تحقيق بكتاب مدرسي يجعل اسرائيل صاحب الأحقية بفلسطين

تحقيق بكتاب مدرسي يجعل اسرائيل صاحب الأحقية بفلسطين

زاد الاردن الاخباري -

أكدت وزارة التربية والتعليم أنها تتابع من كثب ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الالكترونية عن قيام احد المدارس الخاصة بتدريس منهاج اجنبي رسخ في احد دروسه "أن الكيان الصهيوني هو صاحب الاحقية بفلسطين".

وقال الناطق الاعلامي لوزارة التربية والتعليم وليد الجلاد إن الوزارة لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يقومون بذلك، مطالبا تلك الجهات بتزويد الوزارة باسم الكتاب وبالمدرسة التي قيل إنها تقوم بتدريسه.

وتابع الجلاد أن أي كتاب أو منهاج تعليمي قبل البدء بتدريسه، سواء كانت مدارس خاصة أم حكومية، لا بد ان يعرض على لجنة في التربية والتعليم يتم الاقرار بتدريسه إلا إذا توافق مع فلسفة التربية والتعليم ذات المبادئ والاسس الواضحة.

ودعا الجلاد وسائل الإعلام الى توخي الدقة في نقل الأخبار، مطالبا إياها بإعطاء الوزارة معلومات كاملة عن المدرسة والكتاب لتقوم بمتابعة الموضوع.

ورجح الجلاد ان الصورة التي نشرت لصفحة عن كتاب هي لإحدى النشرات الالكترونية او لمجلة الكترونية غير معروف من يقوم بإصدارها؛ نظرا لوجود رابط الكتروني اسفل الصورة، "وهذا لا يتفق مع الكتب المدرسية المتداولة".

وأكد الجلاد أن الوزارة لن تتهاون في الموضوع، مؤكدا جدية متابعتها للقضية، ولكن وفق معلومات مؤكدة وصحيحة.

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي نشرت صورة قالت إنها لكتاب مدرسي يدرس في إحدى المدارس الخاصة التي تدرس المناهج الأجنبية لطلبة الصف السابع في عمان، وقد رسّخ في احد دروسه أن الكيان الصهيوني المحتل "هو صاحب الأحقية في فلسطين"؛ ما يختزل فلسطين التاريخية بجذورها وعمقها الى مجرد كنتونات وفق الرؤية الصهيونية، واصفا فلسطين بـ"الغرفة"، وأنها قابلة للقسمة بين أصحابها العرب الأصليين، والصهاينة المستوطنين، وذلك بأسلوب صهيوني بحت لترسيخ المفاهيم التوراتية الصهيونية في أذهان الطلاب الأردنيين.

نقابة المدارس الخاصة قالت إن "ما تم تداوله هو من صميم عمل وزارة التربية والتعليم، ولا علاقة للنقابة به"، منتقدة ما وصفته بـ"تركيز" الوزارة على مسائل جانبية، وتركها لأمور اساسية في العمل التربوي مثل المناهج والكتب المدرسة.

وقال نقيب المدارس الخاصة منذر الصوراني ان "النقابة تتابع الموضوع، لكنها لا تمتلك وسائل لمعاقبة المدارس؛ لأن مهمتها هي الدفاع عن المدارس، ومتابعة اوضاعها".

الى ذلك، أكدت مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم أن "جميع الكتب والمناهج الدراسية في المدارس تخضع قبل إقرارها للجنة تربوية خاصة، تعمل على قراءة الكتاب جيدا قبل اعتماده للتدريس".

وأضافت المصادر ان "اللجنة تكون مشكلة من ثلاثة تربويين لا يعرفون بعضهم البعض، حيث يقوم كل واحد من هؤلاء بكتابة تقرير منفصل حول محتوى الكتاب، وتجمع هذه التقارير عند رئيس قسم المناهج، وهو الشخص الرابع في اللجنة التي توافق او ترفض الكتاب".

وأشارت المصادر إلى أن جميع الكتب، حتى تلك التي يتم اعتمادها لتكون داخل المكتبات المدرسة تراقب ويتم التوافق عليها، والقضية برمتها تخضع لضمير اللجنة، مستدركة بأن "المشكلة تبرز احيانا في المواد الإضافية التي تكون الرقابة عليها أقل من المنهاج المعتمد".

يذكر هذا الدرس الذي التقط صورته ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أثار استهجان وغضب الكثيرين الذين طالبوا وزارة التربية والتعليم، ووزيرها الدكتور محمد الذنيبات، بفرض سلطتهم الرقابية والاشرافية على تلك المدارس، وعدم تحجيم دور الوزارة فقط في مسائل الثانوية العامة.

وأشار الناشطون الى أن "هذه المدارس تستغل الغياب التام لرقابة وزارة التربية عليها، فأخذت بتدريس كل ما هو مخالف لثوابتنا الأردنية العربية، ومسمم لعقول طلابنا، ولا إجراء رادعا بحقهم وبحق من يمتلكونها".

ويعرض الناشطون فقرة لما احتونه الصفحة، وتقول: "هل شاهدت عرضا تلفزيونيا يعرض اناسا يتشاركون في غرفة، ويتقاتلون ولاحقا او بعدها يرسمون خطا في ارضيتها (الجدار)، وعادة يتجادلون بأعدل الطرق والوسائل لتقاسم الغرفة. الآن فكر ماذا يحدث عندما تريد مجموعتان ثقافيتان بناء أمة على نفس الارض. هذا هو الوضع القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

من جانبه، دعا رئيس لجنة فلسطين النيابية يحيى السعود وزارة التربية والتعليم الى التحقيق من صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، "احتوت على مغالطات تاريخية، وتزييف لقضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي".

وشدد على ضرورة محاسبة المدرسة في حال ثبوت صحة ما تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي لمنهاج الصف السابع في احدى المدارس الخاصة.

وقال السعود إنه وفي ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، وفي ظل استمرار السياسية الاستيطانية، ومصادرة الاراضي، وانتهاك المقدسات، فإنه لا يمكن التسامح مع اي ترويج للاحتلال الاسرائيلي وسياساته.

وشدد على ضرورة غرس وترسيخ ان "اسرائيل" تحتل اراضي عربية، وتمارس سياسة ارهاب الدولة ضد الشعب الفلسطيني، وترفض اعادة الحق الى اصحابه، وتنتهك المقدسات الاسلامية والمسيحية.

السبيل