عمّانيون يشكون من انتشار حاويات النفايات أمام منازلهم

زاد الاردن الاخباري -

الغد - تحولت المنطقة المقابلة لبيت رواء، وهي أم لثلاثة أطفال، الى مكرهة صحية، تتجمع في حاويتها النفايات على نحو مستمر ما يفاقم تعرضها وأبناءها لأخطار صحية، الى جانب ما يشكله تراكم القاذورات قريبا من الأحياء السكنية من أضرار بيئية عليها، وفق ما تؤكده دراسات مستقلة.

وتطالب رواء أمانة عمان الكبرى بـ"معالجة هذه المشكلة" التي تقول إنها حاولت مرارا وتكرارا الاتصال بالمؤسسة الخدمية الأكبر في المملكة، لحلها ولكن "لا حياة لمن تنادي".

ولا تقتصر هذه الشكاوى، على مناطق عمان الشرقية، بل تتجاوزه إلى مناطق عمان الغربية التي تعاني من المشكلة ذاتها، لعدم وجود أماكن خاصة بحاويات النفايات.

يقول عدنان ناصر، الذي يقطن في منطقة الرابية غرب عمان، إن "النفايات تتجمع أمام منزلي باستمرار نتيجة وضع حاوية النفايات على نحو خاطئ"، مضيفا أن "الحلول التي تقدمها الأمانة لمعالجة هذه المشكلة غير مجدية، ولا بد من حلول جذرية"، في العاصمة التي يتجاوز عدد حاويات النفايات فيها 13 ألفا، موزعة على مناطق العاصمة الـ 27.

وتصل مخرجات نفايات العاصمة إلى 1800 طن يوميا خلال فصل الشتاء، بينما ترتفع هذه المخرجات إلى 2200 طن يومياً خلال الصيف بسبب قدوم المغتربين والسياح إلى المملكة.

وتبلغ كمية النفايات المنزلية في المملكة 1.4 مليون طن سنويا، في حين تصل كمية النفايات الصناعية إلى 165 ألف طن سنويا، و1.6 مليون طن سنويا للنفايات الزراعية، وفق دراسة سابقة كان أعدها مكتب برنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) في الأردن، بينما تصل كلفة جمع النفايات في عمان الى 14 مليون دينار سنويا، يُحصل منها على فواتير الكهرباء زهاء 5.5 مليون دينار.

في المقابل، تنفذ الأمانة برامج عمل مكثفة لتعزيز أعمال النظافة والمحافظة على البيئة خلال الفترة من الأول من الشهر المقبل وحتى نهاية تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، ضمن خطتها السنوية للمحافظة على نظافة مدينة عمان خلال أشهر الصيف، حسبما أكدت. من جهته، يؤكد المدير التنفيذي للبيئة والنظافة في الأمانة المهندس زيدون النسور على أن وجود حاويات النفايات في الشوارع يأتي في إطار الخدمة العامة، وحكمها في ذلك حكم المناهل العامة، مشددا على أن "مجرد تواجد هذه الحاويات سيجعلها عرضة للامتلاء والتفريغ وهذا وضع طبيعي".

وعزا تزايد النفايات وتراكمها إلى الاكتظاظ السكاني في مناطق وصفها بـ"المغلقة"، وتعاني من عدم وجود إمكانية لتفريغ حمولة هذه الحاويات بسبب الكثافة السكانية، مطالبا في اتصال هاتفي مع "الغد" المواطنين تفريغ حاويات منازلهم على نحو منتظم وأوقات محددة، حتى يتسنى للأمانة تنظيم أوقات تفريغ الحاويات من هذه النفايات.

وردا على تساؤل إن كانت ستخصص أماكن لهذه النفايات، قال النسور إن "البنية التحتية تأسست في بعض الأماكن من دون تخطيط وهو ما لا يسمح بهذا الخيار"، فضلا عن عدم وجود أرصفة في بعض المناطق أيضاً، لافتا إلى أن سيارات تفريغ النفايات التابعة للأمانة باتت عاجزة عن دخول بعض المناطق بسبب الاكتظاظ السكاني الكبير وإغلاق مداخلها، فضلا عن توقيف السيارات في منطقة ممنوع الوقوف فيها. وبيّن النسور أن هذه المشكلة تنظيمية على مدى سنوات طويلة وحتى الآن لا توجد حلول جذرية لها، بيد أن ذلك يتطلب تعاوناً من قبل المواطنين في إخراج نفاياتهم من منازلهم ضمن أوقات محددة.