مصادر تؤكد تخفيض تصنيف الناقلة جرش إلى صهريج تخزين

زاد الاردن الاخباري -

أشارت مصادر حكومية مطلعة أن هيئة التصنيف النرويجية التي تشرف على تصنيف الناقلة "جرش" في العقبة خفضت تصنيفها من باخرة نقل وقود إلى صهريج تخزين منذ نحو 4 سنوات.

كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن الشركات العالمية التي تدير بواخر نقل بضائع وشركات تأمين ترفض اصطفاف بواخرها بالقرب من الناقلة جرش لتجنب الاضرار التي قد تنجم عن وقوفها بالقرب منها نتيجة عدم مطابقتها للمواصفات العالمية.

وقال معاين بواخر في العقبة، رفض الكشف عن هويته، إن العازل الوحيد بين الوقود المخزن في هذه الباخرة ومياه البحر جدار مكون من طبقة معدنية واحدة.

وأضاف المعاين في حديث لـ"الغد" أن الباخرة تخضع حاليا لاجراءات صيانة وترميم من قبل جهات محلية، مشيرا إلى ان الصيانات التي كانت تجرى لهذه الباخرة حتى الآن غير كافية ومرتفعة التكاليف.

ويثير تكرار حوادث التسرب واشتعال الحرائق في الناقلة جرش دعوات مختصين إلى إعادة النظر في استمرار بقائها في الخدمة على الرغم من ان استراتيجية قطاع الطاقة تضمنت اخراجها منذ سنوات بعد تأسيس خزانات مؤهلة لتخزين هذه المشتقات.

ويرى الخبير دريد محاسنة إن استمرار التخزين في "جرش" لا يمكن أن يكون حلا نهائيا في ظل وضع الناقلة الحالي والتي تعاني من الاهتراء وعدم صلاحيتها لاستمرار عملها، اذ أن الظروف الحالية تختلف عن تلك التي شهدتها المملكة وقت شرائها في فترة الحرب على العراق.

وبين أن الحل لذلك انشاء مرافق تخزين للنفط والمشتقات النفطية على أن يتم بناؤها وفقا لدراسة جدوى استيراد النفط.

وقال إن "وجود هذه المرافق تبرز الآن في ظل تراجع كميات الغاز المصري والتوجه نحو تنويع مصادر استيراد الغاز والنفط".

وزارة الطاقة والثروة المعدنية قالت بدورها في وقت سابق  أن إبقاء هذه الناقلة "أمر مؤقت" وانها لن تستمر، وأن لدى الحكومة خططا بديلة للتخزين،  كما ان مجلس الوزراء اتخذ قرارا  في وقت سابق بوضع مخططات عمل لمخازن، تمهيدا للاستغناء عن جرش.

وبينت الوزارة  كذلك أن جرش وفرت مخزونا استراتيجيا للمملكة في الوقت الذي لم يكن لديها مخزون، أما الآن فقد تطورت المنطقة لتتضمن ميناء ومناطق تخزين، كما أن الشركة اللوجستية ستنشئ خزانات في مواقع مختلفة في المملكة.

ويقدر المخزون الاستراتيجي الحقيقي للمملكة بنحو 150 ألف طن إلى 200 ألف طن في مواقع التخزين في العقبة والزرقاء.

وتخضع "جرش" لمراقبة سنوية من قبل هيئة التصنيف النرويجية التي تقوم بمراجعة شهادات الباخرة التي تقدر بـ 24 شهادة والتأكد من صلاحيتها بشكل سنوي وحسب مواعيد انتهاء الشهادات.

وكان رئيس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة محمد صقر قال في حديث سابق لـ"الغد" إنه تم تصنيف الناقلة جرش، وهي تقف على رصيف الميناء لإعادة تأهيلها تحت إشراف "كادبي"، مؤكدا أن إعادة عملية التأهيل سيكون بهدف استخدامها لفترة 3 أو 4 سنوات فقط ولا بد من إيجاد بدائل في هذه الفترة وذلك وفق قرارات وتوجيهات مجلس الوزراء.

وأكد أنّ "إعادة استخدام جرش مؤقت إلى أن يتم إيجاد بديل آمن واستراتيجي وهو بناء خزانات مستقلة برية".

ويتطلب فحص الناقلة جرش تفريغ خزاناتها الـ23 بشكل تدريجي وتنظيفها من الرواسب حتى تقوم هيئة التصنيف باخذ القياسات والقيام بالفحوصات اللازمة، وتقوم الوزارة بتخزين النفط في الخزانات الارضية لمصفاة البترول في العقبة والتي تتسع الى 70 ألف طن أو ما يعادل نصف مليون برميل.

reham.zedan@alghad.jo