أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية المعايطة: لن تكون الانتخابات مثالية رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن مقتل إسرائيلي بقصف جنوبي لبنان شبهات بسرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء لضحايا المقابر الجماعية في خان يونس انطلاق منافسات ألتراماراثون البحر الميت اليوم أميركا تعلق على تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات بالجامعات الأردن .. تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة الجمعة 7 وفيات و521 حادثاً مرورياً أمس بالأردن إعلام عبري يعلن عن حدث صعب للغاية على حدود لبنان الحبس لأردني سخر صغارا للتسول بإربد اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS”
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام حضر رائد .. غابت غيداء .. غابت الدولة؟!!

حضر رائد .. غابت غيداء .. غابت الدولة؟!!

14-03-2014 01:45 PM

كان وجهه كفلقة البدر، محمولا على الأكتاف "المهدودة"!! كانت نومته أقرب إلى نومة الراحة والرضا، منها لمِسحَة الموت فينا، التي تُسميها حياة!!
من ظهر الغيب فطنتْ لمحةٌ ذكيةٌ أن تجمع فيه نصفين - علم الأردن وعلم فلسطين - عبثت فيهما السياسة، بفمٍ إذاعةٍ، وقلمٍ لعينٍ، ولصوصٍ على الضّفتين، سرقوا حلم شعب واحد، في ألف كيسٍ، وتفرقوا في الأمصار!!
حضر رائد زعيتر لحظةَ دفعه الغاصبُ، الذي صار في عُرْفِ الدولة صديقا، وجارا مالكا، لكنه لا يرى رائدا شيئا،ولا دولته!! فانتفض الإنسان في رائد.. انتفض التاريخ.. وانتفضت في دمه كرامة كانت منسيّةً محبوسة، لِتَنثر الدّم على غصن كَرْمَتها الذاوية، وتمسح عن ورقها عار السنين!!
حضر القاضي الشاب، وغاب القضاء وراء قضبان المعاهدة!! وأُغلق ملف القضية، أو أُجلت إلى أجل غير مسمّى، كباقي قضايانا!! وانشغل المجلس القضائي والتشريعي بمراجة القوانين والتشريعات، التي تُملى علينا بكرة وأصيلا.. ويلغيها فنجان قهوة، أو تلفون من جهة عليا مهمة!!
تضخّمت العبارات كثيرا، وعودتنا الجهات الرسمية (الحكومة) والشعبية(النواب): أنه كلما تضخمت العبارة، وأخذت حيزا واسعا من التغطية، كانت فارغة بلا مضمون، زائفة بلا حقيقة، وهي برسم التنفيس: تنفيس الاحتقان، وتنفيس القضية، لتمرّ بسلام إلى عالم النسيان، في ذاكرة شعب منهكٍ مُشوّش الفكر والوجدان!!!
شكرا لمجلس النواب الجادُّ العابثُ في آنٍ واحد!! شكرا لرئيس الوزراء، ووزير خارجيته، على لسان رائد الشهيد يقول لهم: أنا أرفض أن أتعب معاليكم بالوقف دقيقةَ حِداد، وأردُّ عليكم الفاتحة وأمَّ الكاتب، وأجمع لكم الكلمات الشاجبة، أدسُّها بأفواهكم من جديد، لأنني عشت عمري كله في حداد دائم، وقررت اليوم أن أغلق باب العزاء الكبير.. وسأتلو فاتحتي الخاصة، وأشجب وأستنكر كما ينبغي ذلك أن يكون؟!! وسأترك للرسمي ودولته جرّ الذيول!!
وفي المقابل فقد غابت غيداء.. غاب المواطن.. غاب الإنسان، حين قررت سيارة مجنونة أن تحصد روح طفلة السادسة، وتسدل ستارة الشقاء على أسرة من خمسة أنفار، وتنزع من قاموسها معنى الراحة والسعادة!!
قَدَراً؟! نعم، وقعت الحادثة، لكنها لا تُعفي المسؤول، ولا تبرئ ذمة المتسبب!! فسيارة السفير الكويتي المصفحة طحنت جارتها البرئة، وعجنت بداخلها خمسة الأنفس؛ لتغيب رغد، ويدخل والدها في غيبوبة، وتصاب أمّها بجروحٍ بليغة فتّت عظمها، وتنكسر عُنق أخيها يوسف، وتنزف دماغ "جنى" ليأخذ النزيف معه السمع والبصر، ويرقد الجمع في المشفى، ويتم تطنيش الخبر!!!
هل تكفي زيارة رئس الوزراء لدقيقة؟! أو وزير أو نائب لربع ساعة وتنتهي القضية عند هذا الحد؟؟!!
من واجب الحكومة أن تنشغل بسعادة السفير، وأن تطمئن على وسلامة أنبوب الحاجة الممتد إلى عاصمتنا الشقيقة!! فهذا أقل الواجب تجاه الضيف، ولا نُطالبها بالتقصير – لا سمح الله طبعا - أو بتسويد وجوهنا بين القبائل، ولكن نطالبها بالمقابل أن تلتفتَ بتقاريرها إلى إنسانها، الذي قالوا لنا يوما: إنه أغلى ما يملكون!!!
تُرى، ما الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لرعاية العائلة المحطّمة على الصعيدين النفسي والإنساني؟!!
ما الخُطة التي تتبناها للإنصاف، والعون على تجاوز المأساة، وضمان المستقبل للذين نتمنى لهم عاجل الشفاء، والعِوض الكريم لما ابتلوا بهم ؟!! وما حدود مسؤولية الحكومة، ومسؤولية المتسبب تجاههم؟!! وما الضمانات المتوفرة لذلك؟!!
إلى هذه اللحظة: لا شيء يذكر، أوخبر يُنشر، ولا موقفَ يطمئن!!
من حقي ومن حق كل غيور أن يقول لكم: دعوني أتوجع.. دعوني أتألم وأصرخ من حجم المهانة التي وصلنا إليها في كل شيء، رغم لمعان أوراق التغليف التي تعوّدنا أن نُلبِسها لأكاذيبنا، وبريقها!!
دعوني أندبُ وأتفجّعُ على مجتمعٍ، وما فيه من بلايا، ترهقني في الحصر والعدُّ والتتبع!!! وشعبٍ غاب عن شارع المطالبة بالسلطة، والحقوق، والحريات، وأخلى ميادينها،وتزاحم على رصيف الخبز، ونوافذ دعم المحرووقات، وحفلة الفلافل!!
دعوني أبكي جسراً نامت الكرامةُ على أعتابه منذ عام 1968م، حتي حضر رائد فأيقضها، وغاب عنا المواطن والإنسان، حتى ذكّرتنا بهم غيداء وعائلتها، فلا تَهدروا كرامتنا من جديد، ولا تُغيّبوا إنساننا!!
احترموا عقولنا، وراعوا مشاعرنا.. أقلعوا عن الضحك السّفيه .. والعبث التّابه في جلساتكم .. في لحظة المأساة!!
اذهبوا بعيدا.. ابلعوا ألسنتكم، إن لم يكن لكم بضاعة غير الكلام!!
انقعوا اعتذار أصدقائكم لكم، ذاك الذي لم نسمع له صوتا، ولم نرَ له صورة!!
انقعوه - رجاء – واشربوه على الريق، فهو نافع لمغص الضمير ، يا أهل الضمير!!
A_dooory@yahoo.com
13/3/2014م





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع