أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة خبير: معرفة المقاومة بتحركات القوات الإسرائيلية مثيرة للتساؤلات. بن غفير: نتنياهو ينتهج سياسة خاطئة.
250 مقاتلاً يدخلون المدينة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام 250 مقاتلاً يدخلون المدينة

250 مقاتلاً يدخلون المدينة

02-01-2016 04:01 PM

ـ مرت علينا أيام صعبة جدأ.
قالت وهي تلف شالها الأسود حول رأسها، الذي بانت من تحته، خصلات غزاها شيب كثيف أطاح بأخر شعرات كان لها لون أسود.
_ بين اللحظة والثانية، كنا ننتظر بخوف دخول عناصر مسلحة إلى مدينتنا..لا نعلم الى أي جهة تتبع.
بعد خروج الجيش الأمريكي من المدينة، حلت بعدها قوات مدربة تابعة للحكومة، لم نهنأ بشعور الراحة والسلام بعدها.. إنفلات أمني وحواجز، يقتل عليها الناس على الهوية، وشبه حصار عشناه، أقسى من سنوات الحصار الاقتصادي الذي عانينا منه بعد اجتياح العراق للكويت.
تعودنا على نقص المؤن ونقص الوقود، وسلطة تتحكم بالمدينة واهلها، رسخت المذهبية والطائفية، وبالرغم من كل ذلك كان جارنا المسيحي لا يزال يخرج كل يوم ليروي أشجار حديقته ونباتاته التي انتشرت فوق الأسوار، وفي الطرف الآخر من الشارع كان لي جار آخر لم اعرف ديانته ولا طائفته.. فنحن في خضم التردي الذي عشناه جميعاً لسنين طويلة لم يعد مهماً أن نكترث، للطائفة او الدين، فكما يقول المثل: كلنا كنا في الهم سواء .
بيوتنا واعمالنا.. وتربية اولادنا ومشاغل الحياة كانت تبعدنا عن الخوض في مسائل لن تزيد حياتنا الا شقاءً فوق شقاءً، تدرجنا في أهمية ما حولنا من بيوت وممتلكات لتنحصر في آخر المطاف بحفظ الأرواح والنجاة باطفالنا احياء من تحت الردم عل الله يرزقهم حياة أخرى افضل من حياتنا.. ومع هذا الضيق في الامنيات والتوقعات، كانت كل يوم تضيق في افقنا الأماني ويحتل اليأس والاحباط عالمنا واحلامنا المتلاشية.
لن انس، ذلك الصباح عندما هممت بالخروج من بيتي الى عملي في مركز الأمومة والطفولة.
رجال بعضهم ملثم، يرتدون قمصان طويلة مرسلين شعورهم ولحاهم مدججين بالأسلحة وعلى خصر كل منهم حزام ناسف مستعد لتفجيره لأي سبب يثير الشك أو الريبة حوله،يتحدثون بكل اللغات.
_ يا حرمة.. يا حرمة..
عرفت أنه يناديني وانه يقصدني بالذات..بعد أن تلفت حولي فلم اجد سيدة غيري.
_عود إلى بيتك في الحال، واستري نفسك، ولا تخرجي إلا مع محرم.
اقترب مني وهو غاضاً بصره، يناولني ورقة فيها تعليمات، وقائمة ممنوعات ومحرمات، علينا الالتزام بها.
انتابتي قشعريرة من رأسي حتى أخمص قدمي.. وبيدي المرتجفة مسكت الورقة وبسرعة نظرت لمحتواها، ثم عدت مسرعة الى البيت.
أيام صعبة ومتواترة،مرت على مدينتنا التي يحكمها الآن، أمير، وقاضي جديد، يحكم بالشريعة بين الناس، ومحتسب يراقب الأسواق والبيع والشراء، وشؤون المدينة، صغيرها، وكبيرها، ملتزمون بكل المحاذير التي فرضت على الجميع سواسية، حتى نسلم من العقاب الشديد والوعيد المنفذ علينا كل حسب احكام الدولة الشرعية، التي اخذت مواقعها في آماكن متعددة حول مدينتنا وفي آقاليم قريبة.
ايام مرت ونحن ملتزمون بيتنا لا نخرج إلا للضرورة وبلباسنا الشرعي وبصحبة أحد من إخوتي البالغين.

