أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن يطالب بإجراء تحقيق دولي في "جرائم حرب كثيرة" مرتكبة في غزة طالب إربد المتوفى .. النقل البري توضح بشأن الحافلة الأونروا: إسرائيل عذبت موظفينا لتنتزع منهم اعترافات "الحوار الوطني" في الأعيان تناقش توصيات مؤتمرها الشبابي الثاني انطلاق ورش العمل الخاصة بالطاقة المستدامة والعمل المناخي في البلديات مؤسسات حقوقية تدين جريمة الاحتلال بتدمير عيادة على رؤوس النازحين الصحة العالمية : التوصل لاتفاق مبدئي بشأن مكافحة أوبئة المستقبل المواصفات والمقاييس تستضيف فعاليات التجمع العربي للمترولوجيا مياه الأعيان تُناقش آليات سير مشاريع القطاع الاحتلال يحاصر مستشفى العودة في شمال غزة غزة: رصيد الأدوية والمستلزمات الطبية صفر البلقاء التطبيقية تشارك الجيش في إنزال المساعدات على غزه- صور مصدر يكشف موعد انطلاق أولى قوافل الحجاج الأردنيين إسرائيليون متطرفون يعتدون على شاحنات تنقل مساعدات لغزة الأراضي تطلق خدمة تقديم طلبات البيع إلكترونياً في الزرقاء واربد الأردن بالمرتبة الثانية عربياً بتكلفة سعر الديزل بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض الصحة: أعداد مراجعي أقسام الطوارئ بسبب الأمراض التحسسية غير مقلقة فصل التيار الكهربائي عن مناطق في بني كنانة غدا “حكومة غزة”: إسرائيل تمنع 690 مريضاً وجريحاً من السفر للعلاج بالخارج
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث رغم غيومكم .. سيبقى نجم رؤيا لامعاً

رغم غيومكم .. سيبقى نجم رؤيا لامعاً

24-03-2014 01:15 PM

زاد الاردن الاخباري -

كتب أدهم أسامة سكيك : ما أن أعلنت قناة رؤيا الفضائية عن تقديم برنامج أردني لإكتشاف المواهب الأردنية، إنطلقت التعليقات السلبية هناك وهناك تتهكم على الفكرة وتقلل من شأنها، ومع ذلك أصرت القناة على تقديم البرنامج وفعلاً وُلِد نجم الأردن برنامجاً أردنياً على قناة أردنية.
عندما نقول برنامجاً أردنياً على قناة أردنية فهو حتماً ينافس البرامج الأردنية والقنوات الأردنية، ولا يجوز بأي حال من الأحوال مقارنته بالبرامج العربية والعالمية التي تقدم على القنوات العربية والعالمية.
مهلاً.. أعلم أنه لنتميز وننجح يتوجب علينا أن نقارن أنفسنا بمن هو أقوى وليس بمن هو أضعف، ولكن هذه المقارنة لتكون صحيّة يجب أن لا تخرج من إطار الطموح، فلتوصلنا تلك المقارنة للجودة العربية والعالمية المرجوة يجب أن نوظفها فقط لتحفيز وتطوير الذات والوصول بالعمل الحالي لمراتب أعلى من المرحلة التي وصل إليها وأن يكون البناء على ما أنجز، فلا يجوز أن نوظف تلك المقارنة لهدم وتحطيم العمل المنجز والتقليل من شأنه فقط لأنه محلياً وجاء مخالفاً لتوقعات البعض أو حتى الغالبية العظمى.
من منطلق خبرتي المتواضعة بهذا المجال، تنبهت كما غيري لبعض الهفوات التي وقع بها البرنامج والقائمين على القناة بحلقات تجارب الأداء والبث المباشر والتي كان من الممكن تلافيها، ولكنني عندما نظرت نظرة أكثر شمولية للعمل المنجز رأيت أن تلك الهفوات ما هي إلا نقطة ببحر الإيجابيات، وكان من المؤسف أن أكثر الذين هاجموا البرنامج بسلبية هم من يفترض أنهم من المثقفين والمتعلمين ظناً منهم أنهم يمارسون النقد الفني وحقهم بحرية الرأي.. ولكنهم نسوا أو ربما لا يعلمون أن هناك فرق وشعرة رفيعة تفصل ما بين النقد والإنتقاد، فالنقد هو علم قائم على علم الجمال يهدف إن كان بناءاً ليبرز جماليات العمل ويشير لسلبياته بهدف تحسينه واكتمال جماليته، بينما الإنتقاد يكون النقد فيه هداماً لا يهدف لشئ إلا إبراز السلبيات وإظهار عيوب العمل المقدم للتأكيد على إخفاقاته وترسيخه عملاً فاشلاً دون أي إيجابيات.
عندما تقدم قناة أردنية عمرها لا يتجاوز الثلاث سنوات برنامجاً بمستوى برنامج نجم الأردن يجب أن ترفع لها القبعة إحتراماً لأنها فكرت بهدف وطني ألا وهو دعم المواهب الأردنية، وهو الهدف الذي غفلت عنه وزارة الثقافة لسنوات، وهو ذات الهدف الذي لم تفكر بإنجازه مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية ذات الستة وأربعين عاماً والتي يرصد لها سنوياً ميزانية بعشرات الملايين ويجبى لها ديناراً من كل عداد كهرباء في الأردن، ناهيكم عن الإمكانيات البشرية والتقنية الهائلة الموجودة بتلفزيون عريق كالتلفزيون الأردني الذي نجل ونحترم، فعندما تنجح قناة رؤيا الطفلة أن تقدم مسرحاً وإضاءةً وعناصر فنية بهذا المستوى يجب أن يتم تقدير هذا الجهد حتى وإن بدى أمام تطلعاتنا متواضعاً.
عندما تكون صيغة البرنامج وفكرته وفريق عمله أردني مئة بالمئة يفترض أن يكون ذلك مصدر فخر لكل الأردنيين.. فالمقارنة مع صيغ عالمية هي مقارنة ظالمة، حتى البرامج التي نشاهدها على الفضائيات العربية كأراب أيدل أو ذا فويس أو ستار أكاديمي هي برامج ذات صيغ عالمية، وفريق عملهم وإن كان يبدع ويتقن تنفيذ تلك البرامج بشكل مبهر نفخر به عربياً إلا أنهم بالنهاية ينفذون الصيغة العالمية بحذافيرها وبحركة كاميراتها وتقطيعاتها وكل عناصرها الفنية والإخراجية أي أنهم لم يبتكروها بشكل فعلي، فتحية لمن فكر وخطط وأنجز مهما كان الإنجاز أمام تطلعاتنا متواضعاً.
من المعيب أن نغض الطرف على إيجابيات البث المباشر ونتمسك فقط بأعجبني ولم يعجبني التي فعلاً كانت مكررة بشكل مبالغ فيه، ولكن يجب أن تُحترم قناة رؤيا عندما إن لاحظتم طلبت من مقدمين البرنامج التوقف عن تكرار الجملة ما بعد النصف الثاني من الحلقة بعدما لمست تذمر الجمهور عبر مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة وأن إجراء أي تعديل على سكربت أي برنامج وهو على الهواء ليست بفكرة محمودة بل أراها مغامرة ببرنامج كانت تلك الحلقة حلقته الأولى، ولكنهم يحترموا على تجاوبهم السريع هذا، كما وأنه من غير المهني الحكم على مقدمي البرنامج بهذه السرعة والسطحية، فإن أتيتم بالإطلالة الاولى لأي إعلامي عربي أو عالمي لن تجدونه بتألقه وتمكنه الذي يبهركم به حالياً، بل اكتسبه مع الخبرة والعمل وبدعم من شاهده وليس بتحطيمه قبل أن يبدأ.
من المخجل أن نتعدى بحرية رأينا على حرية الأخرين وأن نُجَرح بهم باسم تلك الحرية، فحريتنا يفترض أن تنتهي حيث تبدأ حرية الأخرين، ويجب أن نتعلم توظيف نقدنا وتوجيهه لموهبة الشخص وليس لشخصه أو دينه أو شكله أو طوله، فبدلاً من الحديث عن موهبة المشترك كان الحديث عن قصر قامته والسخرية منها أو عن ملابسه الغير لائقة، بل وتعدت التعليقات إلى حد السخرية من أحد المشتركين لأنه يشبه بشار الأسد وكأن الشخص الساخر هو أية بالجمال والكمال !! ألم يكن من الممكن أن يقول صوته غير جميل أو أنه لا يملك موهبة ويصمت؟! ألن تصل الفكرة ذاتها أنه لم يعجبك ولكن بأسلوب أرقى ؟! أم أن لغتنا العربية التي في أحشاءها الدرُ كامنٌ نعجز أن نجد فيها عشرات المرادفات لكلمات مؤذية كعاهة ومقرف وزفت ؟!
نعم.. مواقع التواصل الإجتماعي ظاهرة صحية أتاحت لمس نبض الجمهور والتفاعل معهم بشكل مباشر، ولكن لنحسن يا بني أمتي التعامل معها.. فبالحياة العامة ما تقوله أمام أهلك وأصدقاءك لا يجوز أن تقوله أمام الغرباء ! ذات الشئ عبر الإنترنت هناك ملايين الغرباء الذين يحكمون عليك من تعليقاتك ووجهات نظرك ! كيف تسمح لنفسك أن تتلفظ بهكذا ألفاظ ؟! لما تتفنن بإختيار الألفاظ المناسبة أمام من تقابلهم لأول مرة وأمام الغرباء على الإنترنت فتطلق العنان لرصاص لسانك المؤذي فتسيئ لنفسك ولأخلاقك قبل أن تسيئ للأخرين ؟! لما لا تضع نفسك مكان الآخر ؟! فإن كنت لا تتحمل نقداً من أهلك أو أصدقائك أو المحيطين بك وتثور وتتألم لما قالوه رغم أنك تعلم أنهم مصيبون بنقدهم، فما بالك بشخص تتهكم عليه علناً أمام أهله وأسرته وأصدقاءه او من يحب أو حتى الكارهين له !
نعم.. توجد مواهب متواضعة أو معدومة ظهرت بالبرنامج، وهناك مواهب مضحكة صنفها البعض أنها مخجلة، ومنهم من إعتبرها مسيئة للأردن بل وصنفوها عملاً عنصرياً دخيلاً هدفه الإساءة للأردن كما و أنها نتيجة حتمية لإلغاء التجنيد في الأردن !! مهلاً يا بني أمتي.. هذا برنامج فني ويجب أن لا يخرج من إطارة الفني ويجب أن لا تخلط الأوراق ببعضها البعض، وقمة التناقض تكمن بأن هؤلاء الذين استخلصوا تلك النظريات الحربية هم أنفسهم من تبادل وضحك على فيديوهات المواهب العربية المضحكة ببرامج كآراب أيدل وآرابس غوت تالنت ! ولم نسمع يوماً من يقول أنها أساءت لبلدانها او أن هناك أيد عنصرية تهدف لتشويه سمعة تلك البلد فلم يخرج الموضوع من إطاره الكوميدي! أما قضية التجنيد فأحيطكم علماً يا سادة أن مصر ولبنان منذ قدم الزمان وليومنا هذا لازال فيها التجنيد إجباري ومع ذلك في مجتمعهم وبرامجهم شخصيات مماثلة بل وأكثر جرأة وربما يتجاوزون الخطوط الحمراء.
بدلاً من الإستخفاف والتهكم على الأخرين، لنشجعهم وندعوهم لأن يطوروا مواهبهم أو لنصمت، لنهنئهم على جرأتهم لأنهم عبروا عن ما بداخلهم بشجاعة وخاضوا شرف المحاولة وسدوا وقت فراغهم بموهبة قد ترونها أنتم فاشلة، فبسلبيتكم وإنتقادكم الهدام حكمتم على مئات المواهب الأردنية بالكبت والإعدام، فمن ذا الذي سيفكر بيوم من الأيام أن يشارك ببرنامج أردني حتى وإن كان موهوباً خوفاً من أن يتحول لنكتة وسخرية رواد مواقع الإنترنت الذين لا يلتفتون بالأغلب إلا لإبراز السلبيات؟! وسيبقى الموهوب الأردني مدفوناً ينتظر أن يحصل على فرصة تمنح لأردني واحد بالبرامج العربية.. وكم من موهبة دفنت فيكِ يا أمتي.

رغم غيوم سلبيتكم.. "ولو عجبكم أو لم يعجبكم".. سيبقى نجم رؤيا لامعاً.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع