زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - صرخات تدوي المكان ، ونداءات عاجلة من أصحاب الحقوق المشروعة ، من المزارعين الذين لم يجدوا بواكي لهم ، فما زالوا يقبعون في بؤرة التهميش الحكومي ، دون صدى لنداءاتهم المتكررة التي من شأنها إعادة المياه لمجاريها في ظل غياب المنتج الزراعي المحلي عن الأسواق المحلية ، بالرغم من مرور أيام شهدت على حالات مأساوية لعائلات قوت يومهم الإنتاج الزراعي .
اعتصام ونداءات ، ومذكرات ، ولقاءات تطالب بفزعة حكومية ونيابية تشدّ أزر هؤلاء الذين قطعوا العهد على أنفسهم أن يجبلوا عرقهم بتراب الوطن ، من منطلق أنهم العمال الذي يجود بهم الوطن خيرا ، وحري بالوطن أن يُعطي لهؤلاء حقوقهم ، إلا أن الحكومات المتعاقبة لا تجد هؤلاء إلا صرخات ولا يأبهون لصرخاتهم ، بالرغم من أن صوتهم حق ولا يحق لأحد كتمه .
وزراء أوائل في إمارة شرق الأردن مثل الوزير الراحل هزاع المجالي وسعيد المفتي ،عدا عن عدد من الوزراء جعلوا للزراعة هيبة كونها العمود الفقري لأي مجتمع وكونها ثروة طبيعية ، عدا عن إعطاء الفلاحين حقوقهم ، فهم الذين كرسوا حياتهم من اجل ثمار غرسوها ، واعتنوا بها بإشراف شمس الوطن الشامخ ، ليحصدوا ثمارا تزيد بركة كدهم .
هؤلاء الوزراء ما زالوا في ذاكرة التاريخ الأردني ، ساهموا في جعل المزارعين نياشينا على صدر الوطن ، واليوم لا يجد ذلك المزارع من يسمع نداءه ، بالرغم من "بحّة" سيطرت على صوته ، وهنا نقول : أليس من حق هؤلاء المزارعين أن يجدوا مكانا لهم في مساحة الوطن الذي ما فتئ يفاخر بأبنائه.
حكومات متعاقبة ، ووزراء أقسموا اليمين بأن يكونوا في سبيل خدمة الوطن والمواطن ، لا يظهرون في المواقف الصعبة ، حيث المزارعين الذين يعتصمون احتجاجا على تهميشهم .
من منبر "زاد الأردن" ، نناشد جلالة الملك بالدرجة الأولى من منطلق شعاره الذي استمده من الراحل – المغفور له بإذن الله تعالى – الملك الحسين ، حيث "الإنسان أغلى ما نملك " ، وشعاره الذي وجد في تطبيقه ذراع الأمان لأردن أفضل وهو "على قدر أهل العزم "، فجلالته يؤمن إيمانا مطلقا بأن الوطن يفاخر بأبنائه في جميع المجالات .
نداء بصرخة المتحسّر على آلامه من مزارعين وجهوا صرخاتهم إلى الجهات المعنية منذ سنوات ، والشاهد وزارات متعاقبة ، فكيف للجسد أن يتحرك بدون عمود فقري ، وكيف للوطن أن يحيا بدون مزارعين يعتبرون عمودا فقريا ، ومن الجدير الأخذ بمطالبهم لأنها لا تكلف الكثير ، وهذا نداء عاجل ، والضمير هنا عليه أن يحكم .
فهل سيكون للمزراعين أنصار في بلد الخير ، لإنهاء مشكلتهم ، وكل الأمل أن تعود الأراضي ببسمة فلاحيها.