أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
خبير عسكري أردني يرجّح اقتحام رفح الاثنين أو الثلاثاء واشنطن: الجيش الروسي استخدم "سلاحاً كيميائياً" ضدّ القوات الأوكرانية غزة: خطر كبير يتهدد خزان بركة الشيخ رضوان بسبب تدفق المياه العادمة التعاون الاقتصادي والتنمية ترفع توقعاتها للنمو العالمي لعام 2024 الملك ينبه إلى العواقب الخطيرة للهجوم على رفح مستوطنون متطرفون يهاجمون تجمع عرب المليحات البدوي غرب أريحا "عمل الأعيان" تلتقي لجنة "العمل النيابية العراقية" ببغداد مذكرة تفاهم لتعزيز خدمات التجارة العربية البولندية الحنيفات :تغير المناخ وأمن الغذاء أبرز تحديات قطاع الزراعة تقرير أممي: حرب غزة أدت إلى تراجع التنمية البشرية في فلسطين 17 عاما بلاغ مرتقب بعطلة رسمية الشهر الحالي وزارة العمل:يحق للعامل الحصول على 14 يوم اجازة لأداء فريضة الحج الاحتلال يعتقل 8550 فلسطينيا في الضفة منذ 7 أكتوبر اليونيسف تحذر من "كارثة" حال هاجم الاحتلال رفح بلينكن: يستحيل وقف الحرب شمال "إسرائيل" ما دامت مستمرة بغزة تراجع قيمة مستوردات المملكة من الأدوات الآلية و الآلات الكهربائية الملك يعقد لقاء مع الرئيس الإيطالي ويؤكد ضرورة وقف الكارثة الإنسانية في غزة الحبس 3 سنوات بحق صاحب أسبقيات اعتدى على إمام مسجد بـ"موس" في الأردن أكثر من 80 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى صباح اليوم السقاف تزور حاضنة الاعمال البريطانية Plexal والإعلان عن اتفاقية ضمانة استثمارية مع كابيتال بنك
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام العمل التطوعي .. و الدوافع غير النبيلة

العمل التطوعي .. و الدوافع غير النبيلة

18-01-2010 03:08 PM

من حقنا جميعا أن ننظر إلى العاملين في ميادين العمل التطوعي المختلفة الخيرية و الشبابية و النسوية و المهنية و العمالية والاجتماعية و الدينية و الثقافية نظرة إيجابية تعتبر دوافعهم نبيلة و بناءة تهدف إلى تنمية مجتمعهم و تحقيق ذواتهم و الشعور بلذة العطاء و البذل التي وصفها الشهيد سيد قطب رحمه الله في آخر كتبه (أفراح الروح) فأبدع في وصفها، و تحدث عنها الإنجيل قائلا: \"جميل هو العطاء كما هو الأخذ\" و هو شعار أهدتني إياه مجموعة من الراهبات المصريات في دورة تدريبية جمعتني بهن في مدينة \"فايد\" بالإسماعيلية قبل عقدين.

و لكن هل هذه الصورة الناصعة الجميلة هي الوصف الحقيقي للدوافع الفعلية للعاملين في ميادين العمل التطوعي المختلفة في بلدان العالم الثالث و خصوصا أن مساءلات أمنية و ملاحقات ترتكب بحق هؤلاء النشطاء و بالذات في الاتحادات الطلابية و العمالية و الجمعيات الحقوقية لأن معظمهم ينطلق من إطار حزبي منظم و معارض للحكومات القائمة و يتخذ من هذه المؤسسات التطوعية واجهات قانونية للنشاطات المناوئة و التحشيد الحزبي؟!

في رأيي أنا أعتبر سعي الاتجاهات الحزبية للتغلغل في مؤسسات المجتمع المدني و الميادين التطوعية سعيا مشروعا، لأنني أفترض في المجتمع الحديث القائم على الحرية الفكرية و السياسية و التبادل السلمي للسلطة أنه مجتمع متحزب و مسيس كما هو الحال في معظم دول العالم الديمقراطي المتقدم التي كثيرا ما تسيطر أحزاب اليسار فيها على الاتحادات العمالية لتطبيق برامجها، شريطة أن لا يتم استغلال المال العام و المرافق العامة و الصلاحيات القانونية و الوظيفية استغلالا حزبيا فئويا ضيقا.

و نعود مرة أخرى إلى التساؤل: هل يوجد دوافع أخرى غير الدوافع النبيلة من بذل و عطاء و تحقيق بناء للذات و غير الدوافع المشروعة –في نظري- من فكرية و سياسية و مبدئية و إصلاحية؟ و أقصد بصراحة هل هناك دوافع غير نبيلة تدفع المتطوعين إلى بذل الجهد و الوقت و المال و التضحية بالتعرض للمساءلة و الملاحقة؟ و الجواب .. نعم هناك العديد من الدوافع غير النبيلة.

نعم .. هناك حب الذات و ليس تحقيق الذات و دون حب المجموعة و المؤسسة و المجتمع و الوطن، و الذي يترجم حبا للظهور و الشهرة و الزعامة و البريق الإعلامي، و لو على حساب المبدأ و المال العام و استخدام كل الإمكانيات و الصلاحيات للتلميع الصحفي و التلفزيوني و الجماهيري.

أيضا نعم .. هناك دافع الوصول إلى المنصب باعتبار مؤسسات العمل التطوعي مركب مضمون للوصول إلى شاطئ المناصب المرموقة أو الرافعة العملاقة لتحقيق الفوز بالانتخابات البرلمانية، و في هذه الحالة أيضا يكثر استخدام المال العام و الإمكانيات المخصصة لأهداف المؤسسة الطوعية في الوصول بسلام إلى الأهداف الشخصية أو الفئوية.

و كذلك نعم .. هناك دافع تحقيق المنفعة المادية على اختلاف أشكالها و تعدد درجات رمادية أو سواد فسادها و إفسادها، بدءا من استغلال المنصب و السلطات و الصلاحيات في تحقيق الثراء و انتهاء باستغلال ثقة الجمهور بالعمل التطوعي و العاملين فيه لتحقيق المكتسبات و عقد الصفقات و تحليل العمولات.

و أخيرا و ليس آخرا .. نعم .. هناك دافع غير نبيل و لكنه أقلها شأنا و أوسعها انتشارا و أكثرها وضاعة، و هو الذي يتمثل بقول النبي صلى الله عليه و سلم (يبيع دينه بعرض من الدنيا) قليل زائل، فهؤلاء المتطوعون غاية مقصودهم رحلات مجانية أو سفرات مع فريقهم التطوعي، ظاهرها العمل و الإنجاز و التضامن و العطاء و الإفادة و تبادل الخبرات، و باطنها السياحة و المتعة و تغيير الأجواء و الهروب من تبعات العمل و التلذذ بالولائم و أكل المياومات بغير حق، و قد ترى من هؤلاء المتطوعين من يقيم في سفره أكثر من إقامته في بلده و مؤسسته التي تطوع للعمل فيها و سافر باسمها و على نفقتها.

قد أتفق مع قارئ مقالتي هذه أو أختلف حول نسبة الدوافع النبيلة و غير النبيلة لدى العاملين في المؤسسات التطوعية في وطننا و أيهما أعم و أغلب، و كثيرا ما تختلط هذه الدوافع بشقيها لدى نفس الشخص أو نفس المجموعة التي تسيطر على المؤسسة التطوعية، لتؤكد لنا بأنه لنا الظاهر فقط و عليه نحاسب، أما الباطن و النوايا و الدوافع التي في الصدور فإن لها يوما قال عنه صاحبه : ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور* و حصل ما في الصدور* إن ربهم بهم يومئذ لخبير* ).


المهندس هشام خريسات
hishamkhraisat.gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع