أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأحد .. ارتفاع آخر على الحرارة ‏حملة «ابتزاز» غير مسبوقة تستهدف بلدنا القرارات الجديدة لوزارة الاستثمار .. هل تُعيد الثقة للاستثمار في الأردن بدران: سقف طموحات الأردنيين مرتفع والدولة تسعى إلى التجاوب معها بالفيديو .. تحذير هام من الصحفي غازي المريات للشباب توق: إصلاح التعليم بالأردن مكلف جداً إدارة السير للأردنيين: هذا سبب وقوع هذه الحوادث طاقم تحكيم مصري لإدارة قمة الفيصلي والحسين 64 شهيدا ومئات المصابين بغزة السبت مديريات التربية في الوزارة الجديدة ستنخفض من 42 إلى 12 وزارة المالية تنفي ما تم تداوله على لِسان وزيرها محمد العسعس جثث شهداء في شوارع جباليا .. وارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة غانتس يمهل نتنياهو (20) يوما أو الاستقالة: بن غفير يهاجمه ولبيد يطالبه بعدم الانتظار إجراءات جديدة حول الفحص النظري والعملي لرخصة القيادة “حمل السلاح ليلحق برفيقه” .. مقطع متداول يظهر شجاعة المقاومة في جباليا (شاهد) أزمة حادة في الغذاء والدواء يعيشها النازحون بالقضارف السودانية مقابل تصعيد الاحتلال في عمق لبنان .. حزب الله يكرس معادلة جديدة لمواجهته الذكرى التاسعة لرحيل اللواء الركن فهد جرادات مكتب غانتس يهاجم نتنياهو بدء فرش الخلطة الاسفلتية للطريق الصحراوي من القويرة باتجاه العقبة

معان أزمه مفتوحه

26-04-2014 06:38 PM

زاد الاردن الاخباري -

دراسه اعداد المحامي الدكتور
امجد بهجت شموط

معان أزمه مفتوحه
في شباط 1998 وعلى خلفيه احداث الشعب التي وقعت في مدينه معان زار المغفور له الملك حسين بن طلال مدينه معان وخلال لقائه مع وجهاء المدينه طرح الملك تساؤلا" امام الحضور قائلا" جلالته لماذا معان يحدث فيها اعمال شغب متكرر؟ ولا يزال هذا التسائل مطروح دون اجابه لغايه الان في الماضي حاول عدد من مراكز الدراسات والباحثين الاجابه على هذا السؤال ولكن ما زالت اجواء معا" يسودها التوتر بين الفتره والاخرى, وفي هذه المره وهناك تطور لافت لجأ اهالي مدينه معان الى خطوه مختلفه في التعبير عن غضبهم وعدم رضاهم من اداره شؤون مدينتهم من قبل اجهزه الحكم المحلي العامله في معان ,وذلك من خلال اللجوء الى العصيان المدني في كافه ارجاء المدينه وفي هذا المقام ربما اتمكن من عرض ابرز الاسباب التي تجعل من معان بؤره ساخنه ومتوتره على مدار السنه ان الارتكان الدائم على المعالجات الامنيه في التعامل مع حالة الاحتقان والغضب الشعبي في معان وهي حلول مؤقته وقاصره لا تحقق الامن والاستقرار الاجتماعي مما زاد الامر تعقيدا" وأدى الى حاله فقدان الثقه بالمؤسسات الرسميه واحدثت فجوه واسعه بين اجهزه الحكم المحلي وخاصه الاجهزه الامنيه الامر الذي دفع بعض ابناء معان بالتمادي على القانون, هذا بالنظر الى التوسع في العمليات الامنيه من اعتقالات او مداهمات تستهدف عاده المدنيه بكاملها وفي هذا الاطار لوحظ بأن الاجهزه الامنيه في معان عندما تريد ملاحظه مطلوبين قضائيا" او امنيا" تقوم بعمليات امنيه واسعه النطاق (عقاب جماعي) تستفز مشاعر ابناء المدينه بالرغم من ان طرق واساليب الملاحقه قد تطورت بفضل تطورالتكنولوجيا والمعلوماتيه وكان باب اولى ان تقوم الاجهزه بأتباع الطرق الحديثه في الملاحقه من خلال استهداف الافراد الخارجه على القانون بعمل المصائد الامنيه الناجحه سرية للوصول الى هذه الاهداف الخارجه على القانون ولم يقتصر الامر لهذا الحد بل تعداه بأن الحملات الامنيه وتسليم المطلوبين الى العداله لا يأخذ صفه المؤسسيه او الديمومه في ملاحقه المطلوبين بل يأتي في اطار رده الفعل والفزعه. او على خلفيه اصابه او مقتل احد افراد الاجهزه الامنيه مما يجعل أجهزه الامن جزء من الازمه لذلك يرافق العمليات الامنيه روح الانتقام والانفعاليه في التعامل مع ابناء المجتمع المحلي ارتباطا" بالثائر لمرتباتهم التي تم الاعتداء عليها او اصابتها ومما يزيد الامر سوءا" هو عدم قدره اجهزه الحكم المحلي على الاستجابه الفوريه في نزع فتيل شراره أيه ازمه قد تحدث هذا يعود اما لعدم القدره في التعاطي مع الظروف المعيشه اليوميه لاوضاع اهالي المدينه وذلك لعدم وجود كفاءات مؤهله قادره على التعامل مع المجتمعات المغلقه او العشائريه ارتباطا" بالصوره النمطيه السلبيه الراسخه في اذهان بعض العاملين في اجهزه الحكم المحلي تجاه اهالي المدينه او من باب عدم تحمل المسؤوليه وترحيل الازمات وصولا" الى الحل الامني وما يرافقه عادة من استعمال القوه المفرطه وان حالات القتل المتكرره في صفوف معان هي ابلغ صوره للتعبير عن ذلك وان غياب العمل المؤسسي او الاهمال او التقصير في التعاطي مع اوضاع والظروف المعيشه لاهالي معان (سوء ادارة الازمه) جعل التيار الامني هو الخيار الاسهل والاقرب في سد الذرائع والايهام بأن ازمه معان لا تخرج عن الاطار الامني واللافت للنظر بأن تدهور الحاله الامنيه الحاليه في معان جاء خلفيه فرديه لم يتم التعامل معها بروح من المسؤوليه والايجابيه الامر الذي اوصلنا لهذا الحد المتوتر ان اختزال ازمه معان بملاحقة عدد من الافراد الخارجه على القانون يجانب الصواب ويعتبر تشخيص خاطئ ولا يمت للحقيقه بشئ ان ازمه معان اعمق من ذلك بكثير فمظاهر الحرمان والفقر واعداد المتعطلين عن العمل وغياب العداله الاجتماعيه وتكافؤ الفرص والاقصاء والتهميش اضافه الى غياب مشاريع التنميه هو لب الازمه الحقيقي لمعان ارتباطا" بارتفاع الاسعار وغلاء المعيشه فمعان تعتبر من ذوات الدخول المتدنيه بين المحافظات فمعان لا يوجد فيها مشاريع زراعيه ولا صناعيه او انتاجيه ولا استغلال لاوقات الفراغ وسد رمق من المتعطلين عن العمل ان موسميه تطبيق مفاعيل القانون وملاحقة الخارجين على القانون زاد الامر سوءا" وتعقيدا" وصولا" الى ما تشهده معان حاليا"وفي المرات السابقه ان عدم التعامل بشفافيه ونزاهه في كشف نتائج التحقيقات في مقتل عدد من ابناء معان من قبل الاجهزه الامنيه في كل مره ولد شعورا" غاضبا" لدى ابناء معان وعزز من مشاعر الكراهيه تجاه المؤسسات العامه وان عدم مصداقيه الحكومات المتعاقبه في اقامه مشاريع عزز فقدان الثقه بالمؤسسات العامه ودفع بعض ابناء معان الى اللجوء الى التنظيمات الاسلاميه المتشدده من اجل انصافهم وتحقيق مطالبهم مما اضعف هيبه الدوله وحصر سيادة القانون فلم يعد القانون هو الذي يحقق العداله والحمايه الاجتماعيه الامر الذي زاد من اعداد شباب معان في التوجه الى صفوف هذه التنظيمات المتطرفه فأصبحت هذه التنظيمات هي المخلص والمنقذ لهم ومما لا شك فيه ان احترام حقوق الانسان وحمايه الحريات هو جوهر حل الازمات وان احترام سيادة القانون يعد الكفيل الاساسي في تعزيز الامن والسلم الاجتماعي.

وفي هذا المقام اقترح ما يلي للحد من ازمه معان:
1- فتح قنوات حوار ومصالحه مع ابناء معان بما في ذلك جبر الضرر والتعويض واعادة تأهيل الضحايا والمجنى عليهم.
2- تعزيز وسائل الانصاف وتحقيق العداله امام جميع المواطنين .
3- تشكيل لجنه تحقيق محايده ومستقله برئاسه القضاء وكشف نتائج التحقيق امام المجتمع ومحاكمة المتسببين بأعمال العنف والقتل.
4- البدء الفوري باعداد دراسه علميه حديثه وشامله تعكس وجهة نظر ابناء معان يراعى فيها جميع الجوانب الاقتصاديه والاجتماعيه والامنيه والثقافيه لاوضاع مدينه معان ليصار الى وضع خطه عمل تنفيذيه مؤسسيه بمشاركة المجتمع المحلي في معان.
5- الاسراع في ايجاد فرص عمل للشباب العاطله عن العمل وتمكين وجوه جديده ممن هم اقرب لتلمس حاجات المواطنين من ابناء المدينه ليكونوا كحلقه تواصل ما بين الحكومه المركزيه والمجتمع المحلي للمساهمه في الحد من الاحتقان وعدم الرضا.
6- الجديه في اقامه المشاريع التنمويه ذات الاولويه لابناء المحافظه.
7- تنظيم زيارات ميدانيه متكرره من اصحاب القرار ومتابعة حجم الانجاز والاطلاع على اوضاع المواطنين.

( رب اجعل هذا البلد امنا" وارزق أهله من الثمرات )





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع