زاد الاردن الاخباري -
يلجأ عدد من الفنانين المصريين للرد على جمهورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووقع البعض في الإساءة لجمهورهم لدرجة وصلت إلى حد السخرية والإهانة، وفنَّد نقاد وخبراء نفسيون السبب وراء هذه الردود التي لم يستطع هؤلاء الفنانيين الصمت تجاهها، حسبما تحدثوا لـ"البوابة".
وكان آخر الفنانين الذين لجأوا لشتم متابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي، الفنانة المصرية عبير صبري، حيث بدا أنها لا تتحمل أي تعليق غير لائق يُكتب لها عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، فنشرت صورة لها عبر حسابها على "إنستغرام" وتلقت تعليقات كثيرة منها تعليق قالت فيه متابعة "على جهنم عدل"، ولم تسكت الفنانة المصرية وردت: "جهنم تشيلك وتتحرقي فيها".
ومن أشهر الفنانين الذين يردون على متابعيهم الفنان المصري أحمد فهمي، والذي لا يترك تعليقًا مستفزًا له إلا ويرد عليه، كما أنه يتشاجر مع متابعي خطيبته الفنانة المصرية هنا الزاهد، وأيضًا المطرب محمود العسيلي، أحدث ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي أجبرته على الاعتذار وتبرير موقفه تجاه أحد جمهوره، بعدما أحرجه في إحدى حفلاته لأنه كان يرغب في التقاط صورة معه.
وضمت القائمة الفنانة المصرية حلا شيحة، التي ردت بقسوة على أحد متابعيها بسبب تعليقها على قرار الاعتزال وخلع الحجاب، ولم يتوقف الأمر عند الفنانين المصريين بل إن الفنانة اللبنانية إليسا نهرت إحدى معجباتها في مطار الكويت، قبل مشاركتها في مهرجان "هلا فبراير" عام 2015 لأنها أرادت التقاط صورة معها.
وتعليقًا على ذلك قال الناقد الفني نادر عدلي، إن السرَّ وراء إهانة وشتم الفنانين للجماهير أو المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي يعود لعوامل نفسية فربما يكون هذا الفنان في توقيت تشاجره مع أحد الجمهور في حالة نفسية سيئة ويلجأ لمواقع التواصل لتفريغ شحنة من الطاقة السلبية مثلًا فيتفاجأ باستفزازات خاصًة أن بعض الجمهور لا يعلم ما يحدث للفنان على المتوى الشخصي وهو ما يجعل الردود تخرج بإهانة وسخرية.
وأضاف نادر عدلي في حديثه لـ"البوابة"، أن بعض الفنانيين مُصابو بـ"داء العظمة"، ولا يتقبل أن يرد عليه أحد الجمهور رغم أنه لابد أن يكون لديه سعة صدر لتقبل جميع الأراء أو الانتقادات، ولكنه يسقط في الإهانة وهو ما يعد بداية النهاية بالنسبة لأي فنان.
وأرجعت الناقدة المصرية ماجدة موريس، أسباب لجوء الفنانين لمثل هذه الشتائم بسبب عدم وجود ثقافة لدى الجمهور من جهة والفنان من جهة أخرى فالجمهور لا يستطيع التفرقة بين تعليق وآخر ويظن أنه من حقه اقتحام الحياة الشخصية للفنان وهو ما يجعل الفنان يدخل في مناقشة تتطور لمشاجرة أو يدخل في مشاجرة مباشرة بسبب تعليق غير لائق، مضيفًة أن الفنان من جهته لا يكون لديه سعة صدر لاستيعاب الجميع كما أن الغالبية لا تستطيع الصمت، وآخرون يقصدون إثارة الجدل ولكن في حال مرور الفنان بحالة نفسية سيئة فعليه اعتزال التواصل مع الجمهور.
وأكدت "موريس" في حديثها لـ"البوابة"، أن الفنان لابد وأن يتوخي الحذر في ردود أفعاله لأنها تؤخذ عليه ويظل الجمهور يتذكر له مواقفه، إضفة إلى أن الفنان لا يكون ملكُ لنفسه بل صنعه الجمهور ووضعه على قمة المجد وبمقدورهم أن يُسقطوه من عرش الفن، ومن هنا على الفنان أن يعي ضريبة الشهرة.
ودافعت الفنانة المصرية حلا شيحة عن ردود الأفعال التي يتخذها بعض الفنانين تجاه جمهورهم لافتًة إلى بن الفنان يتعرض لضغوط ومضايقات خلال العمل، ويعتبر مواقع التواصل منفس له للخروج من حالة الضغط فيتفاجأ بحالات استفزازية وتهكم تستوجب ردود قاطعة.
وأوضحت الفنانة المصرية في تصريح خاص لـ"البوابة" أن الفنان عليه أن يعرف أنه ملكُ للجمهور، ومن هنا فلابد من تقبل جميع الآراء والانتقادات، ولكن على الجمهور أيضًا ألا يوجه إهانات شخصية تستفز الفنان لأنه يرفض التدخل في حياته الشخصية أو توجيه إهانة له.
وعلقّ استشاري الطب النفسي، الدكتور محمد هاني، في تصريح خاص لـ"البوابة"، قائلًا إن توجيه الفنانين شتائم وإساءات للجماهير تعود لعوامل نفسية، موضحًا أن بعض الفنانين يطاردهم شعور الإحساس بـ"النقص" طوال الوقت فيصاب بالغرور والتفاخر بموهبته ولا يدرك فضل الجمهور الذي صنعه، فبالتالي تكون ردود أفعالهم على الجمهور تعويضًا لهم لما يُعانونه من نقص، ومن هنا على الفنان الذي يعاني من ذلك أن يلجأ لطبيب نفسي حتى لا يفقد جمهوره مع الوقت.