زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - تم الاتفاق بين الطرفين على مراسم الخطوبة ، وإتمام الامور "على خير" ، فمهرها يساوي 9 آلاف دينار ، (5) للمعجّل ، و(4) للمؤخر ، وبدت ليلى - اسم وهمي - بأبهى مظهر ، فالعريس مناسب بالنسبة لها ، فهو يعمل في مؤسسة حكومية ، وراتبه مريح ، كما ان عائلته يشهد لها بالإلتزام والاخلاق والإحترام .
ليلى تلقت التهاني والمباركات ، من عائلتها وأصدقائها ، وكانت الفرحة بادية على ابتسامتها ، فمرت أيام ، وخلالها تم فحص "الثلاسيميا" وكانت الأمور تمشي على كا يرام .
والدتها ، بدأت تقبل ابنتها الصغرى ، وقالت لها " خلص راح تتركينا لازم نشبع منك ، بدك تروحي تسكني بإربد ، هذه الجمله جعلت ليلى تحتضن والدتها بدموع الفرحة المغموسة بالألم على فراق بيت أهلها.
العريس "سعيد" بزوجة المستقبل ، وكان يهيم عاى وجهه كلما تذكر سامها ، علما ان زوج اخت ليلى هو السبب في هذا "النصيب" ، فصحبته بهذا الشاب منذ فترة ليست بوجيزة امتدت لـ(5) سنوات ، ويعلم أخلاقه وسلوكياته ، الأمر الذي شجع عائلة ليلى على قبوله .
أسبوع والفرحة تعمّ أركان المنزل ، والهواتف ما زالت "ترن "على والد ووالدة لليلى للمباركة ، وبدأت أحلام الفتاة التي لم يتجاوز عمرها (20) عاما تطفو في مخيلتها ، ماذا سترتدي في الخطبة؟! ، وما الصالون الذي ستعتمده؟ ، ومن هم المعازيم؟ ، وكيف سيكون شعورها؟ .
وفجأة وقبل "كتب الكتاب" بيوم ، يبدأ حلم ليلى بالتبدد ، من خلال اتصال هاتفي تلقاه والدها من والد العريس ، وقال له : بدي اكون معك صريح ، انتو جماعة أوادم ، ومش حلو الواحد يضحك عليكو ,,, فرد والد ليلى : خير شو فيه خوفتني يا زلمة ,, فقال له : ولدي يعاني من بداية صرع بس شوية وقت وبطيب ان شالله ,,, وهنا كانت الصاعقة ، العريس يعاني من "صرع" ...
توجه وال ليلى للمنزل ، وكأن منزعجا حيال الأمر ، فابنته الصغيرة ، قالت لوالدها قبل أن يخرج لعمله : بابا خلينا نروح رحلة حابة أشبع منكم قبل ما اتزوج ، أخبرها أخيرا ..
وكانت ردة فعل والدتها أكثر من ليلى ، فليلى من هول الصدمة بقيت "صامته" ، ولكن يبدو ان قلبها ينزف ألما ، فهذا العريس كانت تتمنى مواصفاته ، فهو حلمها ، وبالرغم من قصر مدة التعارف إلا انهما كانا قد اعتادا على بعضهما ، لكن كل واحد منهما ذهب "بحاله" ، وليلي تبدد حلمها ، وبات العريس "يندب حظّه" ففتاة احلامه كانت سرابا وانتهى .