زاد الاردن الاخباري -
خاص - أحمد عريقات - في صغرنا وايام " البابور " كانت هناك قطعة مهمة لابد من وجوها كي يعمل " البابور " كما يجب وهي " النكاشه " قطعة من المعدن مصفحة لايتجاوز طولها عشر سنتيمترات وعرضها السنتيمتر الواحد وفي رأسها سلك حديدي لايتجاوز طوله السنتيمتر ولكنه صلب ، وهذه " النكاشه " كانت تعيد الحياة لرأس " البابور " كي يعطي أقصى ما عنده من حرارة نتيجة إحتراق الكاز المضغوط في داخله.
وكانت هذه النكاشه محفور عليها باللغة العربية " صنع في الصين " ويرافقها في كل منزل علبة ثقاب ايضا كتب عليها بالعربي صنع في الصين ، وكانت الصين بالنسبة لنا كأطفال مجرد " نكاشة بابور " وعلبة ثقاب ولم نكن نعلم أن عددهم تجاوز المليار وانهم ينفذون أكبر مشروع إقتصادي في العالم ، واليوم وبكل هدوء " الصين " سابقا تدخل إلى منازلنا حبة الكاكا وعليها ملصق كتب عليه باللغة العربية " من إنتاج إسرائيل " وأول ما نفعله قبل البدء بأكلها نقوم بنزع الملصق " بزعل " لأنها من عند العدو ومن ثم نغسلها ونأكلها ونكتشف أن طعمها لذيذ ولاشيء يعيبها سوى المصلق الذي تم إلقاءه بسلة القمامة ، وهذه الكتابة باللغة العربية هي محاولة ذكية جدا ممن يستوردون هذه البضاعة من العدو لأنهم يعلمون أن هناك مشكلة ثقافية دينية بيننا كعرب وبين الخط العبري الذي نعرفه كما نعرف وجوهنا والحل بتغيير الحروف من العبري إلى العربي ، وفي النهاية " كلها حبة كاكا " كما في السابق ما هي الصين ؟ هي مجرد " نكاشة بابور وعلبة ثقاب " .