على امتداد التاريخ كانوا و ما زالوا ، و على خارطة الحضارات وضعوا لِبِنات العلم و النور و شقّوا طريق المجد و العلا مرات و مرات، و رغم قسوة الطبيعة و الأعداء تحدّوا و انتصروا و لم يهِنوا، و إن وهنوا لم تمت عزائمهم ونهضوا... يعشقون الحياة الحرّة الأبيّة و إن حُرِموا ، يعانقون الموت ضاحكين مقبلين غير مدبرين على أن لا يُذلّوا ...أصحاب الأنفة و الكبرياء و النفوس الحرّة الأبيّة التي لا تقبل الضيم و إن طال الظالمون واستبدوا ...
صنعوا المجد عندما صُنِعوا و ولدوا يوم مولد الهادي تجلّوا في " خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام " يومها استقلّوا ...فلا تبعية لفارس و قد دانت لهم و سراقة تزيّن بسواريّ كسرى، و لا تبعية للّروم ففي يوم اليرموك عهد قد ولّى، دانت لنا الدنيا فسعتْ إلينا ..و فُتحت أبواب المدن راضية مرضيّة تُهلّل يوم العدل تجلّى ، و بات ميزان العدل عند العمرين شعاراً و منارة لنور الإسلام وعظمته الخالدة عبر عبق التاريخ الإنساني المتجدّد .
نعم إنهم العرب عَصَبُ الإسلام و نهضته، وعُصْبة رسولهم محمد.. لن تموت همتهم برغم المؤامرات و الفتن و تكالب العدو و الصديق ، و إن ظنّ الكثيرون ذلك ، فكلما عصفت بهم المصائب و نزلت بهم الدوائر ، و تخاذل المتخاذلون و اشتدّت قسوة الأعداء و تكرّرت الضربات تلو الضربات و المؤامرات و الدسائس و القتل و التشريد و الدمار و التقسيم و التسميم و التلوث و الحصار و الجوع و الفساد و الفتن و الفوضى و سلب الأموال و الثروات و كل ما كان و يكون نعلمه و لا نعلمه ..
فعلى الرغم من كل ذلك نعود للحياة ، فتتفجّر الأرض بصحوتنا عندما ظنوا موتنا فنخرج أقوى مما كنا و نعيد العدالة للعالم المحتاج إلينا، و ندوس الظالمين بأقدامنا و تفخر الحرية بنا و لطالما أنجبت أمتنا العظماء و ستبقى ، فها قد عدنا، نحن أمة مسلمة عظيمة لا تموت، نعود عندما يعتقد الآخرون أن لا عودة .