زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - تلك الطفلة ، التي لم تشفع لها براءتها ، أن تتلقى ضربات عنيفة من والديها ، ولم تشفع لها دموعها من أعقاب "السجائر" ، التي ملأت جسدها الغضّ ، واليوم هي في المستشفى ، ضحية جديدة للعنف الأسري، كالطائر الذي كُسر جناحه من هول الأعاصير.
ألعابها ، متراكمة على سريرها في المستشفى حيث تتواجد ، أمام صمت عائلتها ، ودموع من حولها ، على جسد انهكها الضرب والتعذيب ، فخالها ، خرج عن صمته عبر أثير إذاعة "حياة أف أم" ، يبكي ابنة شقيقته الطفلة ، عندما سمع صراخها ، فوجد تلك الطفلة تفترش الأرض ، أمام جسدها الهزيل الذي لم يقو على الحراك ، بعد ضربات أودت ببراءة وابتسامة الطفلة ، والتي تلقتها من والدها.
وقفة مع الضمير ، ووقفة مع الذات ، أمام مقطع الفيديو ، الذي يعتبر رسالة لهؤلاء الذين تغيبوا عن الضمائر الحية ، فما اصعب أن تجعل فلذة كبدك ، كجماد تدوسه ، دون رحمة ، أو إنسانية ، وعبراته - دموعه - لا تعني لك شيئا.
أنباء صحافية ، أكدت ان الأب يعاني من أمراض نفسية ، لكن أين والدتها ، وأين من حولها عن قصص التعذيب ، الذي صيّرت جسدها الغضّ ، إلى جسد متهالك يصعب رؤيته ، نتيجة لألم المشاهد ، وصعوبة عيون الأطفال التي اغرورقت عيونهم ألما على الطفلة .
القصة القاسية ، ألهمت فريق إذاعة "حياة أف أم" ، لتصويرها ، لتكون رسالة واضحة ، بالرغم من قساوة المشاهد ، إلا أنه من الأجدر أن يتم نقلها لتكون "عبرة لمن لا يعتبر" ، من منطلق رسالتها المجتمعية في ان تكون منبرا للحق .