أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
خرق أمني يهدد بفضيحة جديدة للجيش الألماني قرابة 500 شهيد في الضفة منذ 7 أكتوبر ثلاثيني يعتدي بوحشية على ابنة شقيقه في الزرقاء مداهمة مكاتب قناة الجزيرة في القدس ومصادرة معداتها وفد حماس يغادر القاهرة للتشاور تطبيق لتحديد مواقع محطات شحن المركبات الكهربائية في الاردن ماكرون يدعو نتنياهو إلى استكمال المفاوضات مع حماس الذيابات: يجب تعاون جميع الأجهزة للنجاح بمكافحة الجريمة واشنطن بوست: شهادات عن إعدامات وممارسات الاحتلال في نور شمس وزير البيئة يلتقي وفدا من مؤسسة زايد الخيرية الإماراتية. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا جنوب تل الهوى. نتنياهو: الاستسلام لمطالب حماس بمثابة هزيمة نكراء بني مصطفى تزور دار السلام للعجزة وتطلع على الخدمات المقدمة فيها لكبار السن غالانت: مؤشرات على أن حماس ترفض الصفقة التعليم العالي: قطاع التعليم شهد خلال الـ25 عاما تطوراً كبيراً. 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 212 للحرب. صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية يعلن عن دعم 10 مشاريع سياسية لخدمة التحديث السياسي غوارديولا عن غضب هالاند: كان في قمة السعادة. القسام: قصفنا حشودا لقوات العدو في موقع كرم أبو سالم. إعلام إسرائيلي: إصابات إثر سقوط قذائف بغلاف غزة الجنوبي
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة عالم الليل .. (جنة من الوهم) تحرق زوارها

عالم الليل .. (جنة من الوهم) تحرق زوارها

23-02-2011 10:50 PM

زاد الاردن الاخباري -

جاءت سوزي 19 عاما إلى الأردن قبل حوالي ثلاث سنوات من إحدى دول المغرب العربي; بعد أن وقعت عقداً للعمل في مخيطة في عمان, إلا أنها تفاجأت بعد وصولها أن المخيطة ليس إلا طعما استقدمت به.
لم تعرف سوزي, الأخت الكبرى بين ثلاث صبايا يتوسطهن شاب لعائلة فقيرة, أنها ستتقن مهنة النادلة في بضعة أسابيع, وأنها بتوقيعها عقد العمل خطت أولى خطواتها تجاه عالم الليل, بعد أن دفعها الفقر إلى الرحيل عن بلدها.
الحصار بداية الطريق   
فتيات يسردن حكايات كثيرة يلفها الغموض والشك وتستند إلى عالم من الخيال والفوضى في معظمها, خاصة عندما يتحدثن عن بدايات انجرارهن إلى النوادي الليلية.
 وفي تفاصيل روايتها لقصة عملها في احد النوادي الليلية, تقول سوزي:بعد أن باءت كل محاولاتي بالفشل تغير نهج حياتي بعد وصولي إلى عمان, فقد مورس عليّ كل أشكال الضغط; حتى أقبل العمل في أحد النوادي الليلية, وهو ما تمّ فعلاً.
وتبين الشابة, بعد ما يقارب أربعة أسابيع من الضغط النفسي ومنعي من الاتصال بأهلي, فضلاً عن تقييدي ووضعي بغرفة محكمة الاغلاق وحرماني من الأكل والشرب; وهو ما دفعني للعمل بالملهى, بعد أن أقنعتني إحدى الفتيات العاملات في الملهى, بأنها أيام وستفتح المخيطة أبوابها وأغادر هذا العمل.
وبحسب سوزي ان سفارة الدولة التي تحمل جنسيتها رفضت الاستماع لشكواها ولتظلمها, وهو ما أكد لها أن جميع الأبواب موصدة في وجهها, الأمر الذي دفعها للانخراط في هذا العمل.
صيد ثمين وخداع الكوكتيل
كثيرة هي الطرق التي مورست على سوزي بهدف اقناعها بجدوى هذا العمل, ومنها الحوافز التي تبدأ بخمسة دنانير عن كل خمسين دينارا يتم تجريدها من الزبون بطرق ملتوية, إضافة إلى خمسة دنانير أخرى عن كل كأس كوكتيل يتم طلبه من قبل الزبون الى الطاولة والذي يتجاوز ثمنه خمسة عشر دينارا.
ذاع مصطلح خاروف دسم وسط النادلات, وتعني الشخص الغني الذي يعود بالنفع والدنانير على النادلة التي أحسنت رمي صنارتها. وفي هذا تقول سوزي التي تتقاضى 1000 دولار راتبا شهريا : في أقل من اسبوعين تعلمت كيف اتحايل على الزبون وتجريده من ماله.
 وبحسب احد الزبائن طلب عدم ذكر اسمه, فان تكلفة السهرة الواحدة تتجاوز 60 ديناراً كحد أدنى, في حين يبقى السقف الأعلى مفتوحاً, ومن يدفع مبلغا اكبر سواء كان ذلك ب¯التحية وهي نثر نقود من فئات مختلفة  أو الفاتورة سرعان ما تنعكس آثار ذلك على الخدمة المقدمة على طاولة ذلك الزبون, إضافة إلى تعزيز الطاولة بأكبر عدد ممكن من الفتيات; بهدف كسب المزيد من النقود. 
وتتابع, بعد أن تأقلمت مع المهنة الجديدة تناسيت تلك القناعات التي حملتها منذ زمن رغماً عني, فقد كنت مضطرة لأن أزود عائلتي بمبلغ مالي شهريا وبشكل متكرر, خاصة أن والدي كان يعاني من مرض عضال.
ديناصورات الليل
وفي هذا السياق يقول أحد مرتادي النوادي الليلية, أو كما يسميه البعض  دواوين طلب عدم ذكر اسمه, :عملي في التجارة وفر لي دخلاً جيداً, وهو ما ساعدني على دخول هذا العالم مبكراً.
وعن طبيعة ما يجري داخل الملاهي الليلة يبين, يبدأ الليل مع فتحة الطاولة ب¯15 ديناراً, وكل طلب ب¯ خمسة دنانير, وإذا أحضر الزبون مشروبه معه يدفع بدل خدمة 50 ديناراً.
السهر والإدمان
يوضح ذلك الشاب الذي احترف السهر منذ نعومة أظفاره, بعد ان اعتدت الذهاب الى النوادي الليلية ومعاقرة الخمس أصبت بإدمان السهر, حتى إنه في كثير من الليالي التي يكون فيها مشغولا ولا يسمح له الوقت بالسهر, يكتفي بالوقوف عند باب الملهى ويجول بنظره داخل المكان, ثم يمضي.
يشاطره الرأي شاب آخر, فضل عدم ذكر اسمه, ويروي لـ  العرب اليوم كيف يحتال على أهله من أجل الذهاب الى تلك الاماكن.
وفي تفاصيل روايته, يقول:تعرضت لزيارة مفاجئة من أهلي, وحاولت أن أصبر نفسي ولو لليلة واحدة من دون أن اسهر برفقة أصدقائي في أحد ملاهي عمان الغربية, إلا إنني لم أفلح, ويتابع اختلقت قصة أشغلت بها والداي وأقنعتهما بضرورة مغادرتي فورا من أجل الاطمئنان على صديق تعرض لحادث للتو.
شباب البدي غارد 
يتابع الشاب, أغلب أصحاب النوادي يتهافتون على أصحاب السوابق من أجل الصاق ابواب النوادي باسمائهم; دفعاً لأي مشكلة قد تحدث وتعطل سير العمل, الأمر الذي يعرضهم لخسارة زبائنهم, فالكثير من الزبائن بعد السهر وتناول المشروبات الكحولية يتصرفون تصرفات قد تنفر باقي الزبائن من المكان; لذلك كان من الضروري لدفع البلا البحث عن اسماء لها أرشيف مثقل بالإجرام, قد يفوق 300 قيد.
أصحاب السجل الإجرامي, كثيرو التحرك, ودائمو التنقل بين الأمكنة, ويحرصون على تبديل شرائح الهواتف كل ثلاث ساعات, ولا ينامون في مكان واحد لأكثر من يومين; ليخفوا أثرهم عن الأجهزة الأمنية أو عن زعامات الليل.
أصحاب السجل الإجرامي, غير معنيين بالحراسة, فهم مسؤولون عن توليفة تلك الحراسة والحاقها بأشخاص أخرين ينفردون عن سواهم بقاماتهم الطويلة وأكتافهم العريضة, فضلاً عن أشكالهم التي لا توحي بالأمان. هؤلاء هم من تسند إليهم مهمة حراسة الملهى تحت اسم أصحاب السجلات الإجرامية.
صراع التنافس من أجل البقاء
ويصف أحد زعامات الليل ويدعى بدوي طبيعة العلاقة بين الزعامات أنفسهم بالمتوترة. مشيراً ان الليل لا يؤمن جانبه ولا صديق دائما له, حيث أن أي خلاف بين اثنين من هؤلاء سرعان ما ينتشر خبره سرعة النار بالهشيم, لتبدأ بعدها ثورة الشك بكل من هم على صلة بخيوط المشكلة; متسببين أثناء بحثهم وتجوالهم عن المطلوب, بتكسير الكثير من واجهات المحال التي تتبع لحمايته; بهدف إيصال رسائل مشفرة لا يحسن قراءتها شخص سواه.
تلك المشاحنات قد تفضي إلى استخدام الرصاص الحي, وقد يتم احتواء المشكلة حال تدخل الكبار للملمة الموضوع ومنعه من الانتشار, فيقوم أحدهم بإجراء صلحة عامة بين الطرفين المتخاصمين شريطة حضور جميع أفراد المجموعتين, يسبقها تجريد جميع الحضور من أسلحتهم, ثم تنتهي بمأدبة طعام.
وبحسب بدوي, فإن كل شيء مباح في دنيا الليل, فلا مبادئ ولا قوانين ناظمة, سوى تلك التي يوافق عليها أصحاب السجلات الاجرامية وزعامات الليل, وتوارثها كل أصحاب الكار جيلا إثر جيل. 
وبين أن مسألة تسمية أبواب الملاهي تخضع لقانون العمل الليلي إذ لا يحق لأحد أن يتعدى على باب يحمل اسم أحد أصحاب السوابق من دون أن يبرم اتفاقية بين الاثنين تنطوي على دفع مبالغ أشبه بخلو رجل قد تصل لـ 20 ديناراً عن كل يوم; ليضمن معها المشتري عدم تعرض باب الملهى لأي اعتداء.
هذه هو عالم الليل, حيث الأمكنة تعج بزبائن محاطين بإضاءة خافتة عيونهم متوجسة وخائفة تترقب متعة عابرة, يبدأ عالمهم بأول خطوة إلى تلك النوادي وينتهي عند ساعات الفجر الأولى.

 

 

العرب اليوم- إبراهيم قبيلات





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع