"الطب الشرعي" في الكرك: المحافظة تشهد زيادة في حالات الانتحار

زاد الاردن الاخباري -

شهدت محافظة الكرك خلال العام 2010 زيادة في أعداد حالات الانتحار قياسا إلى العام الماضي، في الوقت الذي استقرت حالات جرائم القتل الجنائي عند معدلات العام الماضي والتي نتجت عن المشاجرات الجماعية، وفق إحصائيات مركز الطب الشرعي في المحافظة.

وأشار رئيس مركز الطب الشرعي بإقليم الجنوب في مستشفى الكرك الحكومي الدكتور اعوض الطراونة أن محافظات الجنوب شهدت حتى نهاية العام الحالي وقوع 16 حالة انتحار منها 11 حالة في محافظة الكرك وحدها، بزيادة عن العام الماضي بنسبة 10 بالمائة، حيث شهدت 9 حالات انتحار فقط.

وبين أن حالات الانتحار توزعت على عدة أساليب؛ منها الشنق والحرق وتناول مادة سامة، إضافة إلى تناول عقاقير طبية، مشيرا إلى أن أربعة أشخاص توفوا بعد إدخالهم للمستشفيات ومحاولة إسعافهم في حين توفي البقية فور عملية الانتحار.

ولفت إلى أن المحافظة شهدت ثباتا في حالات القتل الجنائي، بمعدل 9 حالات قتل فقط خلال العام 2010 غالبيتها عن طريق الأعيرة النارية خلال المشاجرات الجماعية، مبينا أن 25 شخصا توفوا في حوادث سير مختلفة غالبيتها عن طريق الدهس الذي تعرض له أطفال في سن صغيرة.

وأشار إلى وفاة 9 أشخاص نصفهم من الأطفال في سن مبكرة نتيجة الصعقة الكهربائية الناجمة عن العبث بالأجهزة الكهربائية والأدوات الكهربائية المختلفة، إضافة إلى الإهمال العائلي.

وأوضح الدكتور الطراونة أن 15 شخصا توفوا بالمحافظة نتيجة الغرق في المياه، وخصوصا في البرك الزراعية التي كان غالبية الضحايا فيها من الأطفال في الأغوار الجنوبية.

وأشار إلى أنه أصبح لافتا الحالات الكثيرة من غرق الأطفال نتيجة الإهمال وعدم تسييج البرك الزراعية في الأغوار الجنوبية.

ولفت إلى القيام بالتوجيه أكثر من مرة للجهات الرسمية بإيلاء قضية البرك الزراعية المكشوفة اهتماما اكثر للحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا.

وشدد على ضرورة تعامل الجهات الرسمية مع هذه القضية بشكل مناسب حرصا على حياة المواطنين، وخصوصا الأطفال الذي يذهبون ضحية للإهمال في استخدام البرك وعدم توفير الحماية المناسبة.

وأشار إلى وفاة 14 شخصا نتيجة سقوطهم من أماكن مرتفعة وخصوصا من العمال أثناء العمل في المصانع والمعامل بسبب عدم التقيد بشروط السلامة العامة ما يشير الى انها شهدت زيادة خلال العام الحالي.

وأكد وفاة 5 أطفال من الرضع نتيجة اختناقهم بطرق مختلفة نتيجة الإرضاع الخاطئ أو النوم الخاطئ.

ولفت الدكتور الطراونة إلى أن مركز الطب الشرعي بإقليم الجنوب تعامل حتى نهاية العام الحالي مع زهاء 131 حالة وفاة غير طبيعية في مختلف مناطق محافظات الجنوب.

وفي إطار تحليل المعلومات، يقول مدير إذاعة صوت الكرك وأستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين إن التغيرات التي يشهدها الأردن وإقليم الجنوب خصوصا ومنها زيادة أعداد الفقراء كانعكاس لضعف التنمية في الإقليم وانكشاف الغطاء عن الشرائح الدنيا في المجتمع وتراجع فرص الحصول على العمل أدت إلى ظهور حالات تفكك اسري وغياب قيم التكافل.

ولفت إلى انه طرأ تصاعد بالإحساس الفردي ما يؤدي إلى ارتفاع نسب الاغتراب لدى بعض الإفراد وزيادة الجرأة على الانتحار وارتكاب الجرائم، خصوصا في مجتمع يشهد صراعا داميا في منظومة القيم التي توزعت بقسوة مع اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء كأحد مصاحبات حرية السوق وعملية الخصخصة.

hashal.adayleh@alghd.jo