أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن
أرقام تتغير ولا نتغير
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام أرقام تتغير ولا نتغير

أرقام تتغير ولا نتغير

01-01-2016 11:17 PM

عام مثل كل الأعوام يرحل ، يمضي ويقضي ، نشيعه في جنازة مهيبة يشارك فيها ملايين العرب ، لنستقبل عاما آخر جديد ، قد لا يختلف عن ما سبق من اعوام ، نحاول أن نزهو به ونرغمه أن يزهو بنا ، نكتب له القصيدة ونغني له ونحكي له الحكايات ، نزرع على جنباته الورد وننثر في هوائه العطر وترفرف له الرايات ، ونرفع الأكف الى السماء داعين متمنين متضرعين ، علّه يكون عاما خالٍ من الاوجاع والآهات ، ولكن هيهات هيهات .
تمضي الأيام عاما بعد عام ، ونعدّ تلك الأيام مع تقلبات الليل والنهار ، ومع شروق الشمس وغروبها ، وتحولات الفصول الأربعة ، وإن كانت تلك الفصول قد اقتصرت في منطقتنا على فصل واحد لا غير ، ألا وهو فصل صيف يتسم بحرارته وعنفه وجبروته ، يشِبّ الأطفال ويشيخ الشباب ويفنى الشيوخ ، وما زال لا فرق في اعوامنا بين الألفية الأولى والثانية ، فكلها مجرد ارقام تتغير ولا نتغير .
في كل عام نجدد الآمال والطموحات ، وننتظر بفارغ الصبر ، اياما جديدة قادمة محمولة على أكف عام جديد ، تكون اكثر إشراقا وبهجة واكثر استقرارا ، فقط ننتظر القادم المجهول من السماء ، نردد مفردات الأمل والتفاؤل والتمني تارة ، وايضا مفردات التشاؤم التي تلازمنا منذ ولادتنا تارة أخرى ، دون أن نحرك ساكنا لنصنع من العام مجدا لنا وعزا وفخرا ، ونرغمه أن يكون غير كل الأعوام ، عاما نعيد فيه كتابة التاريخ ورسم الجغرافيا العربية ، وما أن يحل آخر يوم من العام ، حتى نكتشف أن شيئا فيه لم يتغير ، وأن الآمال لم تتحقق ، والطموحات ما زالت تراوح مكانها وستبقى ، وانه مجرد عام مثل كل ما سبق من الأعوام .
اختلالات تفاقمت وتحديات جسام برزت ، واستمرار التباطؤ في كل مجالات الحياة تحيط بنا من كل جانب ، فلا انظمة قادرة على حماية اوطانها وشعوبها ، ولا حكومات تعمل من اجل انسانية مواطنيها وتوفير ادنى مقومات عيش كريم لهم ، ولا شعوبا قادرة على العيش بأمن وسلام في اوطانها ، ولا هي قادرة حتى أن تعمل على تفعيل العقل القابع في الرؤوس بلا فائدة مرجوة ، ولا سياسة تحفظ لنا سيادتنا العربية ، ولا اقتصادا يؤمن حياة الأجيال القادمة ، وحتى موتنا قد جعلوه موتا مهينا ذليلا وبلا كرامة ، نموت قصفا وقتلا وتعذيبا وغدرا ، نموت فقط لأنهم يريدون لنا أن نموت ، حتى اصبحت حياة الانسان العربي حكاية قصيرة ، كلها ضرّاء ولا سرّاء فيها ، انه فقط يولد ثم يموت ، وما زلنا نعيش خيبة تلو خيبة وانتكاسة وراء انتكاسة ، ولا نتعلم من مرارة واوجاع أعوام وأعوام قد مرّت وانقضت .
ننشد عاما يُطل علينا برأسه خالٍ من دموع الاطفال ونحيب النساء وقهر الرجال ، ويكون فيه التفاؤل زادنا وديدننا ، ننشد عاما نفرض فيه هيبتنا العربية بكل اقتدار ، او عاما لا يغزونا فيه مستعمر على اقل تقدير ، عاما يخلو من المفاجآت الدرامية الدموية اليومية ، ولا يكون فيه العرب محزونين مهمومين مذمومين مدحورين ، ولا ينهش القلق والخوف قلوبهم وارواحهم ، ولا تملأ الهموم عقولهم وتحدّ من تفكيرهم ، ننشد عاما لا يكون فيه ضنك العيش ومرارة الوجع واللهاث وراء لقمة الخبز أولى أولوياتنا وفقط ، ننشد عاما نشعر فيه بقيمتنا وآدميتنا وانسانيتنا وهيبتنا وكرامتنا ، عاما نشيّد فيه صرحا عملاقا نسميه البيت العربي ، نحج اليه ونعتكف فيه ونطوف حوله ، تاركين الحج الى البيتين الأبيض والأحمر ، ننشد عاما لانكون فيه قوم تُبّع ، ولا علاقة لنا بحرب باردة او ساخنة ، ننشد عاما نزرع فيه شجرة إن تساقطت اوراقها في الخريف نمت وتجددت في الربيع ، عاما نفاخر فيه الدنيا باسلامنا وعروبتنا ، نرتقي فيه بوعينا لنوقف هذا العبث الدامي بِ إنسانيتنا واوطاننا ، ننشد عاما ننتزع فيه افراحنا من بين الآلام والجراح ، ونحقق انتصراتنا من اعماق قلوبهم ، وبقدر ما ننجز في الحياة ، تكون الحياة جميلة رائعة ، وغير ذلك فاننا بانتظار أن يصدروا لنا شهادة وفاتنا ، ويحق لكل عربي أن يردد المقولة المشهورة لذاك المواطن التونسي ، حين قال إبان ثورتهم ( هرمنا ) ، وسلام على العرب يوم ولدوا ويوم يموتوا ويوم يبعثوا ...





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع