زاد الاردن الاخباري -
يمكن اعتبار اعلان الجيش الليبي او ما تبقى منه، بمعنى أدق، عن حالة الاستنفار لمعالجة ظاهرة الفلتان الأمني في جنوب البلاد بمثابة خطوة اولى ليس فقط على صعيد استعادة هيبة الدولة والمؤسسات في هذا البلد المهم شمال افريقيا، ولكنها قد تكون خطوة تعكس تحالف عدة أطراف دولية واقليمية بدأت تسعى لضبط الايقاع في ليبيا.
الاضطراب الشديد الذي حصل في مدينة سبها جنوب البلاد وقبلها في بني وليد وسرت وعند القبائل الصحرواية في أقصى الجنوب بدأ يهدد مصالح الدول وشركات النفط الاوروبية خصوصا بعدما توافقت عدة أطراف على أن تنظيم انصار الشريعة الليبي وهو عمليا ممثل تنظيم القاعدة بدأ يتوسع ويسيطر على مفاصل نفطية ومالية تهدد عمليا جنوب اوروبا.
فرنسا حسب مصدر ليبي مطلع جدا لعبت دورا خلال الـ 48 ساعة السابقة بالتعاون مع ايطاليا في دعم الفرقة العسكرية المرابطة حول سبها.
الأمريكيون بدورهم توقفوا عن سياسة دعم بعض الأطراف الداخلية ضمن سياق يهتم بمطاردات بوليسية فقط لاعضاء تنظيم القاعدة من حلفاء حلف الناتو في التصدي لنظام الراحل معمر القذافي.
واشنطن حرصت على تبديل أولوياتها تحت عنوان بناء جيش ليبيا الوطني بصورة مهنية وأبلغت أطرافا في العملية السياسية الداخلية بانها تعد العدة لرعاية خطة انتقال سياسي جديدة تجعل الأوضاع أكثر هدوءا في البلاد.
بين الأطراف التي تلقت الاشعار الأمريكي التحالف الوطني الليبي الذي يشكل النخبة السياسية المعتدلة التي قادت عمليا المرحلة الانتقالية الأولى.
واستنادا الى المنطق الأمريكي المتحول بدأت فعلا اجتماعات مهنية تضمنت اتصالات مع عدة دول عربية من بينها الاردن والامارات للمساهمة في بناء الجيش الليبي الوطني الموحد بالتوازي مع اجتماعات في مقر الامم المتحدة تبحث في أجندة بعنوان استعادة الهدوء في ليبيا ووقف نزف المسلحين والمليشيات.
التحالف الوطني الليبي كان قد دعا سفراء الدول الغربية في طرابلس لرعاية مصالحهم والتوقف عن دعم وتشجيع جماعات مسلحة او منفلتة خصوصا وان رئيس التحالف محمود جبريل الذي تدعمه دولة الامارات ويحظى برعاية مصرية اعتبر في اجتماعات مغلقة بان الوضع الداخلي وصل الى مستويات لم يعد من الممكن السكوت عليها او عنها.
الاستحقاق الجديد الذي تؤشر اليه حالة الاستنفار في جنوب ليبيا قد يشكل التفاتة جديدة لاتصالات واجتماعات مغلقة يمكنها ان تمهد لمرحلة انتقالية جديدة.
العرب اليوم