هذا ما حدث لمدينتنا ولسكانها الذين عانوا الكثير من الاحتلال الأمريكي، ثم من الحكومات الفاسدة التي تخلت عنا وعن مدينتنا، وتركنا العالم المتبجح بحقوق الإنسان، لصراع الجماعات المسلحة والميلشيات الطائفية، نقع بين هذا وهذا، ونتقلب كما يقلبون رغيف الخبز بين يد طامعة، الى يد قاسية حتى انتهينا بفراغ سياسي وعسكري مكن مجموعة من المسلحين وأميرهم، ان يستولون على مدينة بأكملها في غضون ساعات، يفرضون أحكامهم على المدنيين بقبضة قوية، رضخ الأغلبية لها من غير حول ولا قوة.

عبر متابعة الأخبار، كنا نبحث عن مرجعية هذه القوة الضاربة التي تحكمنا الآن، وكان السؤال المحير الذي لا يزال قائماً في فكر كل ذي عقل يبحث عن أجوبة منطقية: كيف استطاع رتل عسكري لا يزيد عدده عن 250 عنصراً، من الإستيلاء على مدينة كان من المفروض ان تكون محصنة بقوات حكومية. تركت كل معداتها وعتادها وخرجت هاربة أمام هذا العدد القليل من المسلحين؟
وقائع واحداث كثيرة تحتاج لمجلدات لسردها.. انظمة، قوانين، عقوبات، محاكم، ونظام حاكمي جديد رضخنا له، يبلغنا في كل يوم تعليمة، أو فتوى جديدة نظمت الحياة حولنا بصورة لم نكن نتوقعها أن تكون بهذا الشكل الجاد والصارم.

مضى اكثر من عام ونحن على هذا الحال.. لا نعلم ما هي التغيرات التي تحدث حولنا، حتى وصلنا الى،ذلك اليوم الذي بدأت فيه الطائرات الحربية تحلق فوق المدينة بطلعات مكثفة.لا نعلم ما هي الأهداف التي كانت تختارها بحجة القضاء على القوة الجديدة التي تحكمنا الان.
قذائف تلقى هنا وهناك بقوة وعنف شديدين.. وبعد كل غارة كانت المجموعة واميرهم يخرجون باستعراض قوة عبر المدينة ليثبتوا للناس انهم لا يزالون موجودين.
كل هذه الطلعات الجوية وقذائف بالمليارات لم تصبهم وهم لا يتعدون ال250 عنصراً.
العالم من حولنا قائم مضطرب .. وانفجارات تهز اوروبا، وأشلاء ودماء باتت منظراً مألوفأ لأطفالنا تردم فوق اجسادهم الغضة اسقف المدارس والبيوت والمساكن.. بحجة استهداف 250 مسلح في المدينة.

بالامس كان تحالف حكومي. عربي أمريكي، واليوم تنظم فرنسا وروسيا الحاقدة وتركيا المتعثمنه، لتحالف جديد، وبكل ترساناته العسكرية يتفق عالمياً، على اخراج تلك القوة من مدينتنا، بخطة زمنية لا تتجاوز الثلاثة أشهر، مسندة بقوى عالمية عظمى، تم فيها اتخاذ قرار إبادتهم عن بكرة أبيهم، وتلقين العالم بأسره، درساً _ أقوياء كنتم أوضعفاء_ بعدم التفكير في تحدي هذا الوجود. المهيمن على العالم.. شرقيه وغربيه.

سقط شالها الأسود من جديد، وعيناها اغرورقتا بالدمع والأسى.
_ هذة الجولة من القصف والدمار لم ينج منا أحداً. الغارت كانت شديدة حارقة، استخدموا بها أعتى أنواع اسلحتهم الغير مجربة والجديدة،فتكت بنا دون رحمة.
دمار شامل حل بمدينتي لم يترك بشر ولا حجر، طير أو شجر ،مشافي مدارس، بيوت، محاكم اسواق، سويت بالارض، لا يفرقون بين عسكري ومدني، ضعيف أو قوي، مع السلطة الجديدة او ضدها .

مضت المدة الزمنية التي اتفق عليها العالم لاخراج ال250 مقاتل. وزادت فوقها ايام.. والطائرات لا تزال تدمر البيت والسهل والجبل...ولا يزال ال250 مقاتلا" يخرجون بعد كل هجوم عنيف.في استعراض لقوتهم من جديد.
ولا يزال المواطن العربي في كل مكان، لا يعلم من يمولهم أو لأي جهة يتبعون.
لا احد في الحقيقة، يعلم حقيقتهم بالقطع، فالتقولات كثيرة، لكن الحقيقة التي بانت وترسخت أننا نحن المقصودين، شعوبا" عربية، حكم عليها بالإبادات الجماعية لأسباب كثيرة، توجب علينا الكثير من قرأءة التاريخ والإعتبار منه، إذا اردنا النجاة، وكتب الله لنا الحياة.
التوقيع :مدينة تبحث عن الحقيقة.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع