منذ مدة لم اكتب عن اداء مجلس النواب ليس لان ادائهم تحسن او انهم يقومون بواجبهم الدستوري على اكمل وجه ،ولكن لان ضرب الميت حرام .ما زال يعتقد بعض النواب بانهم نواب حقيقيون ، وانهم يمثلون الشعب وانهم اصبحوا من علية القوم ، وهم لا يعرفوا حجمهم الحقيقي ابدا ، فبعضهم رغم طوله الفارع هم اقزام امام الناس ، والبعض منهم لا يفقه شيئا لا بالاقتصاد ولا بالسياسة ولكنه يتكلم بالاقتصاد والسياسة على الفضائيات وبالمجالس ، وكل كلامه لا يصنف الا للتسلية .ما زال يصر بعض النواب انهم يمثلون الشعب وانهم حصلوا على الاف الاصوات ، وبرأيهم أن هذه الاف هي المقياس ، وهو لا يعرف ان الكل يعرف كيف جلس تحت القبة ، فاما بشراء الاصوات والذمم او بمساعدة المخابرات والقلة القلة نجحوا بمساعدت عشائرهم ، وعددا منهم لا يتعدى اصابع اليد نجح باسمه وباحترام الناس له .سردت هذه المقدمة حتى يعرف بعض النواب ان العرض الاعلامي لهم لم يعد يجدي نفعا وان قضية تصويت المجلس بالاجماع على طرد السفير الاسرائيلي هي مجرد تسلية وعرضا اعلاميا لا يقدم ولا يؤخر .ما وددت ان اقوله ان مجلس النواب لو يعرف مصلحة الدولة الاردنية والشعب الذي يعتقد انه يمثله لما لعب بالنار بهذا التصويت .فهو لا يعرف ولا يعلم بان اتفاقية السلام الاسرائيلية هي مصلحة اردنية بامتياز ، حتى لو لم تستفد منها الدولة شيئا .وهل يعرف نوابنا بان طرد السفير الاسرائيلي والغاء معاهدة السلام يعيد السيطرة الاسرائيلية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وكل فلسطين !!!.الا يعلم نوابنا المحترمون ان السيادة الهاشمية على المقدسات جاءت نصا في معاهدة السلام بين الاردن والاسرائيل !!! ونوابنا يريدون ان يلغوا هذه الاتفاقية ليعيدوا هذه السيطرة على طبق من ذهب الى اسرائيل ..لا اريد ان اذكر بقية نقاط اتفاقية السلام المهمة للسيادة الاردنية ولكن اهمها ان بعضهم اصبح يزور فلسطين ويصلي بالمسجد الاقصى . على نوابنا ان يكونوا اكثر وعيا وادراكا بادائهم وان يبتعدوا عن العرض الاعلامي الذي يسئ لهم ولا ينفعهم .فقضية طرد السفير الاسرائيلي لم تعد وسيلة ضغط على الجانب الاسرائيلي ابدا .هذا المقال ليس دفاعا عن اسرائيل كما سيعتقد البعض ولكنه دفاعا مسؤولا واعيا عن الدولة الاردنية وسيادتها .