أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
النجار: الشباب جزء محوري بتطوير المشروع الثقافي الأردني. الوحدات يفوز على شباب الأردن في دوري المحترفين تمويل فرنسي لخط كهرباء يربط المغرب بالصحراء الغربية. لابيد: الجيش الإسرائيلي لم يعد لديه ما يكفي من الجنود. اغتيال القيادي (مصعب خلف) في غارة جوية. رصد 3 صواريخ جنوب غربي المخا باليمن. وفاة طفل غرقاً في منطقة العالوك بمحافظة الزرقاء إصدار الحكم في دعوى نيكاراغوا ضد ألمانيا بشأن غزة الثلاثاء. قصر (بكنغهام) يتحضر لجنازة الملك انخفاض الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان واشنطن: هناك زخم جديد في محادثات إنهاء الحرب على غزة. مليشيات نتنياهو تدفن طفلة حيّة بمدينة خان يونس بنزيما يصعق اتحاد جدة قبل كلاسيكو الشباب .. هل اقترب الرحيل؟ تركيا .. المؤبد سبع مرات لسورية نفذت تفجير إسطنبول 2022. وفد مصري في تل أبيب لمناقشة وقف إطلاق النار بغزة هيئة فلسطينية: ألفا مفقود في غزة. حماس تنتقد بيان أمريكا لعدم تناوله المطالب الفلسطينية طلاب يغلقون مداخل جامعة (سيانس بو) في باريس احتجاجا على حرب غزة روسيا مستعدة لتعزيز التعاون العسكري مع إيران تقرير: دفن أكثر من 20 فلسطينًا أحياء داخل مجمع ناصر الطبي.
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ارهاصات الثورة الاجتماعية في ألاردن ..

ارهاصات الثورة الاجتماعية في ألاردن ..

20-06-2010 09:57 PM

والقارئ المتمعن للتاريخ يلحظ ان حالة المخاض الاجتماعي التي يمر بها المجتمع الاردني تحاكي تلك التي مرت بها المجتمعات الغابرة البائدة في احقابهم الانتقالية من مرحلة الانكماش الاجتماعي الى مرحلة الانفتاح العولمي وتفكك المنظومة الاجتماعية التي تضبط السلوك.

لا انكار بان الانفتاح المفاجئ والمبالغ فية في العقود القليلة الماضية اسفر عن ميلاد صدمة ثقافية جعلتنا نقف مذهولين حيارى نتسائل عن مصير ذخيرتنا الهائلة من الاعراف الاجتماعية ومخطوطات الاخلاق المنبثقة اصلا من أقوم شريعة على الارض. ففي خضم الانفتاح العابث ذابت كل تضاريس القيم والاعراف الموروثة من اسلافنا في غياهب بحر الحضارة الجديدة المستوردة من شتى اصقاع الدنيا. وعبثت سلوكات المجتمعات الغربية بقاموسنا فأدخلت مفردات اثارت فينا كل استغراب ...ما عرف اجدادنا الذين سطروا بثمرة عقولهم وخلاصة فكرهم مفردة غريبة كقتل الذات ( الانتحار) ولم يدرجوا مفردة ( الحرية الشخصية) في معايير تربيتهم للجيل الذي اهاب اباطرة الروم وتيجان الفرس أئنذاك. فقد كان كل منهمك في صومعة الانتاج والعطاء يسير على منهج تربوي سليم .

لو قدّر لك اليوم ان تسبر ادمغة هذا الجيل, لايقنت ان موتنا يتربص لنا في عقولنا لا في اجسادنا.ماذا ترجوا خيرا من مساحات العقل التي ملأت تفاهة وشهوات مقيتة وعقول سلبت مفردة ( السمو).

ومعروف ان القراءة الصائبة للتاريخ ترشدنا الى الصواب وتحيد بنا عن درب التيه. لأن مقولة ان (التاريخ يعيد نفسه) هي منهاج حل لضروب معضلات الحياة القادمة...... ولكنني انحب على ما امتلأت به عقولنا من شح في التاريخ وغياب نبراس الرشد لهولاء الفتية التائهين....... تبحث وتنحث لكنك لا تجد الاّ اقتداء اعمى بنجم سينمائي او عارضة ازياء. فما أحوجنا ان نصب عصارة التاريخ في بوتقة عقول ابنائنا حتى يتجلى لهم (لا بالتلقين) انهم اعرق امة عرفها الكون وان لا مجد الاّ في اعادة تاريخنا بحروف من مستقبل.

ما يجري الان من فوضى عارمة في عقول ابنائنا هو نتاج التضارب الفكري والحضاري بين موروثات التربية وبين مكتسبات نظريات التربية الحديثة. وهو صراع للتغيير يدور رحاه بين الواقع وبين ما تبثة الفضائيات و(الانترنت) من سموم في عقول ابنائنا . كل ذلك ينبئ بثورة اجتماعية تحت عنوان (الانفتاح والتحرر الفكري) والتي لا محالة ستصل بنا الى جيل جديد لا نعرفهم ولا يفهموننا ..فكم من الوالدين لا يقدرون على اقتحام مكنونات ابنائهم حتى لمعرفة رد فعلهم في امر ما ..ولذلك قد تفاجأ ان ابنك يعتلي أحد أبراج البث الشاهقة ويطلب منك ان تشتري هاتفا نقالا لصديقته والا سوف يرمي بنفسه ...أي مرض اجتماعي تفحّل فينا وصار الفكر الغربي المتعفن سرطانا ينهش موروثاتنا من كل صوب.

بادئا ...مسؤليتنا هي ان نحفّ كل جرعات التربية التي نصبها في عقول اولادنا بمنهج تربوي قويم سليم مستمد من شريعة الله عزوجل لا من ابداعات بشرية (قد لا تنطبق علينا) والاّ ليس حقاّ ان نتنصل من مسؤولتنا امام انفسنا وامام مجتمعاتنا. فالزارع شوكا لن تستمع سنابل القمح لشكواه.

صلاح المجتمع لا يتأتى بالعويل والدموع ولكن بالاعداد المتفاني لصناعة اجيالنا القادمة . فليجّهز كل منا مضلةّ من اخلاق وتروسا من قيم ومساميرا من عقيدة ولنستجمع قوى البيت الاردني لنكبح بعضا من جماح هذة الثورة البركانية الهائجة في وجة ثقافتنا علّنا نخرج ان شاء الله بأقل الضرر.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع