زاد الاردن الاخباري -
يظن المتوجسون، أنه حين نتحدث عن الإخوان المسلمين، أو نكشف عريهم وأكاذيبهم أننا ندافع عن الأنظمة أو نتسول الحسنة والصدقة من الملوك والرؤساء وأصحاب الشأن، وهذا غير صحيح، بل هو بهتان ينشره ويروج له الإخوان حول كل من يخالفهم الرأي فيتهمون خصومهم بالعمالة ويتهمونهم بالعمل مع الأجهزة الأمنية وبتهم كثيرة لا ترقى إلى درجة الدفاع عن الفكر أو مقارعة الحجة بالحجة بل مجرد دفاع وضيع يشبه طريقة تفكيرهم وسطحية فكرهم وضعف رؤيتهم وهشاشة مجتمعهم المغلق المؤسف.
منذ أكثر من عشرين عاما وأنا أكتب عن كافة التنظيمات العربية سواء القومية واليسارية أو الليبرالية أو الدينية واليمينة وما زلت أحتفظ برأي قطعي لم يقنعني أحد بعكسه أن القوميين والليبراليين قاموا باستيراد فكر مُعلب وحاولوا حشره في رؤوس الناس غصبا ولذلك فشلوا فشلا ذريعا، أما الإخوان المسلمون فقد استخدموا الدين كأداة وحيدة لتحقيق مصالحهم ومنافعهم للوصول إلى السلطة، ولذلك فشلوا، من وجهة نظري، لأن الذي يفهم الدين جيدا يعلم بأنه يرفض الأحزاب والتحزب، ويعلم أنه لا مرجعية سوى الكتاب والسنة وأن القائد والمرشد لهذه الأمة هو آخر المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ولا قائد ولا مرشد غيره وأن ولي الأمر هو صاحب الكلمة المطاعة في الأرض لتنفيذ حكم الله وحكم رسوله الأمين، وأن الإخوان المسلمين يعملون بغير ترخيص من المولى جل وعلا ، ولذلك فمهما بلغوا، فإنهم يسيرون في غير طريق الحق والهداية.
منذ أيام، عادت مسرحية شبيلات والإخوان، مرة أخرى، المهندس ليث شبيلات يهاجم الإخوان بطريقة مسرحية إستعراضية والإخوان يردون عليه، لكنهم لا يتهمونه بالعمالة أو بالعمل مع الأجهزة الأمنية بل يعايرونه بأنهم كانوا أول من اقتاده إلى طريق العمل السياسي، يوم دفعوه للترشيح كنقيب للمهندسين وقاموا بالتصويت له، وكذلك ذكّروه بأنه كان "مجرد" صوفي، ممن يلبسون ثوب الزهد والتصوف، وأنهم هم الذين خلعوا له هذا الرداء البسيط فألبسوه بدلة وربطة عنق، لينضم إلى قائمة التجار الجدد !
بالطبع لم يعجبني ما قاله ليث عن الإخوان، المديح في قالب الذم، والذم في قالب المديح، ولم يعجبني أبدا ما ذكره الإخوان وذكروا به ليث، لأنه دل على انحطاط مستوى تفكيرهم بل كشف عن هويتهم الحقيقية في تجارة الدين واستخدامها في العمل السياسي وكذلك وضح مسائل عديدة على رأسها نظرتهم إلى باقي التيارات الفكرية الإسلامية كالصوفية والسلفية وغيرها، واعتقادهم أن مستواههم الفكري أعلى من تلك التيارات، ونسي الإخوان ما قاله مؤسسهم عن عقيدتهم أنها (دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية) !!
حرب التجار الجدد، مسرحية تستمتعون في الإستماع إليها ومتابعتها في كل مرة يبلغ فيها هؤلاء التجار درجة الإفلاس.