الأفكارُ النَّيرة الخَيرة كَثيرة، تَكون بَعدَ جُهدٍ ومَشقةٍ، لكِنّها تموتُ، بلْ تُوأدُ -أحيانا - في صفَحاتِ الجدل، بجَدلِ المجادلين، وعجزِ الهاربين من المسؤولية، وبفعلِ مَن لا خَلاقَ لهم مِن الممالئين!!
عِندها وعندها فقط، تَحُلّ مَحَلَّها الْمَيْتَةُ: نَطيحةً ومُتردِّيَة، من الأفكار والنظريات والدعاوى، رافعة رايات النَّصر الكاذب، والإنجازِ الموهوم!!
كلامٌ نظمتُه في (9) إبريل نيسان عام 2008م أثناءَ خِدمَتي في الغربة، وأنا أرَى حَجمَ الغُثَاء، الذي يَجُودُ به البَعضُ لِتَسْويقِ أنفسِهم، وضَمانِ تَجْدِيدِ عُقُود عَملِهم، بِالمَدْحِ الكاذب للمديرين والمسؤولين، والمكرِ المخجِل لاغتيالِ شُرَكَائهم في العمل، والأكْثيريةُ – لِلأسف - تَلْحَظُ، وتَتَجَاهَل!!
رأيتُ هذا الحَالَة تَتَكرُ في الدول والمؤسَّساتِ والجمعياتِ، ولا تبرأ منها حتى الدعوات، فيكثرُ التَّنْظير، ويقلُّ العمل، وتَموت الكلماتُ في الأفواهِ، وفي بطونِ الحَقَائبِ والأدْراج، وتَستيقظُ الرَّغبات!!
فهل مِن لحظةِ صِدقٍ نُواجِهُ بِها أنْفُسَنا على قَاعِدةِ: أنّ الحقَّ -بعد تَعْرِيفِهِ -أحقٌّ بالتَّبنّي، أيُّها التَّائهون في مَتاع الغَُرُور!!
وها أنا أعود لأقدّمها اليوم، مُعَدِّلا ومُضيفاً إليها أبياتها الثلاثة الأخيرة، لأني أرى المبرّرات التي حَملتْنِي على نَظْمِها، لم تتغيرْ بعدُ، ولن تتغّير ما بقي إنسانٌ بميدانِ اسْتِباقٍ، وذلك حين يَغيبُ شَرَفُ السّباق!!
ملاحظة: تقرأ القافية بإشباع الراء المكسورة لتصير ياءً ساكنة مثل: (الأفكاري، لقراري، إنكاري، الكفَّاري) وهكذا.
1- وجَعُ القلوبِ الثَّاكلاتِ جِنازَةٌ
2- كَم يَهدُرُون على الموائِدَ سَاعَةً
3- كَم يَدْفِنونَ بِذِي المحافلِ فِكرةً!
4- وأدُ العُقولِِ شَريعةٌ مَذْمُومَةٌ
5- شَاْنُ الفَرَاعِن مِن قَدِيمِ زَمَانِهم
6- كَمْ زادَ في أَلَمِي، وَكَدَّرَ خَاطري
7- وأخُو الجَهَالَةِ قَارِعٌ لِطُبُولهم
8- تَرَكُوه طُعْمًا في ظِلال كَريهةٍ
9- هُمُ الصَّديقُ إذا الْتَقَوا لِحواره
10-غَالُوا فِرَاسَته، وَسُفِّهَ رأيُهُ
11-مُسْتَشْرِفِينَ لِخَصْمِهِ بِوِدَادِهِمْ
12-وَتَراهُمُ مُتَهافتين لمدْحِهِ
13- هَمُّ الجَمِيعِ لُعَاعَةٌ مَوهُومَةٌ
14- يا قومَنا هَذي السّبيلُ عقيمةٌ
15-وهَلُمَّ نَبْنِي لِلإِخَاءِ مَنائراً
16-ونَلُفُّ دَعْوتَنا بِثَوبِ تَوافُقٍ
17- سَعْياً لِرِضْوانٍ، وَحُسْنِ مَآلةٍ
وَجَعِي الْمُقِيمُ جَنَائِزُ الأفكارِ
يَتزافَتُون، ومَا هُدُوا لِقَرَارِ
مِن غِيرِ مَا إثمٍ، ولا إنْكَارِ
وأدُ البَّنَاتِ مَآثرُ الكُفَّارِ!
قَتْلُ الذُّكُورِ، وَعِتْقُهُم لِسَِرَارِ
عَجْزُ الوُعَاةِ، ولَوْذِهم بِفِرارِ
وأخُو البَدَاهةِ في المحافِلِ عَارِ
رَهْنَ الغُمُومِ الْسُّودِ والأوزارِ
وَهُمُ العدو بِغَيْبِةٍ وتَدَارِ
بل أثقَلُوه بِنَقْدِهم وهَذَار
قولاً لأفاّكٍ، وكِذْبَ مُمَارِ
إنْ قَالَ حقاً، أو هَذَى بِعَوارِ
حُلْمُ الجَميْعِ اللُّبْثُ باسْتِمْرَار
فهلُمَّ سعيًا للهُدى، وبَدَارِ
ومِنَ الموَدَّّةِ أنْجُمًا وَدَرارِ
ونَكُون للدُّنيا النَّسِيم السَّارِي
كَيدًا لِخَتَّارٍ مِنَ الأَشْرَارِ
a_dooory@yahoo.com
24/4/2014م