أصبح معروفا ان الأمن لم يعد محصوراً بجانب واحد من جوانب الحياة الانسانية كما يقال مثلاً "الأمن الغذائي" .
وانما أصبح مفهوماً شاملاً تنضوي تحت مظلته كافة الجوانب التي تشكل أساس الحاجات الاساسية الانسانية ، ابتداءاً من الحاجة الأكثر إلحاحاً وهي الغذاء الى الحاجات الثقافية....الخ.
وبالرجوع إلى سلم الحاجات والاولويات الإنسانية فان الإحساس بالأمن يأتي بالمرتبة الثانية بعد الحاجات الغذائية وبدونها لا يستطيع الإنسان الارتقاءالى الأنواع الأخرى من عناصر الامن الشامل والاسهام في تطويرمنظومة الحضارة الانسانية.
ومن الملاحظ أن البشرية في القرن الواحد والعشرين أصبحت تعاني من الإحباط والخوف أمام إشكالية تداعي الإحساس بالأمن وسيادة التخوف الامني من الحيط البيئي بمختلف مكوناته ، ونحن هنا في الأردن حكومة وشعباً ومؤسسات وأنظمة تعليمية وتربوية و نظم قيمية نحتاج إلى إعادة ترتيب أولوياتنا حول تداعيات الاحساس بالأمن الشامل وذلك خارج إطار معايير الغير معتمدين بذلك على معايير القيم الأردنية العربية.
فان لكل امة من امم العالم خصوصيتها ومميزاتها وتراثها والضوابط الاجتماعية التي تحكم سلوكها ابتداءاً من الأسرة ومروراً بالتربية والتعليم والمؤسسات الدينية وصولاُ إلى الثقافة التي تنتمي إليها الأمة ذاتها،وهذا يضعنا أمام إشكالية تستحق البحث والدراسة وهي ظاهرة العنف المجتمعي والفكر المتطرف الذي اصبح يستوطن منطقتنا العربية .
وهل هي خروج عن القيم الموروثة أم وليدة الظروف العالمية والشعور بعدم الاحساس بالامن وتغول الآخر بعيداً عن نظرية المؤامرة.