أجمع مراقبون ومحللون سياسيون على أن الملامح الأولية لاستفتاء جنوب السودان الذي سيبدأ اليوم "واضحة، وتصب في اتجاه قيام دولة جديدة في الجنوب السوداني، ما يحمل تداعيات عدة ستظهر نتائجها ليس على السودان وحده بل على العالم العربي أجمع".

واعتبروا أن انفصال جنوب السودان المتوقع، سيؤثر سلبا على الوطن العربي وعلى وحدته، مؤكدين أن خلف الدعوات الانفصالية في السودان وفي بعض الدول العربية "تقف إسرائيل التي تسعى لتنفيذ مخططاتها التوسعية والاستعمارية".

واشاروا إلى أن قيادة جنوب السودان لا تخفي علاقاتها مع إسرائيل، حيث صرحت أكثر من مرة أنها ستقيم في حال استقلالها علاقات دبلوماسية، ما يؤشر فعلا إلى الدور الإسرائيلي في انفصال الجنوب.

في الإطار نفسه، صدرت مواقف من كل من الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس حكومة الجنوب السوداني سالفا كير اعتبرت بمثابة "تثبيت مواقف واستشراف للمستقبل" المتجه بالنسبة إليهما إلى الانفصال.

وفي جوبا، عاصمة الجنوب، وقع كير على 16 قانونا لها علاقة بالوضع الدستوري للجنوب خلال مرحلة ما بعد الاستفتاء، وكأنه بذلك يستبق النتائج، في خطوة قال عنها وزير الشؤون القانونية في حكومة جنوب السودان جون لوك جوك إنها "تأتي ضمن ترتيبات الحكومة لمواجهة الأوضاع في فترة ما بعد الاستفتاء".

ومقابل هذه الخطوة السيادية كان البشير يعلن في حديث تلفزيوني مواقف لها علاقة بما بعد الانفصال. فالجنوب بالنسبة إليه "يعاني من مشاكل كثيرة ويفتقر إلى مقومات الدولة".

كما قدم الرئيس السوداني صورة عما سيكون عليه الوضع بعد الانفصال موضحا أن الجنوبيين المقيمين في الشمال سيعاملون كأجانب.

وقال إن "تقرير مصير السودان حق أعطي حصريا للمواطن الجنوبي، وإذا قرروا تقسيم السودان لدولتين وقيام دولة خاصة بهم ليس هناك من موجب لإقامتهم" في الشمال.

كما أكد أن الجنوبيين، الذين يشكلون نحو 20 % من الموظفين في الإدارات العامة وفي الجيش والقوات الأمنية سيستبدلون بآخرين من الشمال.

وكالات