستظهر مستقبلا في استهداف جلالة الملك وتشويه صورته، وذلك بسبب دوره في عرقلة واعاقة مخططاتهم المزمع بناؤها على مسخ الجغرافيا الفلسطينية، وبطبيعة الحال سيقومون بترحيل مشاكل للاردن تتناغم للاسف مع بعض المتفيهقين بالسياسة فيخلوا بالجبهة الداخلية وهم لا يشعرون "
كان هذا رده على حكايتي في ربيع العام المنصرم بعد زيارة خاصة لي قمت بها لمدينة القدس وتحديدا المسجد الاقصى المبارك استعداد لبرنامجي الاذاعي" القدس لنا "، حتى اكون معايشا ومعاينا لصمود المقدسيين و ولائهم للقيادة الهاشمية حقيقة لا مجازا.
تبدأ الحكاية حين هممت بدخول المسجد الاقصى المبارك، واستوقفني حراس من الصهاينة على باب القطانين وهو احد ابواب المسجد الاقصى المبارك من الجهة الغربية وسألني أحدهم مستوضحا عني مني، لانهم يحفظون الداخل والخارج الى باحات الاقصى ويميزون بين المقيم والزائر، فسالني بعربية متكسرة تدل على غرابته شكلا ونطقا حيث لا تستقيم اللغة العربية الشريفةعلى لسان كل مستعمر وغاصب، فالشرف والعهر لا يلتقيان.
فقال : من وين انت ؟
فقلت له : من الاردن من عمان .
فقال مهمهما : آه من عمان من عند عبدالله، آه أيوا !
من عند عبد الله بن حسين – وللاسف هي شعار بعض الحراكيين الان -
فضحكت وقلت له : قصدك جلالة سيدنا الملك عبدالله ؟!
شو المشكلة ؟
فقال : ما فيه مشكلة بس احنا بنكره الملك عبدالله وما بنحبه .
فقلت : ليه ، لماذا ؟
فقال : انه غير لطيف وليس معنا في شيء ويفسد ما نريد ولا يساعدنا .
وهذا أيها السادة مختصر المختصر من الاستجواب الذي استمر معي ربع ساعة سمعت فيها من غرائب المعلومات ما أغناني بالفعل عن كثير من الاراء الصحفية التي تصف المشهد تخمينا تارة وتخرصا تارة اخرى.
وأدركت يومها صلابة الملك في الحق و رباطة جأشه، ومن يومها لا انتظر كما يفعله بعض اخواني من المواطنيين توضيحا من جلالته تجاه القضية الفلسطينية ولا الفلسطينيين ولأن رجولة الملك في الحق و وطنيته وعروبته وهاشميته عندي معتقد لا يخالطه ريب ولا شك فالموقف واضح وصريح، فالأعداء يكرهونه، وهذه العبارة وحدها حكاية.
واستذكرت حينها جملا من ثقافتنا كان اولها ما قاله الامام الشافعي حينما سئل رحمه الله تعالى:
كيف تعرف أهل الحق في زمن الفتن؟
فقال: "اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم".
يا إلهي! ما هذا الجواب المختصر البديع الذي يختزل البحث والتنقيب؟
و والله وبالله وتالله لقد ارشدتني سهامهم الى أن مليكنا من أهل الحق النادرين في زمن الضبابية
والغشاوة التي على عيوننا، فالرؤية صارت غير واضحة من تقلبات المواقف التي نشهدها عند بعض الدول، ومما يجاهر به بعض اخواننا من العرب من طرحهم للغزل السياسي مع اليمين الاسرائيلي وما تغريدات نتنياهو لمدحهم عنا ببعيده.
نعم لقد ارشدتني سهام الصهاينة حينها الى قوة الملك المركزية في العالم اجمع وتأثيره على كل تشغيبات الاسرائليين سواء في امريكا وغيرها من العالم .
كان جمال عبدالناصر يقول: إذا مدحني عدوي فأنا على الطريق الخطأ، لذا كان هنالك إصرار أمريكي على ضرورة إقصائه وبعد وفاته رفعت الإدارة الأمريكية شعار
" No Nasser Again ".

بصراحة انتشت نفسي ساعتئذ بالعزة وتوشحت بالكبرياء فهاتان الصفتان لا تجوزان
الا في مثل هذا الموطن .
واليوم اكتب والحسرة تخنقني مما اراه من بعض الاخوة المواطنين الذين يتناغمون مع الهدف الاسرائيلي من حيث لا يشعرون ونحن في وقت بأمس الحاجة فيه الى حماية جبهتنا الداخلية وردم اي شرخ بيننا .
و أتساؤل، ما هذه الصدفة ؟!
ففي كل يوم ارى هجمة مسعورة على مواقع التواصل الاجتماعي من إخوة لنا مواطنين يحملون شعار الاصلاح تنال وتستهدف شخص الملك واسرته، ويأتي كل هذا في نفس الوقت الذي تهجم به اسرائيل على جلالة الملك بكل كتابها وصحفها وبكل ما أوتيت من قوة.
وكما يقال " خذوني على قد عقلي " لعمري انه لتوافق مريب، يجعلنا نقف امام تصنيفين اثنين لا ثالث لهما : أولهما إما ان دعاة الاصلاح عندنا لا يفقهون الواقع ولا يختارون الوقت المناسب ولا يهتمون بأمن الوطن وابنائه، واختاروا الطريقة القمعية والبلطجة طريقا .
او انهم يتناغمون مع الاجندة الصهيونية عن سبق اصرار وترصد لان الذيل مع حفظ الالقاب لا يحرك الكلب .
فهذا التوقيت وهذا الاسلوب الهجومي القميء لا يخدم الا المقاصد الصهيونية وتحديدا ما صرح به حزب الليكود هذه الايام من ان مهمته الحقيقية الان هي النيل من جلالة الملك في كل وقت وحين .
وها هنا سؤال بريء، ما سر هذا التناغم النادر فيما استصدره مجموعة من الكُتّاب الإسرائليين من مقالات ضد الأردن وقيادته ممثلة بالملك عبد الله الثاني، مليئة بالتحريض والكراهية ضد جلالته مع تصريح من أبناء الوطن خارج البلاد تارة و تعريض من مثلهم ايضا ولكن على استحياء داخل الوطن مرة اخرى ؟
أوليس هذا الصرع للفص الصدغي السياسي الإسرائيلي من انقضاض اليمين الصهيوني الشرس على القصر الملكي الأردني و مهاجمة الملك شخصياً في رسائل مكشوفة ومبتذله ودعوتها -إسرائيل أعني- إلى ضعضعة الحكم الهاشمي، يتوافق مع أمنيات ورغبات هذه الاصوات المحلية التي تطل علينا بين الحين والاخر سواء بطريق مباشر او غير مباشر؟
لقد تسببت قوة جلالة الملك واصراره و وضوحة واستماتته في موضوع القدس ورعاية المقدسات ورفضه القاطع في ان يفصل المسارين الأردني والفلسطيني عن بعضهما بصرع هستيري لدى الاسرائليين، حتى أصاب فصهم الصدغي تهتك سياسي واضح على كل الصعد، بل واصابت نوبة الصرع العام اسرائيل كلها حين رفض جلالته عدم التمديد للباقورة والغمر .
وتسللت الى اسرائيل ايضا نوبة رمعية في سياستها حينما سحب جلالة الملك السفير لحين الإفراج عن موقوفين أردنيين، ومحاكمة متسلل إسرائيلي في وسائل الاعلام علانية، ولهذا نرى عدم التوازن في تصريحاتها ولا حتى في سياساتها .
لقدأصيبت اسرائيل حقا بنوبة توترية ارتجاجية شاملة ( (Tonic-clonic seizure وكانت الكاشف للمستور عندهم وذلك حينما لوح جلالته في اكثر من موطن بالخيار العسكري وكان اخرها مناورة سيف الكرامة والتي تحمل في طيات عنوانها ذكريات الكرامة والبسالة في معركة الكرامة " وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا " .
ومع هذا الوضوح كله من اخلاص جلالته وشجاعته الا ان هنالك من يبادر دوما مع كل "مشكلة" له مع الدولة أو حتى مع أي من مؤسساتها، أو أفرادها بمهاجمة الملك بداية، وحينما يبح صوته ولا يستجيب له احد ولا يقتنع احد بطرحه يحول مباشرة اما الى زوجته او ولده ولي العهد مرة اخرى.
فكم من مرة زجت مبادرات الملكة، وفستان الملكة، وأهل الملكة في كل تعثر اقتصادي
او اصلاحي ؟!
وكم من مرة صوروا اسرته كانهم شركة مساهمة محدودة لها أعمالها الخاصة تعبث في إدارة الدولة ومفاصل الحكم حسب مصالحهم ؟!
وكم من مرة طرحوا اشاعات الوطن البديل والتفريط بالقدس والمقدسات ؟!
وكم وكم وكم وكم، وما أكثر كماتهم ! ولن تنتهي فالموضوع صار شخصيا ونفسيا .

و كل هذا يجري ويحدث في وقت كان جلالته وما زال وحيدا في تصديه لصفقة القرن ونقل السفارة والوصاية الهاشمية، اقول وحيدا ليس انتقاصا من مواقف مشابهة للإخوة العرب بل لأنه كان اول من بادر بهذا التصدي والصمود امام عنجهية ترامب واستخفافه بالعرب في وقت صمتت فيه اغلب الدول الشقيقة والصديقة، بل كان بعضها يتغزل بترامب واخرون قدموا له صفقات تلو صفقات كقربان أو عربون صداقه.
لقد كان سجالا عنيفا وجهدا مشكورا له، سواء على الصعيد المحلي او الدولي، ولقد شكره العالم في أكثر من مرة وعبروا له عن احترامهم له بكثير من الجوائز الإنسانية العالمية.

وبمواقفه هذه اثبت وبكل وضوح انه غير خاضع لاي قوة امبريالية، و انه يفعل ما يمليه عليه ضميره الهاشمي، وإن الهواشم دوما مشروع شهادة وعدالة.

لهذا أصبحت اليوم جمل الصالونات المهترئة في السر والعلن والقائلة بان الاردن خادم لاسرائيل او تابع لها ضربا من الخيال، وشيئا من الخبال السياسي.
وما كان لهذا الوضوح والبيان ان يكون لولا مواقف الملك وحنكته وصموده واخلاصه .

كل هذا يحدث في وقت يستغل العدو فيه حالة الضعف الاقتصادي في الشرق الاوسط وحالة التشرذم والتناحر لقضم الجزء الأكبر من الكعكة في مخططه الاستراتيجي ، وبالفعل قد بدأ بالقدس كقضية يراها مركزية، وهي كذلك فعلًا في الصراع العربي الاسرائيلي ولكن من الذي لا يفتؤ يذكرها في كل مجلس وموطن غير جلالته ؟!

ان الاوان ان نفهم ان السياسة والاستعمار لا وجود فيهما للمشاعر، فحبذا ان لا نكون كمواطنين رأس الحرب ضد وطننا وان لا نسمح لانفسنا ان نكون ذاك البلطجي الصغير الذي ينفذ أجندات اسرائيل من حيث لا يدري وان كنا ندري فالمصيبة اعظم .
هذا وقت البنيان المرصوص والتلاحم داخليا وخارجيا وان لا نسمح لانفسنا مهما ضاقت الامور وتعثرت الاحوال ان نكون سببا في خلخلة جبهتنا الداخلية الصامدة والعصية على كل مخططات الصهاينة الاسرائليين .
حفظ الله ملكينا واسرته من كل شر وغي .

عبدالرحمن حسين وهدان
المعد والمقدم والمحرر في الإذاعة الاردنية





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع