زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني- من رحم المعاناة تولد الإنجازات ، ومن رحم الإبداع ، يولد التميز ، ومع كل إشعاع شمس أصيل يبدأ الشاب محمد الغزاوي بالتوجه إلى عمله حيث يعمل "عامل كازية" في منطقة صويلح ، أمام طموح ، وإبداعات مدفونة ، في الفن والتمثيل ، وما أن يحمل خرطوم البنزين كأنه يحمل جبلا من الحزن والألم ، ليس لأنه "يخجل من عمله" ، بل لأن لديه كنز دفين في المواهب والخبرات ، لكن فقير وشحيح في تبني ما لديه .
ذلك الشاب - 24 عاما- ، استطاع أن يخطو خطوات ثابتة في النجاح ، وان يترك بصمة واضحة في الأعمال الذي قام بها، واستطاع أن يكون فارسا لخيل المواهب بجدارة ، ولم يثنه فقره عن التقدم والسير قدما نحو سلم الإرادة ، بل صيّر من الطموح سلما ليكون شابا متميزا وكان له ما أراد ، علما أنه تخرج من كليه الخوارزمي تخصص سينما وتلفزيون وحصل على معدل ( 75 ) الثاني على دفعته.
الشاب الغزاوي ، أردني من أصول "غزاوية" ، ابتلاه القدر ليكون يتيما ، لكنه شامخ ، وقد وظّف ما لديه من قدرات لبناء قصر من الإنجازات ، ليحصل على عدد من الجوائز والشهادات التقديرية – مرفقة آخر الخبر - ، حيث ترشح للفوز بلقب سفير الشباب الاردني عام 2011 في السودان.
قدّم العديد من الاعمال الفنية ، وتميّز ، وأبدع، وأتقن ، سواء في المسرح، التلفزيون ، او "الكاميرا الخفية"، عدا عن الافلام، وقد حصل على تكريم من سمو الاميرة عالية بنت الحسين عن برنامج "الدموع البريئة " أمام دموع حسرته على ذاته الذي لم يجدها في الأردن ، وتكريم من سمو الاميرة ريم العلي لمشاركته في فيلم "رجال في مهمة"، فهو الرجل الذي كان على قدر عزمه في تحقيق طموحه.
شهادات تميّز ، وشهادات خبرة ، ومسرحيات "غنية" ، وقضايا هامة ، ورسائل توعوية ثقيلة، وإرادة شاب طموح أمام تحديات القدر ، وتفاؤل لا حدود له وسط غياب المؤسسات والجهات المعنية ، كلها انصهرت في بوتقة الشاب "المحروم" ، في وطن يشجع باستمرار على النخب والإبداع، كما أراد جلالة الملك – حفظه الله – ووصفهم بأنهم "شباب التغيير".
تحصّن محمد الغزاوي ، بموهبته في التمثيل ، ولم يثنه اليأس عن تحقيق ذاته بل سعى من خلال ثقته بنفسه التي لم تخذله أمام جمهوره والكاميرات، فيبدأ التصفيق له من كل حدب وصوب إعجابا بآدائه ، وأحاسيسه.
رسائل واقعية ، قدمها في أعماله المسرحية ، تحاكي الواقع ، بمهنية عالية ، وأمام ذهول من حوله على إبداعاته ، بالرغم من خبرته المتواضعة ، حيث لعب دورا في مسلسل "زين" مع النجمة الأردنية صبا مبارك، حيث حقق العمل مشاهدة عربية واسعة بعد عرضه على قناتي "إم بي سي" و"أبو ظبي".
نهاية حلم محمد الغزاوي لم تأت بعد ، وما زال في "محطة البنزين" ، يلملم احلامه المتبعثرة في سبيل لقمة عيش كريم ، وما زال ينظر إلى أن حاله كحال العديد من الشباب الذين تراكمت أحلامهم وذهبت هباء منثورا.
وزارة الثقافة، نقابة الفنانين ، وجهات أخرى ، يقع عليها عاتقة بناء جدران استنادي لمحمد الغزاوي ، فالقدر ابتلاه ، بصفعة الزمن ، وبدأ غبار اليأس يكتنف ملامحه ، ولا يجد سوى مركبات أمامه ، وخزانات الوقود ، وأشعة شمس ضالة وجدت مكانها في جبينه ، ففي الفجر يقود أحلامه ، وموهبته ، يضعهما في فكره ، ليبدأ عمله وفي عينيه قصة كفاح ، وموهبة لم تجد حضنا لها ، ويبقى الحلم "ضبابيا".