لقد بدأت ظاهرة إدخال كلمات أجنبية في حديث عربي تزداد شرورها على ألسنة الجيل, ولكن ما الدوافع لاستخدام ألفاظ أجنبية ضمن سياق الحديث باللغة العربية .هل باتت اللغة عاجزة عن استيعاب أفكار هؤلاء الشباب أم أن شبابنا عاجز عن استيعاب اللغة واستخدامها بالشكل الأمثل .
اللغة العربية أوسع وأرحب مما نتصور فهي قادرة على استيعاب كل جديد وكل تطور علمي واجتماعي وبكل مجالات الحياة كما كانت سابقاً حين استوعبت كل الحضارات والتطورات وحضنت التاريخ وكانت خيـر لغة حين كرمها الله عز وجل وانزل القرآن باللغة العربية .
إن استعمال هذه الظاهره يدل على نقص بالشخصية ويحاول من يستخدمها التعويض من خلال التصنع البغيض عن هذا النقص في الشخصية، وهذا نوع من التجمل والكـذب عـلى الآخـرين وغالبا يتم توجيه الانتقادات لهؤلاء الفئه ويتم ايضاً النصح وزرع الثقة لديهم ومن نحببهم باللغة العربية الرائعة القادرة على استيعاب أفكارهم والمعاني المراد إيصالها للآخرين دون استعمال ألفاظ أجنبية.
للإعلام دور واسع ومميز لإعادة الرونق للغة العربية عن طريقة متابعة الفضائيات الملتزمة التي تبث برامج شاملة و تثقيفية وهناك بعد المحطات العربية الغير محصنة تلعب دوراً كبيراً في تعليم جيل الشباب الألفاظ الأجنبية حيث تشعر وأنت تشاهد هذه الفضائيات أنك غير قادر على التركيز في موضوع البرنامج وما هدفه لأن مقدمة البرنامج تتحدث بأكثر من لغة فرنسي على انكليزي على عربي فتارة تقول ( Bnjour ) وتارة أخره نعود بعد ( Break) وتارة تقول ( WOW ) تتحدث عدة لغات أكثر من اللغة العربية مع أنها فضائيات عربية هذا التصرف هو نوع من أنواع الثقافة الهابطة والدخيلة على المجتمع العربي من الأفضل إن تستخدم اللغة نقية من مثل هذه الألفاظ طالما أنها قادرة على التوعية سواء ً في الأسرة أو وسائل الأعلام أو المدرسة لأن الشعب الذي يعتز بلغته جدير بالاحترام .
اللغة العربية ليست عاجزة ولن تكون عاجزة في يوم من الأيام لكن القضية جدلية وليست وليدة العصر، ولكن نحن الآن أمام الغزو الإعلامي والتفجر المعرفي فأمر طبيعي أن تكون اللغة العربية المواكبة لكل المصطلحات العلمية المعاصر وهذا يتطلب أن تظل اللغة العربية يقظة لتواجه هذه اللغات والتحديات المعاصرة، وهي ليست مجرد وسيلة اتصال أو وعاء لنقل الأفكار والمعاني بقدر ما هي مكون ثقافي وحضاري من روافد الثقافة العربية، وبالتالي لا يعد الحفاظ عليها والدعوة إلي حمايتها ترفاًً فكرياً أو قضية شكلية إنما ضرورة قومية تتطلب تكاتف جميع الجهات المعنية لضمان الحفاظ علي هوية المجتمع وتوفير سياق صحي يساعد هذه اللغة الحية علي النمو والتطور تلقائياً لاستيعاب المستحدثات دون قطع صلتها بالتراث، فلا بد من تمكين اللغة العربية وتخليصها مما يعيق انتشارها بالشكل الأمثل، لأن اللغة هي أحد أهم الروابط بين أبناء الأمة العربية فكم جميل أن نقول تحية الصباح ( أسعد الله صباحكم ) أو ( السلام عليكم ) وعند الوداع ( إلى اللقاء أو بأمان الله ) فلغتنا العربية بحر واسع وفضاء لا ينتهي وهي لغة القرآن الكريم وكفى ذلك برهانا.
خـلـيـل فـائـق الـقـروم
Kfg_81@yahoo.com