زاد الاردن الاخباري -
لم يستيقظ الغزيون على صاروخ إسرائيلي يهز أركان جدرانهم الآمنة كالعادة، بل استيقظوا على حادثة فريدة، أثارت جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأبعدتهم عن السياسة قليلاً ليُتابعوا حدثاً جللاً بالنسبة لبعضهم، "وحشياً" في نظر فئة أخرى، و"منطقية" برأي آخرين.
حيث انتشرت صورة لطبيب بيطري يقوم بانتزاع مخالب (لبؤة) شبل أسد "أليفة"، في حديقة حيوان بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بحجة عدم إيذاء مربيها أو زائري الحديقة الوحيدة في المدينة.
تلك العملية "القاسية" بحسب أغلبية النُشطاء يُبررها صاحب حديقة الحيوان السيد فتحي جمعة قائلاً: "يعنيني جداً أن يلعب الأطفال الذين يزورون الحديقة مع الأشبال، وحتى لا يُشكل خطراً عليهم، قمت بنزع مخالبه من أصلها، ولا يُمكن أن تنمو مرة أخرى".
ستُجرى على شبل آخر
أما الخطر الذي يُواجهه "الشبل"، قال جمعة في حديثه لـ "دنيا الوطن": " سيُواجه مشكلة فقط حين يتناول الطعام، لكنه سيتعود لاحقاً على الأكل والشرب دون استخدام يديه".
وأكد جمعة أن هذه أول عملية من نوعها في قطاع غزة، وسيُعاود إجراءها على "الشبل الذكر" بعد شفاء "الشبل الأنثى"، وكلاهما يبلغ من العمر 12 شهراً.
وأضاف: "لم يأذِ الشبل أحداً في السابق، ولم يتعرض أي شخص للخطر، لكنني أقدمت على هذه العملية احتياطاً حتى أضمن مستقبلاً عدم تعريض الأطفال للخطر".
لماذا تتم مُهاجمتي؟
وأما رده على الهجوم والانتقادات التي تعرض لها عبر "السوشيال ميديا"، قال جمعة: "تم تجريف هذه الحديقة والتي كانت الأولى في قطاع غزة عام 2004، ولدي إفادات بالهدم بـ 450 ألف دولار، وتوجهت لجميع الفصائل السياسية ولجمعية الرفق بالحيوان النمساوية، ولكن لم يمد أحد لنا يد العون".
وتساءل جمعة: "لم يتم تعويضي، والآن تتم مُهاجمتي؟ لو تم تعويضي حينها لما اضطررت لهذه الخطوة مع الشبل، وكنت لأتمكن من تعيين مُدرب خاص بالأشبال، والاحتفاظ بمخالبهم، مع ضمان أنهم لن يؤذوا أحد".
ويرى جمعة أن الإبقاء على الأنياب لا يُشكل خطراً، لأنه أليف منذ الصغر، وحول سبب عدم إزالتهم كالمخالب، رد جمعة: "لو قمنا ببرد أو خلع أنيابه ستُواجهنا صعوبة في إطعامه، وسنضطر لفرم اللحمة دائماً، ما يُشكل عبئاً علينا".
تبرير الطبيب
وقد قام الطبيب البيطري فايز الحداد بإجراء هذه العملية لأول مرة في قطاع غزة، دون غرفة عمليات مُتخصصة، ولكن ببنج كامل، وقال في حديثه لـ "دنيا الوطن": "يتم اللجوء إلى هذا النوع من العمليات حين يكون الحيوان المُفترس مروضاً، فنلجأ لهذه الخطوة حتى لا يؤذي من يلعب معه".
وشرح الحداد أن هذه العملية لا تؤثر صحياً على الشبل، لكنها تؤثر في سلوكه إذا ما كان يعيش في غابة، حيث سيُصبح عاجزاً عن اصطياد فريسته بنفسه، لكن يتم تقديم الطعام له في حديقة الحيوان، وبالتالي لن يحتاج لمخالبه.
وفجر حداد مفاجأة حين قال في حديثه: "لا أعتقد أن هذه العملية مسموحة دولياً، وترفضها جمعيات الرفق بالحيوان".
الإسلام يُحللَ!
وأضاف في رده على الهجوم: "قبل أن أخطو هذه الخطوة، قمت باستفتاء أحد الشيوخ الذي أكد لي أنه يجوز عمل العملية، وطالما أن الشرع حللها، فيعني أنه لا يوُجد بها أذى".
وختم حداد حديثه: "سخر الله الحيوانات للإنسان، ونحن لسنا أول من عمل هذه العملية، ففي مصر أُجريت، وفي دول أوروبية، وفي أي سيرك في العالم".
يُذكر أن حدائق الحيوانات في غزة، تُواجه أزمات حقيقية بسبب الحروب المُتتالية على غزة، بالإضافة إلى الركود الاقتصادي الناتج عن الحصار.