لم يتوقع المتقاعدين العسكريين أنهم وبعد إحالتهم على التقاعد أن تهان كراماتهم على يد ثلة من الفاسدين وسماسرة الأوطان أو التلاعب بمعيشتهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم 0 فالمتقاعد لم تنتهي حياته كما تتوقع تلك الحكومات السابقة والحالية واللاحقة . صحيح أن المتقاعد العسكري أصبح يشعر بالضعف والهوان وربما تصيبه بعض الأمراض النفسية والبدنية والانطوائية ولكن سيبقى مرفوع الرأس أمام تلك الحكومات التي لا تعلم أن المتقاعد العسكري لا زال يمتلك المهارات العالية التي تنبض بروحه وهي من نبض الجندية حيث عاصر تلك الجندية بحياتها وظروفها القاسية . لذلك المتقاعد العسكري ليس سلعة انتهت صلاحيتها .ولم تنتهي أو تندثر خبراته التي أضاعتها مؤسسة أنشئت لتعتني بظروفه المعيشية . وقد نلاحظ أن مؤسسة المتقاعدين العسكريين ما هي إلا مقاول رسى علية عطاء العناية بالمتقاعد والتي ربما يكون أول مشاريعها إنشاء مقابر خاصة بالمتقاعدين العسكريين ولربما التميز بين الرتب ليقوم أبنائنا مستقبلا" بالدعاء لنا ... والدعاء على هذه المؤسسة التي تساعد في تدمير المتقاعد العسكري بدل ان تكون له سندا" في خضم ارتفاع تكاليف الحياه ... ولن يكون المتقاعد يوما" من الايام في عداد ألموتي كما يراه البعض. وما نلاحظه على التصرفات الحكومية باتجاه المتقاعدين العسكريين ان هنالك تقاعس واضح من قبل الحكومة ومجلسي النواب والأعيان . حيث يشعر المتقاعد بان الحكومة شريكة معه في راتبه التقاعدي .مما أدى إلى إصابته بنوع من الإحباط والتعجب من تلك الحكومة . وأخر ما توقعناه أن تقوم الحكومة بتوقيع عقود مع أئمة ووعاظ من الجنسية المصرية على حساب الأئمة من المتقاعدين العسكريين الذين لم يتم تثبيتهم لغاية الآن حسب المادة ( 305 ) رغم صدور الإرادة الملكية بذلك فيا له من أمر مخزي .ربما غاب عن بال الحكومة ( للتذكير ) إن هذا المتقاعد قدم روحة ودمه لأجل الوطن مع إبقاء كمية قليلة من الدماء ليعيش بها باقي أيام حياته.. فيفاجأ أن الحكومة بدأت بامتصاص دمه بسياسة القضاء عليه تدريجيا" لمرحلة الوفاة ..أي حال يعيشه ذلك المتقاعد ؟؟؟ فهو تدرب وتعلم وتأقلم على سياسة معينة هـــــــي ( الضبط والربط ) ولم يتوقع يوما" أن تقوم الحكومة بضبط جيوبها على حساب ربط حياته .هل سياسة الحكومة ماشية على أساس تقطيع كلمة متقاعد كما هو المعروف ( مت قاعد ) وإذا ما كانت الكلمة باللهجة المصرية ( طلع على المعاش ) فستقوم الحكومة وتقطعها ب ( عمره لا عاش ) . لذلك يستحق أن يكون المتقاعد ( VIP ) ... بدلا" ممن سرقوا خيرات البلد وعاثوا فسادا" وهربوا الى الخارج .. ولا زالت الحكومة تصرف لهم كلمة ( سيدي ) كان الله في عونك أيها المتقاعد .