زاد الاردن الاخباري -
أبى علاء الدين زعيتر إلا أن يكون متماسكا قويا صلبا امام مواجهة فقدانه ابنه القاضي رائد الذي استشهد برصاص الاحتلال الاسرائيلي الشهر الحالي، ثم وفاة حفيده علاء فجر امس، حيث أظهر صلابة مع ذاته ومع من حوله رغم ألم الفراق، ليقول لنا فقط بكلمات قليلة، لا حول ولا قوة الا بالله، وانا لله وانا اليه راجعون، في رسالة حملها للعالم اجمع بان القوة لا تصنع الا القوة وبان الايمان والصبر والحس بالوطنية يجتمعان معا ليصنعا حالة الصبر.
الجد زعيتر الذي فقد فجر امس السبت حفيده علاء (اربعة اعوام ونصف) والذي كان يرقد على سرير الشفاء في مستشفى الاستقلال يظلله الاحساس بفقدان ابيه الشهيد وبقائه سندا «لم يكتمل» لوالدته الصابرة لكنه فارق الحياة هكذا بهدوء دون ان يودع أباه الشهيد واخته سما ابنة السنتين التي تظلل حياة والدتها وتلون حياة اسرتها وبيت جدتها وجدها، قال وهو يستقبل مئات المعزين في بيت العزاء في اسكان القضاة بمنطقة طبربور، ان فقدان حفيده كان فاجعا وزاد الالم ألما والجرح جراحا، مضيفا بألم وحسرة رحل من يحمل اسمي، اسم جده وحملنا جميعا مسؤولية الطفلة الجميلة سما، اعان الله والدتها زوجة الشهيد الراحل وصبرها على المصاب الاليم، لكنها كما اكد صامدة صابرة كما عودها الشهيد رائد.
القاضي الذي جعله الألم يبدو كهلا بقلبه المجروح وعينيه الدامعتين بكل صبر وقوة، أبى الا ان يكون قويا متمكنا صامدا امام مئات المعزين الذين جاءوا من كل حدب وصوب لتقديم واجب الوقوف الى جانب الاسرة.
القاضي السابق علاء الدين زعيتر قال وهو لم يعد يقوى على تجميع الكلمات، حفيدي علاء لم يكن يشكو من شيء سوى انه في ذلك اليوم بداية اذار الحالي كان ذاهبا في رحلة وكان يشرب الحليب وحدثت عنده حالة «تشردق» واغلق مجرى التنفس ما أدى الى حالة اختناق ادخل على اثرها المستشفى قبل يومين من سفر والده وتفاقمت حالته بعد ذلك.
وقال لم يقصر احد في الاردن بلدنا ومظلتنا وكل من فيها وكان هنالك أمر من الديوان الملكي بارسال علاء للعلاج في الخارج لكن آراء الاطباء كانت تتجه الى عدم جدوى ذلك وبأن إزالة الاجهزة عنه غاية بالخطورة، والآن مات آمنا مطمئنا على سريره في المستشفى بكل هدوء، والله المعين.
وتابع زعيتر وهو يعود الى استشهاد ابنه رائد قائلا لقد قتل بدم بارد بخمس رصاصات وهو اعزل مسالم، وختم حديثه بكلمات خنقها الألم والحسرة لا ادري ماذا اقول تعطلت الكلمات ولا حول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون فقدنا ابننا الشهيد وحفيدنا ايضا وهو فقدان للامة وللوطن والمصاب ليس لأسرة زعيتر فقط بل للاردن أجمع.
الدستور