زاد الاردن الاخباري -
لو إفترضنا أنه بدل الموافقة على التعديل الوزراي قد تقرر إقالة حكومة عبدالله النسور وتكليف حكومة أخرى فالحقيقة أن مهمة إختيار رئيس جديد هي مهمة صعبة جدا، وواقعيا، وحيث أنه تم تجربة عائلات كثيرة عدة مرات، وتم تجربة رؤساء حكومات تولوا المنصب أكثر من مرة، وتجربة من الموالاة الوطنية الصرفة ورؤساء من المعارضة المعتدلة ولا يمكن لدينا تجربة رؤساء من المعارضة الصرفة (المتطرفة) ولا يمكن أيضا تجربة وجوه جديدة شابة (خارج نادي الحكم) فإنه يصبح من المستحيل إيجاد أردني واحد يصلح لهذه المهمة خارج ما يُسمى (الكاتلوج) الإفتراضي.
هل يمكن التفكير برئيس لم يكن أحد من عائلته رئيسا أو وزيرا أو نائبا أو عينا؟ مستحيل، هل يمكن التفكير برئيس لم يكن وزيرا أو نائبا أو ليس محسوبا سياسيا على دول نريد التقرب منها أو لدينا معها مصالح إستراتيجية أو ليس محسوباً على قطاع إجتماعي أو عشائري أو توزيع ديموغرافي معين؟ مستحيل، هل يمكن التفكير برئيس لديه مؤهلات إبداعية وفكرة ومخطط لكنه لم يختبر العمل الحكومي أبدا؟ مستحيل !!
ليس من السهل ترشيح أردني لا تنطبق عليه المواصفات والشروط حتى لو كان مؤهلا، فالنخبة التي تكتب الترشيحات والتوصيات لديها (كاتلوج) وهو بالمناسبة ليس دستورا، ولكنه أصبح مثل (العادة) التي تعودوا القيام بها، ولابد للرئيس أن يخرج من رحم هذا (الكاتلوج)، حتى لو أنه كان فاشلا في المرة الأولى التي تولى فيها الرئاسة، أو لو كان والده قد فشل عدة مرات في تولي رئاسة الحكومة، وحتى لو كان فاشلا في إدارة شركة ما، وحتى لو كانت تدور حوله بعض الشبهات القابلة للتبرير..الخ، وما يحدث أن مواصفات (الكاتلوج) هذه لا تنطبق إلا على قائمة محددة من البشر.. أنتم تعرفونهم بالتأكيد!
لذلك فإننا ننصح ، وتجنبا لحالة التهييج التي تحدث (عادة) في مثل هذه الظروف، ويتبدل حال البلد، وتكثر التكهنات، وبما أنه لن يتغير شيء على كل الأحوال، سواء تم تغيير الرئيس أم لم يتم، فمن الأفضل بقاء الحال على ما هو عليه إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.