شركات التامين ونهاية السنة المالية

يصيب التوتر والعصبية جميع موظفي الدائرة المالية في شركات التامين في شهر كانون الاول من كل سنة فهل هو ضعف في الاداء او توقع خسائر ليس بالبال او موضوع متعمد لتعديل بعض النتائج كالاحتياطي المحسوب لان حقوق العباد المتضررين من الحوادث يتوقف تسديدها بتوقف اصدار الشيكات التي هي بالاصل تتأخر لمدة لاتقل عن الشهر في اوقات اخرى في افضل الشركات وامام انظار ادارة التامين والاتحاد الاردني لشركات التامين وكأن الامر لا يعنيهم بشيء علما ان ذلك احد اسباب عدم الثقة بين الشركات والمواطنين ولم يتوقف الموضوع عند الحوادث بل يشمل عمولات وسطاء ووكلاء التأمين التي يتوقف دفعها بنفس الحجج الواهية وجمعية وسطاء التامين غائبة تماما عن هذا الشيء الذي هو من مهامها وهو حماية حقوق اعضائها ولاتستطيع التحدث به اصلا او مناقشته مع اي شركة مما ادى الى افلاس كثير من الوسطاء واغلاق سبل العيش امامهم لعدم القدرة على الايفاء بالتزاماتهم المالية في وقتها والوحيد الذي يدفع في وقته رواتب موظفي الشركات وكأن موضوع اصدار نتائج الشركات والميزانيات لايمت لهم بصلة علما ان رواتب بعضهم تصل الى ألاف الدنانير دون مراعاة لضمير او مخافة من الله
ان هذا الموضوع يتكرر سنويا دون ايجاد حل حقيقي له لان الشركات لاتريد دفع استحقاقاتها طمعا بفوائد اموالها في البنوك علما ان موضوع التدقيق الداخلي يتم على مدى السنة والتدقيق الخارجي يتم دوريا كل ثلاثة اشهر وتزود ادارة التامين واتحادها بها فلم يبقى اي مبرر لتاخير دفع حقوق الناس و جميع الشركات تشكو عدم ثقة المواطن بها وهم يتناسون ان تاخير الدفع بالاضافة الى التعامل الغير لائق مع المتضرر هو احد اهم سببين في ذلك والادارات تغض الطرف عنهما لذلك فانا ادعو ادارة التامين الزام الشركات بتحديد فترة لاتتجاوز الاسبوع بانهاء معاملة الحادث ودفعه فورا وتوفير العمولات للوسطاء لدفع التزاماتهم المالية حال طلبها وعلى جمعية الوسطاء ممثلة بأعضاء الهيئة الادارية ان تحدد مصيرها امام تغول الشركات عليها ووقوفها صامتة امام التجاوزات على اعضائها التي تحصل ان ارادت الاستمرار او الغاء الزامية الانتساب اليها لان هذا الموضوع ارى فيه مخالفة لايجوز الاستمرار بها كونها جمعية وليس نقابة مهنية كنقابة المهندسين والأطباء والمحامين متمنيا من ادارة التامين العمل به فورا دون تأجيل لنبدأ سنة جديدة مليئة بالحيوية والنشاط وزيادة الثقة بهذا القطاع الهام .
الكاتب المختص في شؤون التامين
المهندس رابح بكر