زاد الاردن الاخباري -
أستميحكم عذراً فقد بلغ السيل الزبى ، شعوبنا العربية طالما تغنّت بالشرف والشهامة والشجاعة والفروسية والأخلاق ، ناهيك عن الكرم والفروسية وإغاثة المحتاج و....إلخ من صفات لا تمتُّ لنا بصلة لا من قريب ولا من بعيد .
ما هي سوى أمنيات طالما تمنياها لأنفسنا ولكن هيهات ، فكلّه دجل وإفتراء ، وفي الواقع نحن أكثر الأمم تخلّفاً ورجعية وكذباً ، فبإسم الكرم نقدّم ولائم للفقراء لشراء ذممهم وأصواتهم لغايات إنتخابية بحتة ، وبإسم الشجاعة نطلق نيراننا في الهواء وبجميع المناسبات .
وأحياناً كثيرة نتقاتل في الشارع وفي المدرسة والجامعة ، نتقاتل في المناسبات الإنتخابية وفي الأفراح والأتراح، وأحياناً كثيرة قد يقتل بعضنا بعضا لأتفه الأسباب ، وبإسم الشهامة نعتدي على ضعاف القوم من نساء وأطفال ، أما بالنسبة للفروسية والصّدق والعدل والأخلاق فحدّث ولا حرج ، فكلّها منّا براء كبراءة الذئب من دم يوسف !
الطامة الكبرى والتي بسببها هُدرت أرواح وتمزّقت أجساد هي قضية الشرف ،نعم ، الشّرف ، وبالتحديد شرف الأنثى ، وكأن الرّجل يُخلق بالأصل بلا شرف ، فشرفه مهما حصل لا يُمس ولا يخدش ، ولا يُعاقب ولا يُسأل ، والبعض يذهب لإعتبار تصرفات الرّجل المعيبة ضرب من ضروب الرجولة ، أليس هذا منطق أللاّ شرف ؟؟
ألسنا كشعوب عربية الكائنات الحيّة الأقل شرفاً بين الأمم ،لأن من يدّعي الشرف لا يقتل إنسان (فتاة ) لمجرّد شكوك ، ومن يتمتّع بقليل من الشرف لا يغتصب فتاة لمجرد ضعفها وعدم قدرتها الدفاع عن نفسها ، ومن لدية ذرة شرف لا يتحرش بإخته وإبنته وجارته و .......إلخ ، وللعلم ، فالجريمة الأكثر إنتشاراً بالوطن العربي هي جريمة زنا المحارم ، لتتبعها جريمة قتل الشّرف وقد تُرتكب هذه من قبل نفس المجرم لإخفاء معالم جريمة الإغتصاب بحق إحدى محارمه !
بلغ السيل الزُّبى ، بعد أن طالعتنا صحف اليوم لأبرز جرائم أل 24 ساعة الماضية ، لم يعد بالإمكان السكوت عن هذه الجرائم التي تُرتكب يومياً بإسم الشرف أحياناً وبإسم الدين والأخلاق أحياناً أخرى ، قضية جديرة بالإهتمام الشعبي والتشريعي والحكومي وإهتمام الكتّاب والمثقفين ويجب مواجهتها بحزم .
فأهميتها تفوق أهمية الأحداث السياسية الساخنة التي تدور من حولنا وأهمية إرتفاع أسعار الكهرباء والمياه ، والخبز والبترول ، فهي تتعلّق بأمراض نفسية مجتمعية إم عاجلاً أم اّجلاً يجب الإعتراف بوجودها والتصدي لها والقضاء عليها كلّياً لأنها اّفة الشعوب !
خلال أل 24 ساعة الماضية ، قُتلت بالزرقاء فتاة بدعوى الشرف وثانية بالهاشمي ولا يُعرف حتى اللحظة اسباب الجريمة ، وثالثة مارست حريتها الفكرية والدينية وتجرّأت على مخالفة أهلها بفكرها ومعتقداتها .
ولم تكن تعلم هذه الأخيرة ، المسكينة ، بأن الحرية ثمنها باهض ولونها حمراء............ بالله عليكم ، ألسنا معشر العرب قاتلي النساء ؟
أيننحن من الرجولة والشهامة والشرف والشجاعة والأخلاق ؟؟؟؟ هل ما زال هناك عربي يتجرّأ على كتابة الشعر والنثر والتغنّي بالخيل والليل والبيداء والقلم ؟ ؟؟ أصمتوا أيها العربان فوالله لو بدأ الإسلام بمثلكم لما قامت له قائمة !
م. محمدالعابد